تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ترتب]:

صفحة 326 - الجزء 1

  حِنْطَةٌ حَمْرَاءُ وسُنْبُلُهَا أَيضاً أَحْمَرُ نَاصِعُ الحُمْرَة وهيَ رَقيقَةٌ تَنْتَشِرُ مَعَ أَدْنَى رِيحٍ أَوْ بَرْد⁣(⁣١)، حَكَاهُ أَبُو حَنيفَة.

  وَأَتَارِبُ: مَوْضعٌ، وهو غَيْرُ أَثَارِبَ بالثَّاءِ المُثَلَّثَة، كما سيأْتي.

  وَيَتْرَبُ بفَتْح الرَّاءِ كيَمْنَعُ: ع أَي موضعٌ قُرْبَ اليَمَامَةِ، وفي المَراصد: هي قَرْيَة بها عندَ جَبَلِ وَشْمٍ، وقيلَ: مَوضعٌ أَو مَاءٌ في بلاد بَني سَعْدٍ بالسُّودَة⁣(⁣٢)، وقيلَ مدينةٌ بحَضْرَمَوْتَ يَنزلُها كِنْدَةُ وهو أَي الموضعُ المذكورُ المُرَادُ بقوله أَي الأَشْجَعيِّ، كما في لسان العرب، وقيل هو الشَّمَّاخُ كما صَرَّح به الثَّعَالِبِيُّ، ورواه ابنُ دُرَيْد غيرَ منسوبٍ:

  وَعَدْتَ وكَانَ الخُلْفُ مِنْكَ سَجِيَّةً ... مَوَاعِيدَ عُرْقُوب أَخَاهُ بيَتْرَبِ

  قال ابنُ دُرَيْد: وهو عُرْقُوبُ بنُ مَعَدٍّ من بَني جُشَمَ بن سَعْدٍ. وفي لسان العرب: هكذا يَرْويه أَبُو عُبَيْدة⁣(⁣٣) وأَنْكَرَ من رَوَاهُ «بيَثْرِب» بالثَّاءِ المُثَلَّثَة. وقال: عُرْقُوبٌ منَ العَمَالِيق، ويَتْرَبُ من بلَادهم، ولم يَسْكُن العَمَالِيقُ يَثْرِبَ، ولكنْ نُقِلَ عن أَبي مَنْصُور الثَّعَالِبيِّ في كتاب «المُضَاف والمَنْسُوب» أَنه ضَبَطَه بالمُثَلَّثَة وأَن المُرَادَ به المَدينَةُ.

  قَال شيخُنَا: ورُبَّمَا أَخَذُوه من قوله إِن عُرْقَوباً من خَيْبَرَ، واللهُ أَعْلَمُ.

  والحُسَيْنُ بنُ مُقْبِل بن أَحمدَ الأَزَجِيُّ التُّرَبيُّ بفَتحِ الرَّاءِ وسُكُونِها، نُسِبَ إِليها لإِقَامَته بتُرْبَة الأَمير قَيْزَانَ ببغدادَ، كسَحْبَانَ، ويقال فيه: قَازَان، من الأُمَرَاءِ المَشْهُورينَ، رَوَى وحَدَّثَ عن ابن⁣(⁣٤) الخَيْرِ، وعنه الفَرَضيُّ.

  وأَبُو الخَيْرِ نَصْرُ بنُ عَبْدِ الله الحُسَاميُّ التُّرْبيّ، إِلى خدْمَةِ تُرْبَتِه ÷، مُحَدِّثٌ.

  وفي الأَساس: و [كان]⁣(⁣٥) عنْدَنَا بمَكَّةَ التُّرَبيُّ المُؤْتَى بَعْضَ مَزَامِيرِ آل دَاوُودَ.

  قُلْتُ: والتُّرَابِيُّ في أَيّام بَنِي أُمَيَّةَ: مَنْ يَميلُ إِلى أَمِير المُؤْمنينَ عَليٍّ ¥، نسْبَةٌ إِلى أَبي تُرَابٍ.

  [ترتب]: تُرْتُبٌ، بضَمِّ التَّائَيْن، قَالَ أَبُو عُبَيْد: هو الأَمْرُ الثَّابِتُ، وقال ابنُ الأَعْرابيّ: التُّرْتُبُ التُّرَابُ، والتُّرْتُبُ: العَبْدُ السُّوءُ، هذا مَحَلُّ ذكْرِه، كما في «لسان العرب»، وغَفَلَ عنه المصنّفُ وعلى قول ابن الأَعرابيّ مُسْتَدْرَك على أَسْمَاءِ التُّرَابِ التي ذكرهَا.

  [ترعب]: تَرْعَبٌ وتَبْرَعٌ أَهْملَهُمَا الجَوْهَريُّ وقال ابنُ دريدُ: مَوْضعَان، بَيَّنَ صَرْفُهُمَا أَيْ صَرْفُهُمْ أَيْ إِيَّاهُمَا أَصَالَةَ التَّاءِ فيهما، وسيأْتي له ذكْر تَبْرَع في موضعه.

  [تعب]: تَعِبَ كفَرِحَ: ضدّ اسْتَراحَ، والتَّعَبُ: شدَّةُ العَنَاءِ، ضدُّ الراحَة، تَعب يَتْعَبُ تَعَباً: أَعْيَا وأَتْعَبَهُ غَيْرُهُ وهُوَ تَعِبٌ ومُتْعبٌ كَكَتف ومُكْرَم، ولَا تَقُلْ مَتْعُوبٌ، لمخالَفَة السَّمَاع والقيَاس، وقيلَ: بل هو لَحْنٌ، لأَنَّ الثلاثيَّ لازمٌ، واللازمُ لا يُبْنَى منه المَفْعُولُ، كذا قاله شيخُنَا، وفي الأَساس: تقولُ: اسْتخْرَاجُ المُعَمَّى مَتْعَبَةٌ للْخَوَاطر، وأَتْعَبَ فلانٌ نفْسَه في عَملٍ يُمَارسُه، إِذا أَنْصَبَهَا فيمَا حَمَّلهَا وأَعْمَلَهَا فيه، وأَتْعَبَ الرَّجُلُ رِكَابَه، إِذا أَعْجَلَهَا في السَّوْقِ أَو السَّيْرِ الحَثيث وفي الأَسَاس: منَ المَجَازِ أَتْعَبَ العَظْم: أَعْتَبَهُ⁣(⁣٦) بَعْدَ الجَبْرِ، أَيْ جَعَلَ له عَتَبَاً، وهو العِيدَانُ المَعْرُوضَةُ على وَجْه العُود، وسيأْتي، وبَعِيرٌ مُتْعَبٌ: انْكَسَرَ عَظْمٌ من عِظَامِ يَدَيْه أَو رِجْلَيْه ثم جُبِرَ فلم يَلْتَئِمُ جَبْرُه، ثم حُمِلَ عليه في التَّعَبِ فوق طاقته فَتَتَمَّمَ⁣(⁣٧) كَسْرُهُ، قال ذو الرمَّة:

  إِذَا نَالَ منْهَا نَظْرَةً هِيضَ قَلْبُهُ ... بِهَا كانْهِيَاضِ المُتْعَبِ المُتَتَمِّمِ

  ومن هذا قولُهم: عَظْمٌ مُتْعَب، ومن المَجَاز أَيضاً:


(١) اللسان: برد أو ريح.

(٢) عن معجم البلدان، وبالأصل «بالسواد».

(٣) عن اللسان، وبالأصل «أبو عبيد».

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله ابن الخير كذا بخطه وانظره مع قوله بعد: أبو الخير، وقوله إلى خدمة، لعله نسبة إلى خدمة».

(٥) عن الأساس.

(٦) عبارة الأساس: «وأتعب العظمُ: أُعْنِتَ.» وفي المقاييس: أتعب العظم، إِذا هيض بعد الجبر، فليس بأصل، إنما هو مقلوب من أُعتب.

(٧) عن اللسان، وبالأصل: فتمم.