تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الراء

صفحة 190 - الجزء 7

  وقال زُهَيْرٌ:

  لَيْثٌ بعَثَّرَ يَصْطادُ الرّجالَ إِذا ... ما اللَّيْثُ كَذَّبَ عن أَقْرَانِه صَدَقَا

  وعَثْر كبَحْرٍ: د، باليَمَنِ، هكذا قَيَّدَه أَبو العَلاءِ الفَرَضِيُّ بالسكون، وذَكَره كذلك ابن السَّمْعَانِيّ وتبعه ابنُ الأَثِيرِ، وهو مُقْتَضَى قَولِ الأَمِير، وإِليه نُسِب يُوسُفُ بنُ إِبراهيمَ العَثْرِيُّ، عن عبدِ الرَّزَّاق، وعنه شُعَيْبٌ الذّارِعُ، ورَدّ الحازَمِيُّ على ابنِ ماكُولا، وزَعَمَ أَنه منسوبٌ إِلى عَثَّر كبَقَّمٍ، قال الحافظ: وليس كذلك فإِنّ المُشَدَّد لم يُنْسَبْ إِليه أَحدٌ، ثم قال: وبالسكونِ أَيضاً أَبو العَبّاس أَحمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عليٍّ الحارِثِيّ العَثْرِيّ، ومن المتأَخّرين محمّد بنُ إِبراهِيمَ العَثْرِيّ، ابن قرية الشاعرُ.

  وعُثَارَى، كسُكَارَى، بالضَّمِّ: اسم وَادٍ، لا يَخفَى أَنّه لو اقتصر على قَوْله بالضّمّ لكان أَخْصَر.

  ويقال: عَثْيَرُ الشَّيْءِ، كجَعْفَر عَيْنُه وشَخْصُه، هكذا في الأُصُولِ كُلِّهَا، والصَّوابُ عَيْثَرُ الشيْءِ، بتقديمِ الياءِ على المثَلَّثَةِ، كما في التَّكْمِلَةِ واللِّسَانِ، ومنه يقال: عَيْثَرْتُ الشَّيْءَ، إِذَا عايَنْتَ وشَخصت.

  وعَثِرَةُ كزَنِخَة، قد جاءَ ذِكْرُهَا في الحَدِيثِ، وقالُوا: إِنّهَا اسمُ أَرْض. وأَما الحَدِيثُ فهو: «أَنه مَرَّ بأَرْض تُسَمَّى عَثِرَةَ أَو عَفِرَةَ أَو غَدِرَةَ فسمّاهَا خَضِرَةَ» أَي تفاؤُلاً؛ لأَنّ العَثِرَة هي التي لا نَباتَ بها، إِنّمَا هي صَعيدٌ قد عَلَاها العِثْيَرُ، وهو الغُبَارُ، والعَفِرَةُ من عُفْرَةِ الأَرضِ، والغَدِرَةُ: التي لا تَسْمَحُ بالنَّبَاتِ، وإِنْ أَنْبَتَتْ شيئاً أَسْرَعَتْ فيه الآفَةُ، قاله الصاغانيّ، وقد تَقَدَّم في خ ض ر فراجعْه.

  ومن المَجَاز: يُقَال: أَعْثَرَ به عندَ السُّلْطَانِ، أَي قَدَحَ فيهِ وطَلَبَ تَوْرِيطَه وأَن يَقَعَ منه في عاثُورٍ⁣(⁣١)، كذا في الأَساسِ والتكملة.

  وعَيْثَرٌ، كحَيْدَر، ابنُ القَاسِمِ، مُحَدِّثٌ وذكره الصاغانيّ في ع ب ث ر.

  وعُثَيْرٌ، كزُبَيْرٍ، في ع ت ر، كأَنَّه يُشير إِلى اسمِ بانِي قَلعَةِ عُمَارَةَ بنِ عُتَيْرٍ، الذي تقدّم ذِكْرُه، وإِلّا فليس هناك ما يُحَال عليه، والصواب، أَنّه عُبَيْثِرٌ، بضمّ ففتْح الموحَّدةِ، تصغير عَبْثَر، وهو ابن صُهْبَانَ القَائِدُ كما ذَكره الصاغانيّ في محلّه، فتصحَّفَ على المصَنِّف في اسمين، والصّوابُ مع الصّاغانِيّ، فتأَمَّلْ.

  وعِثْرَانُ، بالكسر، وعُثَيْرٌ، كزُبَيْرٍ، وعَثِيرٌ، مثل أَمِيرِ، وعِثْيَرٌ، مثل حِذْيَمٍ: أَسْمَاءٌ، هكذا في الأُصولِ كُلِّها، وهو غَلَطٌ أَيضاً؛ فإِنّ الصّاغانيّ ذَكرَ في هؤلاءِ الأَرْبَعَةِ أَنّهَا مَواضِعُ⁣(⁣٢) لا أَسماءُ رِجالٍ، كما هو مفهوم عِبارَتهِ، فتأَمَّلْ.

  * ومما يستدرك عليه:

  العَثْرَةُ، بالفتح: الزَّلَّةُ، وهو مَجَازٌ، وفي الحديثِ: «لا حَلِيمَ إِلّا ذُو عَثْرَةٍ»، أَي لا يُوصَفُ بالحِلْمِ حتّى يَرْكَبَ الأُمُورَ⁣(⁣٣)؛ ويَعْثُرَ فِيهَا، فيَعْتَبِرَ بها ويَسْتَبِينَ مَواضِعَ الخَطَإِ فيَجْتَنبها.

  والعَثْرَةُ: المَرَّةُ من العِثَارِ في المَشْيِ.

  والعَثْرَةُ: الجِهَادُ والحَرْبُ، ومنه الحَدِيثُ: «لا تَبْدَأْهُم بالعَثْرَةِ» أَي بل ادْعُهُم إِلى الإِسلامِ أَوّلاً، أو الجِزْيَةِ، فإِن لم يُجِيبُوا فبالجِهَادِ، إِنما سمَّي الحربَ بالعَثْرَةِ نفْسِهَا؛ لأَنّ الحَرْبَ كَثِيرةُ العِثَارِ.

  وتَعَثَّرَ لسانُه: تَلَعْثَمَ، وهو مَجازٌ.

  وأَقَالَ الله عَثْرَتَكَ وعِثَارَكَ، وهو مَجازٌ.

  وجمع العَثْرَةِ عَثَرَاتٌ، محرَّكةً.

  وأَعْثَرَهُ على أَصْحابِهِ: دَلَّهُ عليهمِ، وهو مَجاز.

  وعَثارُ شَرٍّ: مثل عاثُورِ شَرٍّ، عن الفَرّاءِ.

  وفلانٌ يَبْغِي صاحِبَه العَوَاثِرَ⁣(⁣٤). وهو جمع جَدٍّ⁣(⁣٥) عاثِرٍ، وهو مَجاز. وأَنشد ابنُ الأَعرابِيّ.


(١) هذا ما جاء في الأساس، واقتصر في التكملة على: قدح فيه.

(٢) لم ترد هذه المواضع في معجم البلدان.

(٣) زيد في النهاية: وتنخرق عليه.

(٤) الأساس: العواثير.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله جد عاثر كذا في خطه، بالجيم، وكذا في الأساس أيضاً، وأنشد للنابغة:

لك الخير إن وارت بك الأرض واحداً ... وأصبح جدّ الناس يطلع عاثرا»

كذا وفي الأساس: وجدّ عَثور، وذكر البيت.