تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضجحر]:

صفحة 123 - الجزء 7

  والضَّرَرُ: النُّقْصَانُ يَدْخُلُ في الشَّيْءِ، يقال: دَخَلَ عليه ضَرَرٌ في مالِه.

  والضَّرّاءُ، بالمد: الزَّمَانَةُ، ومنه الضَّرِيرُ بمعنَى الزَّمِنِ.

  والضَّرّاءُ، نقيضُ السَّرّاءِ، وفي الحديث «ابْتُلِينَا بالضَّرّاءِ فصَبَرْنَا، وابْتُلِينَا بالسَّرَّاءِ فلَمْ نَصْبِرْ»، قال ابنُ الأَثِيرِ: الضَّرّاءُ: الحالةُ التي تَضُرّ، وهي نَقِيضُ السَّرّاءِ، وهما بناءَانِ للمؤنّث ولا مُذَكَّر لهما، وهي: الشِّدَّةُ والفقرُ والعذابُ.

  وقوله تَعَالَى: {فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرّاءِ}⁣(⁣١) قيل: الضَّرّاءُ: النَّقْصُ في الأَمْوَالِ والأَنْفُسِ، كالضَّرَّةِ والضَّرّارَةِ، بفتحهما، ونقلَ الجوهَرِيّ عن الفَرّاءِ قال: لو جُمِعَ الضَّرّاءُ والبَأْساءُ على أَضُرٍّ وأَبْؤُسٍ، كما يُجْمَع النَّعْماءُ بمعنى النِّعْمَة على أَنْعُمٍ لجازَ.

  وقال أَبو الهَيْثَم: الضَّرَّةُ: شِدَّةُ الحَال فَعْلَةٌ من الضَّرِّ.

  والضِّرِيرُ، كأَمِير: الرجُلُ الذّاهِبُ البَصَرِ، ومصدره الضَّرَارَةُ، ج: أَضِرَّاءُ، وهو مَجَاز، ومنه حَديثُ البَرَاءِ «فجَاءَ ابنُ أُمِّ مَكْتُوم يَشْكُو ضَرَارَتَهُ» والضَّرَارَةُ هنا: العَمَى، وهي من الضَّرّ: سُوءِ الحَالِ.

  ومن المَجَاز: الضَّرِيرُ: المَرِيضُ المَهْزُول، والجَمْع كالجمع، وهِي بِهَاءٍ، يقال: رجلٌ ضَرِيرٌ، وامرأَةٌ ضَرِيرَةٌ: أَضَرَّ بهما المَرَضُ.

  وكُلُّ ما خالَطَه ضَرٌّ⁣(⁣٢) فهو ضَرِيرٌ كالمَضْرُورِ.

  ومن المجاز: الضَّرِيرُ: الغَيْرَةُ، يقال: ما أَشَدّ ضَرِيرَهُ عليها، أَي غَيْرَته، وإِنّه لَذُو ضَرِيرٍ على امرأَتِه، أَي غَيْرَةٍ.

  والضَّرِيرُ: المُضَارَّةُ، اسم لها، وأَكثرُ ما يُسْتَعْمَل في الغَيْرَةِ كما تقدّم.

  والضَّرِيرُ: حَرْفُ الوَادِي، يقال: نَزَلَ فُلانٌ على أَحَدِ ضَرِيرَي الوَادِي، أَي على أَحَدِ جانِبَيْه، وقال غيرُه: بإِحْدَى ضَفَّتَيْه، وهما ضَرِيرَانِ. قال أَوسُ بنُ حَجَر:

  وما خَلِيجٌ من المَرُّوتِ ذُو شُعَب ... يَرْمِي الضَّرِيرَ بخُشْبِ الطَّلْحِ والضّالِ⁣(⁣٣)

  والجمع أَضِرَّةٌ.

  والضَّرِيرُ: النَّفْسُ، وبَقِيَّةُ الجِسْمِ، قال العَجّاج:

  حَامِي الحُمَيّا مَرِس الضَّرِيرِ

  ويقال: نَاقَةٌ ذاتُ ضَرِيرٍ، إِذا كانَت شديدَةَ النَّفْس بطِيئَةَ اللُّغُوب، وقيل: الضَّرِيرُ: بَقِيَّةُ النَّفْسِ.

  والضَّرِيرُ: الصَّبْرُ، يقال: إِنّه لذو ضَرِيرٍ، أَي صَبْرٍ على الشَّرّ ومُقَاساةٍ له، وقال الأَصمعيّ: إِنه لَذُو ضَرِيرٍ على⁣(⁣٤) الشَّرِّ والشِّدّةِ، إِذا كانَ ذا صَبْر عليه ومُقَاساةٍ، وأَنشد:

  وهَمّامُ بنُ مُرَّةَ ذُو ضَرِيرِ⁣(⁣٥)

  يقال: ذلك في النّاسِ والدّوَابّ إِذا كانَ لها صَبْرٌ على مُقاساةِ الشَّرِّ، وقال جَرِيرٌ:

  طَرَقَتْ سَوَاهِمَ قد أَضَرَّ بها السُّرَى ... نَزَحَتْ بأَذْرُعِهَا تَنَائِفَ زُورَا

  مِنْ كُلّ جُرْشُعَةِ الهَوَاجِرِ زَادَها ... بُعْدُ المَفَاوِزِ جُرْأَةً وضَرِيرَا⁣(⁣٦)

  أَي من كُلّ ناقَةٍ ضَخْمَةٍ قويّةٍ في الهَوَاجِرِ، لها عليْهَا جُرْأَةٌ وصَبْرٌ، والسَّواهِمُ: المَهْزُولَةُ.

  والضَّرِيرُ من النّاس والدّوابّ: الصَّبُورُ على كلّ شيْءٍ.

  والاضْطِرَارُ: الاحْتِيَاجُ إِلى الشَّيْءَ.

  وقد اضطَرَّهُ إِليْهِ أَمْرٌ: أَحْوَجَه وأَلْجَأَه، فاضطُرَّ، بضَمّ الطّاءِ، بِنَاؤُه افتعل، جُعِلَت التّاءُ طاءً؛ لأَنّ التاءَ لم يَحْسُن لَفْظُه مع الضاد.

  والاسمُ: الضَّرَّةُ، بالفَتْحِ، قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:


(١) سورة الأنعام الآية ٤٢.

(٢) ضبطت في اللسان بالضم، بالقلم.

(٣) ديوانه وروايته «ذو حدب».

(٤) في التهذيب: على الشيء.

(٥) البيت للمهلهل وتمامه في أمالي القالي ٢/ ١٣٣

قتيل ما قتيل المرء عمرو ... وجساس بن مرة ذو ضرير

(٦) الزور جمع زوراء، والتنائف جمع تنوفة وهي الأرض القفر وهي التي يسار فيها على قصد بل يأخذون فيها يمنة ويسرة.