تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طحر]:

صفحة 138 - الجزء 7

  من الزَّحِيرِ يَعْلُو فيه النَّفَسُ، وقيل: صَوتٌ فَوْقَ الزَّحِيرِ، كذا في المحكم، فِعْلُه طَحَرَ يَطْحَرُ طَحِيراً، وقيّدَه الجَوْهريّ طَحَرَ يَطْحِرُ بالكسرِ، كضَرَبَ يَضْرِبُ.

  وقيل: هو الزَّحْرُ عند المَسْأَلةِ.

  وفي حديثِ النّاقَة القَصْواءِ: «فسَمِعْنَا لها طَحِيراً»، هو النَّفَس العالي.

  وفي الصّحاحِ: الطَّحُورُ، كصبَوُرٍ: السَّرِيعُ.

  والطَّحُورُ؛ القَوْسُ البَعِيدَةُ الرَّمْيِ، كالمِطْحَرِ، بكسرِ المِيمِ، قال ابنُ سِيدَه: قَوْسٌ طَحُورٌ ومِطْحَرٌ، وفي التَّهْذِيبِ عن اللَّيْثِ: مِطْحَرَةٌ، قال ابنُ دُرَيدِ⁣(⁣١): وذَكَّرُوا على تَذْكِير العُودِ. كأَنَّهُم قالوا: عُودٌ مِطْحَرٌ: إِذا رَمَتْ بسهمِها صُعُداً فلم تَقْصِد الرَّمِيَّةَ، وقيل: هي التي تُبْعِدُ السَّهْمَ، قال كعبُ بنُ زُهَيْرٍ:

  شَرِقَاتٍ بالسَّمِّ من صُلَّبِيٍّ ... ورَكُوضاً من السَّرَاءِ طَحُورَا

  وقال ابن دُرَيْد: والمِطْحَرُ، كمِنْبَرٍ: الأَسَدُ وهو مَجاز.

  والمِطْحَرُ: السَّهْمُ البَعِيدُ الذَهَابِ، كذا في المُحْكَمِ، يقال: سَهْمٌ مِطْحَرٌ: يُبْعِدُ إِذَا رمى، قال أَبُو ذُؤَيْب:

  فَرَمَى فأَنْفَذَ⁣(⁣٢) صاعِدِيًّا مِطْحَراً ... بالكَشْحِ فاشْتَمَلَت عليه الأَضْلُعُ

  وقال أَبو حنيفةَ: أَطْحَر سَهْمَه: فَصَّهُ جِدَّاً، وأَنشدَ بيتَ أَبي ذُؤَيْب «صاعِدِيَّاً مُطْحَراً» بالضّم، هكذا ضبطه.

  وفي التهذيب: وقيل: المِطْحَرُ من السّهَامِ: الذي قد أُلْزِقَ قُذَذُه.

  والمِطْحَرَةُ، بهاءٍ: الحَرْبُ الزَّبُونُ.

  ويقال: ما في السَّمَاءِ طَحْرٌ، بالفَتْح، وطَحَرٌ وطَحَرَةٌ، محرَّكَتَيْنِ لمكانِ حَرْفِ الحَلْق.

  ورَوَى الأَزهريّ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ: يقال: ما في السَّمَاءِ طَحْرَةٌ ولا غَيَايَةٌ. ورُوِيَ عن الباهِلِيّ: ما في السَّمَاءِ طَحَرَةٌ وطَخَرَةٌ، بالحاءِ والخاءِ⁣(⁣٣). وطَحْرُورَةِ، بالضَّمِّ، وطُخْرُورَة، بالحَاءِ والخَاءِ، وطُحُورٌ، بالضّمّ، وطِحْرِيَةٌ، كعِفْرِيَةٍ، أَي لَطْخٌ من السّحَابِ القليلِ، وقال الأَصمعِيّ: هي قِطَعٌ مُسْتَدِيرَةٌ⁣(⁣٤) رِقَاقٌ.

  ونَصْلٌ مُطْحَرٌ، كمُكْرَمٍ: مُسَالٌ مُطَوَّلٌ، نقله الصاغانيّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  طَحَرَت العَيْنُ العَرْمَضَ: قَذَفَتْه، وأَنشد الأَزهريّ يَصف عَيْنَ ماءٍ تَفُورُ بالماءِ:

  تَرَى الشُّرَيْرِيغَ يَطْفُو فوقَ طاحِرَةٍ ... مُسْحَنْطِراً ناظِراً نحْو الشّنَاغِيبِ

  الشُّرَيْرِيغُ: الضِّفْدَعُ الصغيرُ.

  والطّاحِرَةُ: العيْنُ التي تَرْمِي ما يُطْرَحُ فيها لشَدَّةِ جَمْزَةِ⁣(⁣٥) مائِهَا من مَنْبَعِها، وقُوَّةِ فوَرَانِه.

  والطَّحْرُ: الدَّفْعُ والإِبعادُ، ومنه حديثُ يَحيى بنِ يَعْمُرَ:

  «فإِنّك تَطْحَرُهَا»، أَي تُبْعِدُهَا وتُقْصِيها، وقيل: أَرادَ تَدْحَرُهَا، أَي تُبْعِدُها⁣(⁣٦).

  والطَّحْرُ: التَّمَدُّد.

  وقِدْحٌ مِطْحَرٌ، بالكسر، إِذا كان يُسْرِعُ خُرُوجه فائِزاً، قال ابنُ مُقْبِلٍ يَصف قِدْحاً:

  فشَذَّبَ عنه النِّسْعَ ثُمَّ غَدَا بِه ... مُحَلٍّى من اللّائِي يُفَدِّينَ مِطْحَرَا

  وقَنَاةٌ مِطْحَرَةٌ: مُلْتَوِيَةٌ في الثِّقَافِ وَثَّابَةٌ. وفي التَّهْذِيبِ: [والقَنَاةُ]⁣(⁣٧) إِذا الْتَوَت في الثِّقَافِ فوَثَبَتْ، فهي مِطْحَرَةٌ.

  وفي الصّحاح: الطُّحرُورُ، بالحاءِ والخاءِ: اللَّطْخُ من السَّحَابِ القَلِيلُ، وهذا الذي أَحالَ عليه المصنِّف في المادّةِ الآتية قَرِيباً، كما يأْتِي بيانُه.


(١) الجمهرة ٢/ ١٣٧.

(٢) التهذيب والصحاح: رمى فألحق.

(٣) وردت العبارة في التهذيب نقلاً عن اللحياني. وفي اللسان فكالأصل.

(٤) اللسان: قطع مُستدِقّة رقاق.

(٥) كذا بالأصل وفي التهذيب: حَمْوةِ مائها.

(٦) بعدها في النهاية: فقلب الدال طاء، وهو بمعناه؛ والدحر الإبعاد.

(٧) زيادة عن التهذيب.