تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صنبر]:

صفحة 109 - الجزء 7

  ويقال للفَسِيلَةِ التي تَنْبُت في أُمِّهَا: الصُّنْبُورُ، وأَصْلُ النَّخْلَةِ أَيضاً صُنْبُورُهَا.

  وقال أَبو سعيد: المُصَنْبِرَةُ من النَّخِيل: التي تَنْبُتُ الصّنَابِيرُ في جُذُوعِها، فتُفْسِدُها؛ لأَنها تأْخُذُ غِذَاءَ الأُمَّهَات، فتُضْوِيها: قال الأَزهريّ: وهذا كُلّه قولُ أَبي عُبيدة.

  وقال ابنُ الأَعْرَابيّ: الصُّنْبُور: الوَحِيدُ، والصُّنْبورُ: الضعيفُ، والصُّنْبُور: الذي لا وَلدَ له ولا عَشِيرةَ ولا ناصِرَ من قَرِيب ولا غَريب.

  والصُّنْبُور: اللَّئيمُ.

  والصُّنْبُور: فَمُ القَنَاةِ. والصُّنْبُور: قَصَبَةٌ تكون في الإِداوَةِ يُشْرَبُ منها، حَدِيداً أَو رَصاصاً أَو غيرَه والصُّنْبُور: مَثْعَبُ الحَوْضِ⁣(⁣١) خاصّةً، حكاه أَبو عُبَيْدِ، وأَنشد:

  ما بَيْنَ صُنْبُورٍ إِلى الإِزاءِ

  أَو هو ثَقْبُه الذي يَخْرُجُ منه الماءُ إِذا غُسِلَ.

  والصُّنْبُورُ: الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ وقيل: الضَّعِيفُ.

  وقيل: الصُّنْبُورُ: الدَّاهِيَةُ.

  والصُّنْبُور: الرِّيحُ البارِدَةُ والحَارَّةُ، ضدّ.

  والصُّنَوْبَرُ شَجَرٌ مُخْضَرٌّ شِتَاءً وصَيْفاً، ويقال: ثَمَرُه.

  أَو هو ثَمَرُ الأَرْزِ، بفتح فسكون.

  وقال أَبو عُبَيْد: الصَّنَوْبَرُ: ثَمَرُ الأَرْزَةِ، وهي شَجَرَة، قال: وتسمَىَّ الشَّجَرَةُ صَنَوْبَرَةً، من أَجَل ثَمرِها.

  وغَدَاةٌ صِنَّبْرٌ، وصِنِّبْرٌ، بكسر النون المُشَدَّدة وفتحِهَا: بارِدَةٌ وحَارَّةٌ، وحكاه ابنُ الأَعرابيّ، قال، ثعلب: ضِدٌّ، وضَبَط الصّاغانيّ الأَوّل مثال هِزَبْر.

  والصِّنَّبْرُ⁣(⁣٢)، بكسر الصاد والنون المشدّدة: الرَّيحُ البارِدَةُ في غَيْمٍ قال طَرَفَةُ:

  بجِفَانٍ نَعْتَرِي نادِيَنَا ... وسَديِفٍ حينَ هاجَ الصِّنَّبِرْ

  قال ابن جِنّي: أَرادَ الصِّنَّبْرَ، فاحتاجَ إِلى تحريكِ الباءِ، فتَطَرّقَ إِلى ذلِك، فنقل حركةَ الإِعراب إِليها، قاله ابنُ سيده.

  والصِّنَّبْرُ، بتسكين الباءِ⁣(⁣٣): اليومُ الثّانِي مِنْ أَيّامِ العَجُوزِ⁣(⁣٤)، قال:

  فإِذا انْقَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنَا ... صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ

  والصَّنْبَرُ، كجَعْفَرٍ: الدَّقِيقُ الضِّعِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، من الحَيوانِ والشّجَرِ.

  وصِنْبِر⁣(⁣٥) كزِبْرِج: جَبَلٌ، وليسَ بِتَصْحِيفِ ضَيبَرٍ، كما حقّقه الصّاغانِيّ.

  والصَّنْبَرَةُ: ما غَلُظَ في الأَرْضِ من البَوْلِ والأَخْثَاءِ ونحوِهَا.

  وصَنَابِرُ الشِّتَاءِ: شِدَّةُ بَرْدِهِ، واحدها صُنْبُور.

  وأَما قولُ الشَّاعِر الذي أَنشَدَه الفَرّاءُ.

  نُطْعِمُ الشَّحْمَ والسَّدِيفَ ونَسْقِي ال ... مَحْضَ فِي الصِّنَّبِرِّ والصُّرَّادِ

  بتَشْدِيدِ النّونِ والرّاءِ وكَسْرِ الباءِ فللضَّرُورَةِ.

  قال الصّاغانيّ: والأَصْلُ فيه صِنَبْرٌ مثال هِزَبْر، ثم شَدّد النون، واحتَاج الشاعرُ مع ذلك إِلى تَشْدِيدِ الرَّاءِ فلمْ يُمْكِنْه إِلّا بتحريك الباءِ لاجتماع الساكنين، فحركها إِلى الكسر.

  * ومما يستدرك عليه:

  الصَّنَابِرُ: السِّهَامُ الدِّقاقُ، قال ابن سيده: ولم أَجِدْه إِلّا عن ابن الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:

  لِيَهنِئ تُرَاثِي لامْرِئٍ غَيْرِ ذِلَّةٍ ... صَنَابِرُ أُحْدَانٌ لهُنَّ حَفِيفُ

  سَرِيعَاتُ مَوْتٍ رَيّثاتُ إِفَاقَةٍ ... إِذَا ما حَمَلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ⁣(⁣٦)


(١) في المطبوعة الكويتية: مشعب الحوض تحريف.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى زيد فيها: «والصِّنِّبر» وفي اللسان: الصِّنَّبْر والصِّنَّبِر.

(٣) ضبط في التهذيب بفتح الباء، ضبط قلم. وضبطت في معجم البلدان بكسر الباء

(٤) في التهذيب: «آخر أيام العجوز» وفي معجم البلدان: «أحد أيام العجوز».

(٥) ضبطت بالقلم في معجم البلدان بفتح الصاد.

(٦) أحدان: أفراد، وسريعات موت: يُمتن من رُمي بهن، قال ذلك ابن الأعرابي كما في التهذيب.