تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عبهر]:

صفحة 185 - الجزء 7

  والعَتْرُ، بالفَتْح: الذَّكَرُ، ويُكْسَرُ، كالعَتَّارِ، ككَتَّان، قال الصّاغانيُّ: كأَنَّه شُبِّهِ بالرُّمْحِ العَاتِرِ.

  والعِتْرُ، بالكَسْرِ: الأَصْلُ، وفي المَثَل: «عَادَتْ إِلى عِتْرِهَا لَمِيسُ» أَي رَجَعَت إِلى أَصْلِهَا، يُضْرَب لمن رَجَعَ إِلى خُلُق كان قد تَرَكَه.

  والعِتْرُ: نَبْتٌ يَنْبت مثْلَ المَرْزَنْجُوش⁣(⁣١) مُتَفَرّقاً، فإِذا طالَ وقُطِعَ أَصلُه خَرَجَ منه شِبْهُ اللَّبَنِ.

  وقيل: هو المَرْزَنْجُوش، قيل: إِنّه يُتَدَاوَى بهِ، وبه فُسِّرَ حديثُ عَطاءٍ: «لا بَأْسَ للمُحْرِمِ أَنْ يَتَداوَى بالسَّنَا والعِتْرِ».

  وقيل: هو العَرْفَجُ.

  أَو شَجَرٌ صِغَارٌ له جِرَاءٌ نحوُ جِرَاءِ الخَشْخاشِ، قاله أَبو حَنِيفَةَ.

  والعِتْرُ: الصَّنَمُ يُعْتَرُ له، قال زُهَيْرٌ:

  فزَلَّ عنها وأَوْفَى رَأْسَ مَرْقَبَة ... كنَاصِبِ العِتْرِ دَمَّى رَأْسَهُ النُّسُكُ

  والعِتْرُ: كُلُّ ما عُتِرَ، أَي ذُبِحَ، كالذِّبْحِ.

  والعِتْرُ: شَاةٌ كانُوا يَذْبَحُونَهَا في رَجَبٍ لآلِهَتِهِم، كالعَتِيرَةِ، مثْل ذِبْح وذَبِيحَة، والجمع العَتَائرُ، وفي الحديثِ أَنَّهُ قال: «لا فَرَعَةَ ولا عَتِيرَةَ» قال أَبو عُبَيْد: العَتِيرَةُ: هي الرَّجَبيَّةُ، وهي ذَبِيحَةٌ كانَت تُذْبَح في رَجَبَ يَتَقَرَّبُ بِهَا أَهلُ الجَاهِلِيَّةِ، ثم جَاءَ الإِسْلامُ فنُسِخَ⁣(⁣٢)، وقال الحَارِثُ بنُ حِلِّزَةَ يَذْكُرُ قَوْماً أَخَذُوهم بذَنْبِ غَيْرِهِم:

  عَنَناً⁣(⁣٣) باطِلاً وظُلْماً كما تُعْ ... تَرُ عن حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ

  معناه، أَن الرَّجُلَ كان يَقُولُ في الجاهِلِيَّة: إِنْ بَلَغَتْ إِبِلِي مِائةً عَتَرْتُ عنها عَتِيرَةً، فإِذا بَلَغَتْ مائِةً ضَنَّ بالغَنَمِ فصادَ ظَبْيَاً فَذَبَحَه. والعِتْرُ: قَبِيلَةٌ من بَلِيٍّ، أَبُوهُم عِتْرُ بنُ جُشَمَ، منهم عَبْدُ الرّحْمنِ بنُ عُدَيْسِ بنِ عَمْرِو بنِ عُبَيْد البَلَوِيُّ العِتْرِيُّ الصّحابِيُّ، بايَعَ تحتَ الشَّجَرَةِ، وكَانَ أَميراً لجيشِ القادِمِينَ من مِصْرَ لِحِصَارِ عُثْمَانَ، رَوَى، عنه جماعَةٌ في دِمَشْقَ.

  وعِتْرُ بنُ مُعَاذٍ: بَطْنٌ من هَوَازِنَ. ومن أَحَدِهِما سِنَانُ بنُ مُظاهِرٍ شيخٌ لأَبِي كُرَيْب، ومُحَمَّدُ بنُ مُوسَى الكُوفِيُّ، عن فُضَيْلِ بنِ مَرْزُوق وبَكَّارُ بنُ سَلَّام: شَيْخٌ لمحمّدِ بنِ قَيْس الأَسَدِيّ، ومالِكُ بنُ ضَمْرَةَ التّابِعِيُّ، يَرْوِي عن عَلِيّ، وأَبَانٌ وقاسِمٌ ابْنَا أَرْقَمَ، وأَخُوهما الثَّالِثُ مَطَرٌ، العِتْرِيُّونَ: مُحَدِّثُونَ.

  والعِتْرُ: نِصَابُ المِسْحاةِ وغَيْرِها، أَو هي الخَشَبَةُ المُعْتَرِضَةُ في المِسْحَاةِ يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا الحَافِرُ برِجْلِهِ.

  وقيل: عِتْرَةُ المِسْحَاةِ: خَشَبَتُهَا التي تُسَمَّى يَدَ المِسْحَاةِ.

  والعِتْرُ: الهَذَيَانُ أَو شِبْهُه.

  وسُلَيْمُ بنُ عِتْرٍ التُّجِيبِيُّ: قاضي مِصْرَ، رَوَى عن عُمَرَ وجماعَة.

  وفُضَيْلُ بنُ مَرْزُوق: مَوْلَى بَني عِتْر، ويُعْرَفُ بالكُوفيّ، حَدّثَ عنه مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى وغيرُه، وقد ضَعَّفَه النَّسَائِيُّ، وعِيبَ على مُسْلِم إِخراجُه في الصَّحِيح.

  والعُتُرُ، بضَمَّتَيْنِ: الفُرُوجُ المُنْعِظَةُ، جَمْعُ عاتِرٍ وعَتُورٍ، كصَبُور.

  والعَتَرُ، بالتَّحْرِيكِ: الشِّدَّةُ والقُوَّةُ في جَمِيعِ الحَيَوَانِ.

  وسُمِّيَ عَتَرُ بنُ عامِرِ بنِ عَذَر: جَدٌّ لأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ، ¥، وقد ذكرَه المصنّف أَيضاً في ح ض ر⁣(⁣٤).

  والعَتّارُ ككَتَّان: الرّجُلُ الشُّجَاعُ، والفَرَسُ القَوِيُّ على السَّيْرِ. ومن المَوَاضِعِ: المَكَانُ الخَشِنُ التُّرْبَةِ الوَحْشُ المَنْظَرِ.

  ومن المَجاز: العِتْرَةُ، بالكَسْر: قِلادَةٌ تُعْجَنُ بالمِسْكِ


(١) كذا بالأصل وفي المعرب للجواليقي «المَرْزَجُوش» قال الشيخ شاكر في تعليقه على المعرب: ويقال: المرزنجوش، بالنون أيضاً.

(٢) قال الخطابي: العتيرة تفسيرها في الحديث أنها شاة تذبح في رجب. وهذا هو الذي يشبه معنى الحديث ويليق بحكم الدين. وأما العتيرة التي كانت تعترها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام، فيصب دمها على رأسها.

(٣) عن اللسان وبالأصل «عنتا».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وقد ذكره المصنف أيضاً في ح ض ر هكذا بخطه والصواب في ع ذ ر على أن هناك لم يذكر عَتَرَاً، بل ذكر جده عَذَرَاً، وعبارته: وعذر كحسن، ابن وائل جدّ لأَبي موسى الأشعري، فانهم اهـ» ورد في أسد الغابة: «عنز» بدل «عتر».