تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الراء

صفحة 186 - الجزء 7

  والأَفَاوِيهِ، على التَّشْبِيهِ بالعِتْرَةِ، وهي قِطْعَةُ مِسْكٍ خالِصَةٌ.

  والعِتْرَةُ: نَسْلُ الرَّجُلِ وأَقْرِباؤُه من وَلَدٍ وغَيْرِه.

  وقيل: عِتْرَةُ الرَّجُلِ: رَهْطُه وعَشِيرَتُه الأَدْنَوْنَ، أَي الأَقْرَبُونَ مِمَّنْ مَضَى وغَبَرَ، ومنه قول أَبي بَكْر ¥: «نَحْنُ عِتْرَةُ رَسُولِ الله التي خَرَجَ منها، وبَيْضَتُه التي تَفَقَّأَتْ عنه، وإِنّمَا جِيبَت العَرَبُ عَنَّا كما جِيبَت الرَّحَى عن قُطْبِها» قال ابنُ الأَثِيرِ: لأَنّهم من قُرَيْش.

  والعَامّةُ تَظُنّ أَنَّهَا وَلَدُ الرَّجُلِ خاصَّةً، وأَن عِتْرَةَ رَسُولِ الله وَلَدُ فاطِمَةَ ^، هذا قول ابن سيده.

  وقال أَبو عُبَيْد، وغَيْرُه: وعِتْرَةُ الرَّجُلِ، وأُسْرَتُه، وفَصِيلَتُه: رَهْطُه الأَدْنَوْن.

  وقال ابنُ الأَثِيرِ: عِتْرَةُ الرّجُلِ: أَخَصُّ أَقارِبِهِ.

  وقال ابنُ الأَعرابِيّ: عِتْرَةُ الرجلِ: وَلَدُه وذُرِّيْتُه وعَقِبُه من صُلْبِه، قال: فعِتْرَةُ النّبِيّ : وَلَدُ فاطِمَةَ البَتُولِ &.

  ورُوِيَ عن أَبي سَعِيدٍ قال: العِتْرَةُ: ساقُ الشَّجَرَةِ، قال: وعِتْرَةُ النّبِيّ : عبدُ المُطَّلِبِ ووَلَدُه، وقيل: عِتْرَتُه: أَهْلُ بَيْتِه الأَقْرَبُونَ، وهم أَولادُه، وعليٌّ وأَولادُه، وقيل: عِتْرَتُه: الأَقْرَبُونَ والأَبْعَدُونَ منهم.

  وقيل: عِتْرَةُ الرّجُلِ: أَقْرِباؤُه من وَلَدِ عَمِّه دِنْيَا، ومنه حَدِيثُ أَبي بَكْر ¥: «قال للنَّبِيّ حينَ شاوَرَ أَصحابَه في أُسَارَى بَدْر: عِتْرَتُك وقَوْمُك» أَرادَ بعِتْرَتِه العَبَّاسَ ومَن كانَ فيهِم من بني هَاشِم، وبقَوْمِه قُرَيْشاً.

  والمَشْهُورُ المعروف أَنّ عِتْرَتَه أَهْلُ بَيْتِه، وهم الذين حُرِّمَتْ عليهم الزّكاةُ والصَّدَقَةُ المفروضَة، وهم ذو⁣(⁣١) القُرْبَى الذين لهم خُمُسُ الخُمُسِ المذكور في سورةِ الأَنفال⁣(⁣٢).

  والعِتْرَةُ: أُشَرُ الأَسْنَانِ.

  وعِتْرَةُ الثَّغْرِ: دِقَّةٌ في غُرُوبِه، ونَقَاءٌ ومَاءٌ يَجْرِي عَلَيْهِ، هكذا عندَنَا في سائر الأُصول، وفي بعض النُّسخ «وما يَجْرِي عليه» أَي بما الموصولة، والضمير في «غُرُوبِه» «وعليه» راجِعٌ إِلى الثَّغْرِ، وهو ليس بمذكور في كلامِ المصنف، فتأَمّل.

  وفي الحَدِيث: «تُفْلَغُ⁣(⁣٣) رَأْسِي كما تُفْلَغُ العِتْرَة»، هي واحدةُ العِتْرِ، وقد تَقَدَّم أَنّه المَرْزَنْجُوشُ وقيل: شَجَرَةُ العَرْفَج، وقال أَعرابِيٌّ من رَبِيعَةَ: العِتْرَةُ: شُجَيْرَةٌ تَرْتفِع ذِرَاعاً، ذاتُ أَغصانٍ كثيرةٍ، ووَرَقٍ أَخْضَرَ مُدَوَّرٍ، كوَرَقِ التَّنُّومِ.

  والعِتْرَةُ: قِثَّاءُ الأَصَفِ⁣(⁣٤)، وهو الكَبَرُ.

  ويقال: هو أَذَلُّ من عِتْرَةِ الضَّبِّ، قيل: هي شَجَرَةٌ تَنْبُتُ عند وِجَارِ الضَّبِّ، فهو يُمَرِّسُهَا فلا تَنْمى.

  والعِتْرَة: الرِّيقَةُ العدْبةُ، يقال إِنّ ثَغْرَهَا لذُو أُشْرَة وعِتْرَة.

  والعِتْرَةُ: القِطْعَةُ من المِسْكِ الخالِصِ، أَي نفْسه غير مَخلوط بشيْءٍ آخَرَ.

  وعِتْرَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ في هُذَيْل، وفيها أَيضاً عتْرَةُ بنُ غادِيَةَ، ويقال: إِنّ العِتْرِيِّينَ المَحدِّثين مَنْسوبون إِلى أَحدهما، وقد تقدّم.

  والعِتْوَارَة، بالكسر: القِطْعَةُ من المِسْكِ، كالعِتْرَةِ.

  والعِتْوَارَةُ: الرَّجُلُ القَصِيرُ المكتَنِزُ اللَّحْمِ.

  وعِتْوَارَةُ، بلا لام: حَيٌّ من كِنانَةَ، ويُضَمُّ، عن سيبويه، وأَنشَدَ اللّيْثُ:

  من حَيِّ عِتْوَارٍ ومَنْ تَعَتْوَرَا

  قال المُبَرَّدُ: العَتْوَرَةُ: الشِّدَّةُ في الحَرْبِ، وبنو عِتْوَارَةَ⁣(⁣٥) سُمِّيَتْ بهذا لقُوَّتِهَا، وكانُوا أُولِي صَبْر وخُشُونَة في الحَرْب.

  وتَعَتْورَ الرَّجُلُ: تَشَبَّهَ بهم، أَو انْتَسَبَ إِلَيْهِم كما يُقَالُ تَبَغْدَدَ.

  وعاتِرُ: اسم امْرَأَة.

  وعُتْرَةُ، بالضَّمّ، بنُ عامِرِ بنِ كَعْب: بطْنٌ من عِجْلٍ.

  وعُتَرُ، كزُفَرَ: بنُ حَبِيب في* نَسبِ هَوَازِنَ.


(١) التهذيب واللسان: ذوو.

(٢) يعني قوله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} ..

(٣) النهاية: «يُفلغ».

(٤) القاموس: قثاء اللصف.

(٥) ضبطت في معجم البلدان (عوَر) نقلا عن المبرد بضم العين ضبط قلم.

(*) في القاموس: «من» بدل «في».