تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صنبر]:

صفحة 108 - الجزء 7

  يَشُقُّ دَوْحَ الجَوْزِ والصِّنّار

  وتَخْفِيفُ النون أَكْثَرُ، وهكذا أَنشَدُوا بيت العجّاج بالتَّخْفِيف.

  قال أَبو حنيفة: وهي فارسيّة،. مَعَرَّبُ جِنار، وقد جَرَتْ في كلام العرب.

  وقال اللَّيثُ: هو فارسيّ دَخِيل.

  والصِّنّارُ: رَأْسُ المِغْزَل، ويقال: هي الحَدِيدَةُ الدَّقيقةُ المُعَقَّفَة التي في رَأْس المِغْزَلِ، ولا تَقُلْ: صِنّارَة. وقال اللَّيْثُ: الصِّنّارَةُ: مِغْزَلُ المرأَةِ، وهو دَخيلٌ.

  والصِّنّارَةُ بهاءٍ: الأُذُنُ، يَمَانِيَة.

  والصِّنّارَةُ: الرَّجُلُ السَّيِّئُ الخُلُقِ المُكَشِّر. الكسر عن ابن الأَعرابيّ، ويُفْتَحُ، عن كراع.

  والصِّنَّارَةُ: مَقْبِضُ الحَجَفَةِ. ج صَنانِيرُ.

  وقال ابنُ الأَعرابيّ أَيضاً: الصِّنّارَةُ: السَّيِّئُ الأَدَبِ، وإِن كان نَبِيهاً، وهم الصَّنَانِيرُ.

  وقال أَبو عليّ: صِنّارَةٌ، بالكسر: سَيِّئُ الخُلُقِ، ليس من أَبْنِيَةِ الكِتَاب لأَنَّ هذا البناءَ لم يَجِئ صِفةً.

  والصِّنَّوْرُ، كعِجَّوْل: البَخِيلُ السَّيِّئُ الخُلُقِ، نسبه الأَزْهَرِيُّ والصّاغانيُّ إِلى ابنِ الأَعْرَابِيّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  الصِّنارِيَّة، بالكَسْر: قَوْمٌ بأَرْمِينِيَةَ.

  وصِنّار، بالكسر وتشديد النون: مَوضِعٌ من ديارِ كَلْب، بناحِيَةِ الشام.

  [صنبر]: الصُّنْبُورُ، بالضّمّ: النَّخْلَةُ دَقَّتْ من أَسْفَلِهَا، وانْجَرَدَ كَرَبُها وقَلّ حَمْلُهَا كالصُّنْبُورَةِ، وقَدْ صَنْبَرَتْ.

  والصُّنْبُورُ أَيضاً: النَّخْلَةُ المُنْفَرِدَةُ عنْ* النَّخِيلِ، وقد صَنْبَرَتْ.

  والصُّنْبُورُ: السَّعَفاتُ يَخْرُجْنَ في أَصْلِ النَّخْلَة.

  والصُّنْبُورُ، أَيضاً: أَصْلُ النَّخْلَةِ التي تَشَعَّبَت منها العُرُوق قاله أَبو حنيفة. وقال غيرُه الصُّنْبُورُ: النَّخْلَةُ تَخْرُجُ من أَصلِ النّخْلَةِ الأُخْرَى من غير أَن تُغْرَس.

  والصُّنْبُورُ: الرّجلُ الفَرْدُ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ بلا أَهلٍ ولا عَقِب ولا ناصِرٍ، وفي الحديث: «إِنّ كُفّارَ قُرَيْش كانُوا يَقُولُونَ في النَّبِيّ : مُحَمَّدٌ صُنْبُورٌ» وقالُوا: «صُنَيْبِيرٌ» أَي، أَبْتَر لا عَقِبَ له، ولا أَخٌ، فإِذا ماتَ انْقَطَعَ ذِكْرُه، فأَنْزَلَ الله ø: {إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ}⁣(⁣١).

  وفي التهذيب: أَصلُ الصُّنْبُور: سَعَفَةٌ تَنْبُتُ في جِذْعِ النخلةِ لا في الأَرْضِ. قال أَبُو عُبَيْدةَ: الصُّنْبُور النَّخْلَة تَبْقَى منفردَةً، ويَدِقُّ أَسفلُهَا ويَنْقَشِرُ⁣(⁣٢)، يقال: صَنْبَرَ أَسفَلُ النَّخلةِ، ومُرَادُ كفّار قريشٍ بقولهم صُنْبُور، أَي أَنّه إِذا قُلِعَ انقطَع ذِكْرُه، كما يَذْهَبُ أَصلُ الصُّنْبُور؛ لأَنَّه لا عَقِبَ له.

  ولقِيَ رجُلٌ رجلاً من العَرَب فسأَله عن نَخْلِهِ، فقال: صَنْبَرَ أَسْفَلُه، وعَشَّشَ أَعلاه. يَعنِي دَقَّ أَسفَلُه، وقَلَّ سَعَفُه وَيَبِسَ، قال أَبو عُبَيْدة⁣(⁣٣) فشَبَّهُوا النَّبيّ بها، يقولون: إِنّه فَردٌ ليس له وَلدٌ، فإِذا مات انقَطَع ذِكْرُه، وقال أَوْسٌ يَعِيبُ قوماً:

  مُخَلَّفُونَ وَيَقْضِي النّاسُ أَمْرَهُم ... غُشُّ الأَمَانَةِ صُنْبُورٌ فصُنْبُورٌ⁣(⁣٤)

  وقال ابن الأَعرابيّ: الصُّنْبُورُ من النَّخْلَة سَعَفَاتٌ تَنْبُت في جِذْع النَّخْلَةِ غير مُسْتَأْرِضَةٍ في الأَرْض، وهو المُصَنْبِرُ من النَّخْلِ، وإِذَا نَبَتَت الصّنابِيرُ في جِذْعِ النَّخلةِ أَضْوَتْها؛ لأَنَّهَا تَأْخُذ غِذَاءَ الأُمّهاتِ، وقال: وعلاجُهَا أَن تُقْلَعَ تلك الصَّنَابيرُ منها. فأَراد كفّارُ قُرَيْش أَنّ مُحَمَّداً صُنْبُورٌ نَبَتَ في جِذْعِ نَخْلة، فإِذا قُلِعَ انقَطَعَ، وكذلك محمّدٌ إِذا ماتَ فلا عَقِبَ له.

  وقال ابن سمعان⁣(⁣٥): الصَّنابِيرُ يقال لها: العِقَّانُ، والرّواكِيبُ، وقد أَعَقَّت النَّخْلَة، إِذا أَنْبَتَت العِقّانَ، قال:


(*) في القاموس: «من» بدل «عن».

(١) سورة الكوثر الآية ٣.

(٢) وهو قول الأصمعي، كما في التهذيب.

(٣) في التهذيب: أبو عبيد.

(٤) قال في التهذيب: قال: والصنبور في هذا: القصبة التي تكون في الاداوة من حديد أو رصاص يشرب منها.

(٥) التهذيب: وقال سمعان.