تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضجحر]:

صفحة 122 - الجزء 7

  وضَجِرَ البَعِيرُ: كَثُرَ رُغَاؤه، قال الأَخْطَلُ يَهْجُو كَعْبَ بنَ جُعَيْلٍ:

  فإِنْ أَهْجُهُ يَضْجَرْ كما ضَجْرَ بازِلٍ ... مِنَ الأُدْمِ دَبْرَتْ صَفْحَتاهُ وغارِبُهْ

  وقد خَفّفَ ضَجِرَ ودَبِرَتْ في الأَفْعَال، كما يُخَفّف فَخِذٌ في الأَسماءِ.

  وقال ابنُ سِيدَه: ناقَةٌ ضَجُورٌ، كصَبُورٍ: تَرْغُو عِنْدَ الحَلْبِ، وقد ضَجِرَتْ، كفَرِحَ، ومنه المَثَل: «قد تَحْلُبُ الضَّجُورُ العُلْبَةَ» أَي قد تُصِيبَ اللِّينَ من السَّيِّئِ الخُلُقِ.

  وقال أَبو عُبَيْد: من أَمثالِهم في البخيلِ يُسْتَخْرَجُ منه المالُ على بُخْلِه «إِنّ الضَّجُورَ قد تُحْلَب⁣(⁣١)»، أَي إِنّ هذا وإِنْ كان مَنُوعاً فقد يُنَالُ منه الشيْءُ بعدَ الشيْءِ، كما أَنّ النَّاقَةَ الضَّجُورَ قد يُنَالُ من لَبَنِها.

  وقال أَبو عمرو: مَكانٌ ضَجْرٌ وضَجِرٌ كصَخْرٍ، وكَتِفٍ: ضَيِّقٌ، وقال دُرَيْد:

  مَتَى ما أُمْسِ في جَدَثٍ مُقِيماً ... بمَسْهَكَةٍ من الأَرْوَاحِ ضَجْرِ⁣(⁣٢)

  أَي ضَيّق.

  والضُّجْرَةُ، بالضّمّ: طائِرٌ، نقله الصاغانِيّ، وكأَنّه لِقَلَقِه لا يَثْبُتُ في مَحَلّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  رجل ضُجَرَةٌ، كهُمَزَةٍ: كثيرُ الضَّجَرِ، ويقال ضُجرة، بالضَّمّ، كمُتَضَجِّر، قاله الزمخشرِيّ⁣(⁣٣).

  [ضجحر]: ضَجْحَر، أَهمله الجوهرِيّ، وقال الأَصْمَعِيّ: ضَجْحَرَ القِرْبَةَ، بتقديم الجيم على الحاءِ ضَجْحَرَةٌ، إِذَا مَلأَهَا.

  وقد اضْجَحَرّ السِّقاءُ اضْجِحْرَاراً، إِذا امْتَلأَ، وأَنشَدَ - في صفة إِبل غِزار - للكُمَيْت:

  تَتْرُكُ الوَطْبَ شاصِياً مُضْجَحِرّاً ... بعْدَ مَا أَدّتِ الحُقُوقَ الحُضُورَا

  [ضخر]: * ومما يستدرك عليه:

  مَضَاخِرُ، وهي هَضباتٌ غَرْبِيَّ أَسَاهِيب، فيها مَصَانِعُ لبني جُوَيْن، وبني صَخْر من طَيِّئ، ومَضَاخِرُ لفَزَارَةَ.

  [ضرر]: الضَّرُّ، ويُضَمّ، لغتان: ضِدّ النَّفْع.

  أَو الضَّرّ بالفَتْح: مَصْدَر، وبالضَّمّ: اسْمٌ.

  وقيل: هما لغتان كالشُّهْد والشَّهْدِ، فإِذا جَمَعْتَ بين الضَّرّ والنَّفْعِ فتحتَ الضادَ، وإِذا أَفردْتَ الضُّرَّ ضَمَمْتَ إِذا لم تستعملْه مصدراً، كقولك: ضَرَرْتُ ضَرّاً، هكذا تَسْتَعمِله العربُ، كذا في لحنِ العَوامّ للزُبَيْدِيّ.

  وقال أَبو الدُّقَيْشِ: كُلُّ ما كان من سُوءِ حال وفَقْرٍ أَو شِدّةٍ في بَدَنٍ فهو ضُرٌّ، وما كان ضِدّ النَّفْعِ فهو ضَرٌّ.

  يقال: ضَرَّهُ يَضُرُّه ضَرّاً، وضَرَّةُ به، وأَضَّرَّهُ، إِضْرَارَاً، وأَضَرِّ بِهِ وضَارَّهُ مُضَارَّةً، وضِرَاراً، بالكَسْر بمعْنًى، والاسمُ الضَّرَرُ، فِعْلُ واحِد، والضِّرارُ فِعْلُ اثْنينِ، وبه فُسِّرَ الحديثُ: «لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ» أَي لا يَضُرُّ الرَّجلُ أَخاهُ فَيَنْقُصه شَيْئاً من حقّه، ولا يُجَازِيه على إِضْرارِه بإِدخالِ الضَّرَرِ عليه. وقيل: هُما بمعنًى، وتكرارُهما، للتّأْكِيدِ⁣(⁣٤).

  والمُضارّة في الوَصِيّة: أَن لا تُمْضَى أَو يُنْقَصَ بعضُها، أَو يُوصَى لغَيرِ أَهْلِهَا، ونحو ذلِك ممّا يُخَالِف السُّنّةَ.

  والضّارُورَاءُ: القَحْطُ، والشِّدَّةُ، والضَّرَرُ، وسُوءُ الحال، هكذا في النُّسخ التي بأَيدينا، والصواب: والضَّرَرُ: سُوءُ الحالِ، كما في اللِّسَانِ وغيره كالضَّرِّ، بالفَتْح أَيضاً، والتَّضِرَّةِ، بكسر الضاد والتَّضُرَّةِ، بضمّها، الأَخيرة مثَّلَ بها سيبويه، وفسَّرها السِّرَافِيّ.

  وجمع الضَّرّ بالفَتْح. أَضُرٌّ، كأَشُدّ، قال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيّ:

  وخِلالَ الأَضُرِّ جَمٌّ من العَيْ ... شِ يُعَفِّي كُلُومَهُنّ البَواقِي


(١) ضبطت بالبناء للمجهول عن التهذيب واللسان. ولفظ المثل في الأساس: إن الضجور تحلب العلبة.

(٢) المسهكة: ممر الريح.

(٣) نص الأساس: ورجل ضَجِرٌ ومُتَضجرٌ.

(٤) وقيل: الضرر ما تضر به صاحبك وتنتفع أنت به، والضرار أن تضره من غير أن تنتفع.