تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الضاد المعجمة مع الراء

صفحة 126 - الجزء 7

  المُضِرّ: الذي يَرُوحُ عليه ضَرَّةٌ من المالِ، قال الأَشْعَرُ الرَّقبَان الأَسَدِيّ جاهليّ، يهجو ابنَ عمّه رِضْوان:

  بحَسْبِكَ في القَوْمِ أَن يَعْلَمُوا ... بأَنَّكَ فيهمْ غَنِيُّ مُضِرّ

  وأَضَرَّ: يَعْدُو: أَسْرَعَ، وقيل: أَسرعَ بعضَ الإِسراعِ، هذه حِكَايَةُ أَبي عُبَيْدٍ، قال الطُّوسِيّ: وقد غَلِطَ، إِنّمَا هو أَصَرَّ، بالصاد، وقد تقدمّت الإِشارَةُ إِليه.

  وأَضَرَّهُ على الأَمرِ: أَكْرَهَهُ، نقله الصاغانيّ.

  والمِضْرَارُ من النّسَاءِ والإِبِلِ والخَيْلِ: التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِدْقَهَا من النّشَاطِ، عن ابنِ الأَعرابِيّ، وأَنشد:

  إِذْ أَنْتَ مِضْرَارٌ جَوَادُ الحُضْرِ ... أَغْلَظُ شَيْءٍ جانِباً بقُطْرِ

  وضُرُّ، بالضَّمّ: ماءٌ معروف، قال أَبو خِرَاشٍ:

  نُسَابِقُهُمْ على رَصَفٍ⁣(⁣١) وضُرٍّ ... كدَابِغَةٍ وقدْ نَغِلَ الأَدِيمُ

  وضِرَارٌ، ككِتَابٍ: ابنُ الأَزْوَرِ، واسم الأَزْورِ مالكُ بنُ أَوْسٍ الأَسَدِيّ، كان بطلاً شاعراً، له وِفادَةٌ، وهو الذي قَتَلَ مالِكَ بنَ نُوَيْرَة بأَمْرِ خالدِ بنِ الوليد، وأَبْلَى يَوْمَ اليَمَامَةِ بَلاءً عظيماً، حتى قُطِعَت ساقاه، فجعَل يحبو ويُقاتِل، وتَطَؤُه الخيلُ حتى مات، قاله الواقِدِيّ، وقيل: قُتِل بأَجْنَادِين، وقيل: تُوفِّيَ بالكوفة زَمَنَ عمر، وقيل: شَهِدَ فَتْحَ دِمَشْق، ثم نَزَلَ حَرّانَ، له روايَة قليلة، قلت: ومشْهَدُه الآن بحَلَبَ مشهور، ذَكَرَه النّجم الغَزّيّ.

  وضِرَارُ بنَ الخَطّابِ بنِ مِرْدَاس القُرَشِيّ الفِهْرِيّ، أَحدُ الأَشْرافِ والشُّعَرَاءِ المَعْدُودِينَ، والأَبطال المَذْكُورِين، ومن مُسْلِمَةِ الفَتْحِ، وقال الزُّبَيْر: ضِرَارٌ رَئِيسُ بني فِهْر، وقيل: شَهِدَ فُتُوحَ الشّام.

  وضِرَارُ بنُ القَعْقَاعِ: أَخو عوف، له وِفَادَةٌ، حديثُهُ عند ابنِه⁣(⁣٢) زَيْد بن بِسْطَام. وضِرَارُ بنُ مُقَرِّن المُزَنِيّ، كان مع خالِدٍ لمّا فَتَحَ الحِيرَة، وهو عاشِرُ عَشْرَة إِخْوَةٍ. صحابِيُّون ¤ أَجمعين.

  * ومما يستدرك عليه:

  النّافِعُ الضّارُّ، من أَسمائه - تعالَى - الحُسْنَى، وهو الذي يَنفَعُ مَن يَشاءُ من خَلْقِه، ويَضُرّه، حيث هو خالقُ الأَشياءِ كلِّهَا، خَيْرِهَا وشَرِّها ونَفْعِهَا وضَرِّهَا.

  والضُّرُّ بالضّمّ: الهُزَالُ، وهو مَجاز، وبه فسّر بعضٌ قولَه: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ}⁣(⁣٣).

  والمَضَرَّةُ: خِلافُ المَنْفَعَةِ.

  والضّرّاءُ: السَّنَةُ.

  والضَّرَّةُ والضَّرَارَةُ والضَّرَرُ: وهو النُّقْصَان.

  والضَّرَرُ: الزَّمَانَةُ، وبه فُسِّر قولُه تعالى: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}⁣(⁣٤) أَي غيرُ أُولِي الزَّمَانَةِ. وقال ابنُ عَرَفَة: أَي غيرُ مَنْ به عِلّةٌ تَضُرُّه وتَقْطَعُه عن الجِهَادِ. وهي الضَّرارَةُ أَيضاً، يقال: ذلك في البَصَرِ وغيره.

  والضُّرُّ: بالضَّمّ حالُ الضَّرِيرِ، نقلَه الصّاغانيّ.

  والضَّرائِرُ: المَحَاوِيجُ، وقَوْلُ الأَخْطَلِ:

  لِكُلِّ قَرَارَةٍ منها وفَجٍّ ... أَضَاةٌ ماؤُهَا ضَرَرٌ يَمُورُ

  قال ابنُ الأَعْرَابِيّ: ماؤُهَا ضَرَرٌ، أَي ماءٌ نَمِيرُ في ضِيقٍ⁣(⁣٥)، وأَراد أَنّه غَزِيرٌ كثيرٌ فمَجارِيه تَضِيقُ به وإِن اتَّسَعَتْ.

  وقال الأَصْمَعِيّ في قول الشّاعر:

  بمُنْسَحَّةِ الآبَاطِ طَاحَ انْتقَالُهَا ... بأَطْرَافِها والعِيسُ باق⁣(⁣٦) ضَرِيرُهَا

  قال: ضَرِيرُهَا: شِدَّتُها، حكاه الباهِلِيّ عنه.


(١) عن اللسان، بالأصل «على وضفٍ».

(٢) كذا، وزيدٌ هذا ابن بسطام بن ضرار.

(٣) سورة الأنبياء الآية ٨٣.

(٤) سورة النساء الآية ٩٥.

(٥) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب: أي يمرّ في مضيقٍ.

(٦) التهذيب: بادٍ ضريرها.