تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غبر]:

صفحة 288 - الجزء 7

  يَشْكُرَ⁣(⁣١) بنِ بَكْر بن وائلٍ - امرأَةً مُسِنَّة اسْمُها رَقاشِ، كقَطَامِ، بِنْت عامِرٍ، وقد أَطْلَقَهُمَا الزمخشريّ حيث قال: كقَطَام، بِنْت عامِرٍ، وقد أَطْلَقَهُمَا الزمخشريّ حيث قال: تَزَوَّج أَعرابيُّ مُسِنَّةً، فقِيل له: إِنّها كَبِيرَة السَّنّ: فقال: لعَلِّي أَتَغَبَّر منها وَلَداً، أَي أَسْتَفِيدُه، فَلَمَّا وُلِدَ له سَمّاه غُبَرَ، كزُفَرَ، فهو أَبو قَبِيلَةٍ، منهم قَطَنُ بنُ نُسَير أَبو عَبّادٍ، رَوَى عن جَعْفَرِ بن سُلَيْمَان. قال ابنُ عَدِيّ: كانَ يَسْرِقُ الحَدِيثَ، وكان أَبو زُرْعَةَ يَحْمِلُ عنه، وذَكَرَ له مَنَاكِيرَ عن جَعْفَرِ بن سُلَيْمَان؛ قال الذهبيّ في الدِّيوَان. ومُحَمَّدُ بن عُبَيْد بن حَسّاب من شُيُوخ مسْلِم، المُحَدِّثان الغُبَرِيّان.

  وذكر أَعرابيّ ناقَةً فقال: إِنّهَا مِعْشَارٌ مِشْكارٌ مِغْبارٌ.

  المِغْبار: ناقَةٌ تَغْزُرُ بعد ما تَغْزُرُ اللَّوَاتِي يُنْتَجْنَ مَعَهَا والمِعْشَارُ والمِشْكار تَقَدَّم ذِكْرُهما.

  والمِغْبَار أَيضاً نَخْلَةٌ يَعْلُوهَا الغُبَارُ، عن أَبي حَنِيفَة.

  وداهِيَةُ الغَبَرِ، محرَّكةً، داهِيَةٌ عظيمة لا يُهْتَدَى لِمِثْلِهَا، قال الحِرْمازِيُّ يَمْدَحُ المُنْذِرَ بنَ جارُود:

  أَنتَ لها مُنْذِرُ مِنْ بَيْنِ البَشَرْ ... داهِيَةُ الدَّهْر وصَمّاءُ الغَبَرْ

  قال أَبو عُبَيْدٍ: من أَمثالهم في الدَّهَاءِ والإِرْب «إِنّه لَدَاهِيَةُ الغَبَرِ». قال: هو من قَوْلهم: جُرْحٌ غَبِرٌ. وداهِيَةُ الغَبَرِ: بَلِيَّةٌ لا تَكاد تَذْهَبُ. وقولُ الشاعِر:

  وعاصِماً سَلَّمَهُ من الغَدَرْ ... من بَعْدِ إِرْهَانٍ بِصَمَّاءِ الغَبَرْ

  قال أَبو الهَيْثَم: يقول: أَنجاهُ من الهَلاك بعد إِشْرَاف عَلَيْه. وقال الزمخشريُّ: صَمّاءُ الغَبَرِ: الحَيَّةُ تَسْكُن قُرْبَ مُوَيْهَةٍ في مَنْقَعٍ فلا تُقْرَب. وأَنشد بَيْتَ الحِرْمازِيّ المُتَقدّم.

  أَو داهِيَةُ الغَبَر: الذِي يُعَانِدُك ثمّ يَرْجِعُ إِلى قَوْلك. ومنه ما حَكَى أَبو زَيْدٍ: ما غَبَّرْتَ إِلّا لِطَلَبِ المِرَاءِ.

  والغَبَرُ، مُحَرَّكَةً: التُّرَابُ عن كُرَاع.

  والغَبَرَةُ، بهاءٍ: الغُبَارُ، كغُرَابِ، وهو اسمٌ لِمَا يَبْقَى من التُّرابِ المُثَارِ، جُعِلَ على بِناءِ الدُّخانِ والغُثَانِ⁣(⁣٢) ونَحْوِهِما من البَقَايَا، قاله المصنّفُ في البَصائر. وفي اللّسَان: الغَبَرَة والغُبَارُ: الرَّهَجُ. وقيلَ: الغَبَرَةُ: تَرَدُّدُ الرَّهَجِ، فإِذا ثارَ سُمِّيَ غُبَاراً، كالغُبْرَة، بالضَّمّ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ:

  بِعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسَا يَوْمَ غُبْرَةِ ... ولم تَرِدَا أَرْضَ العِرَاقِ فَثَرْمَدَا

  واغْبَرَّ اليَوْمُ اغْبِرَاراً: اشْتَدّ غُبَارُه، عن أَبِي عَلِيّ.

  وغَبَّرَهُ تَغْبِيراً: لَطَخَهُ به.

  وتَغَبَّرَ: تَلَطَّخ به.

  والغُبْرَةُ، بالضّم: لَوْنُه، أَي الغُبَار.

  يَغْبَرُّ لِلْهَمِّ ونَحْوِه. وقد غَبَرَ غُبُوراً وغُبْرَةً واغْبَرَّ اغْبِرَاراً وأَغْبَرَ إِغْبَاراً.

  والأَغْبَرُ: الذَّئْبُ، لِلَوْنه، كالأَغْثَرِ، بالمُثَلَّثَة كما سيأْتي.

  والغَبْراءُ: الأَرْضُ، لغُبْرَةِ لَوْنِها، أَو لما فيها من الغُبَارِ.

  وفي الحديث: «ما أَظَلَّتِ الخَضْراءُ ولا أَقلَّتِ الغَبْرَاءُ ذَا لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبِي ذَرٍّ». قال ابنُ الأَثير: الخَضْراءُ: السَّمَاءُ. والغَبْرَاءُ: الأَرْضُ. أَراد أَنّه مُتناهٍ في الصِّدْق إِلى الغايَةِ. فجاءَ به على اتِّساع الكَلامِ والمَجاز.

  والغَبْرَاءُ: أُنْثَى الحَجَلِ.

  والغَبْرَاءُ من الأَرْض: الخَمَرُ. وأَرْضٌ غَبْرَاءُ: كَثِيرَةُ الشَّجَرِ، كالغَبَرَةِ، محرّكةً.

  والغَبْرَاءُ: ة باليَمَامَة.

  والغَبْرَاءُ: النَّبْتُ في السُّهُولَةِ، نقله الصاغانيّ. قلتُ: والأَشْبَهُ أَنْ يكونَ بالمُثَلّثَة.

  والغَبْراءُ فَرَسُ حَمَلِ بنِ بَدْر، بن عَمْرٍو الفَزارِيّ، أَخِي حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ.

  والغَبْراءُ أَيضاً: فَرَسُ قُدَامَةَ بن مَصَادٍ الكَلْبِيّ. ذَكَرَهُمَا الصاغانيّ.

  وفَاتَهُ ذِكْرُ الغَبراءِ فَرَسِ قَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ العَبْسِيّ. قلتُ: وهي خالَةُ داحِس وأُخْتُه لأَبِيه؛ قاله ابنُ الكَلْبِيّ.

  والغَبْرَاءُ: نَباتٌ سُهْلِيٌّ كالغُبَيْرَاءِ، لِلَوْنِ وَرَقِهَا وَثَمَرَتِها


- يشكر وحبيب بن الحارث في ثقيف فإن الثلاثة بالتصغير والتشديد وفي جمهرة ابن حزم ص ٣٠٨ حُبَيِّب.

(١) عن جمهرة ابن حزم ص ٣٠٨ وبالأصل «بكر بن يشكر» تحريف.

(٢) في المفردات للراغب (غبر): الدُّخان والعُثار.