تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع الراء

صفحة 309 - الجزء 7

  ومن المَجَاز: طَوَيْتُ الثوبَ على غَرِّه، بالفَتْح، أَي عَلَى كَسْرِهِ الأَوَّل. قال الأَصْمَعِيّ: حَدّثَنِي رجلٌ عن رُؤْبَةَ أَنه عُرِضَ عليه ثَوْبٌ فنظرَ إِليه وقَلَّبَه ثم قال: اطْوِهِ على غَرِّه.

  وفي حَدِيثِ عائشة تصف أَباها، ®: رَدَّ نَشْرَ الإِسْلامِ على غَرِّه» أَي طَيِّه وكَسْرِه، أَرادَتْ تَدْبِيرَه أَمرَ الرِّدَّةِ ومُقَابَلَةَ دائها بدَوَائها.

  والغُرُورُ في الفَخِذَيْن: كالأَخَادِيد بين الخَصَائل.

  وغُرُورُ القَدَم: ما تَثَنَّى مِنْهَا.

  وغَرُّ الظَّهْرِ: ثِنْيُ المَتْنِ، قال الراجِز:

  كأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذْ نَجْنُبُه ... سَيْرُ صَنَاعٍ في خَرِيزٍ تَكْلُبُه⁣(⁣١)

  وهو في الصّحاح. وقال ابنُ السِّكّيت: غَرُّ المَتْنِ طَرِيقُه.

  وغُرُورُ الذّراعَيْنِ: الأَثْنَاءُ التي بَيْنَ حِبَالِهما.

  والغُرُورُ: شَرَكُ الطَّرِيق.

  وقال أَبو حَنِيفَة: الغَرّانِ: خَطّانِ يَكُونَانِ في أَصْلِ العَيْرِ من جانِبَيْهِ. قال ابنُ مَقْرُومٍ، وذَكَرَ صائداً.

  فأَرْسَلَ نافِذَ الغَرَّيْنِ حَشْراً ... فخَيَّبَهُ من الوَتَرِ انْقِطَاعُ

  والمَغْرُورُ: الرَّجُلُ يَتَزَوَّجُ امرأَةً على أَنَّهَا حُرَّةٌ فتَظْهَرُ مَمْلُوكَةً.

  وغَرٌّ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ، وهو غير الذي مَذْكُورٌ في المَتْن، قال هِمْيَانُ بن قُحافَةَ:

  أَقْبَلْتُ أَمْشِي وبغَرٍّ كُورِي ... وكَانَ غَرٌّ مَنْزِلَ الغُرُورِ

  والغُرَيْرُ، كزُبَيْرٍ: فَحْلٌ من الإِبِلِ، وهو ترخيمُ تَصْغير أَغَرّ، كقولك في أَحْمَد: حُمَيْدٌ، والإِبل الغُرَيْرِيّة منسوبةٌ إِليه، قال ذو الرُّمة:

  حَراجِيجُ مِمّا ذَمَّرَتْ في نِتَاجِهَا ... بِنَاحِيَة الشِّحْرِ الغُرَيْرُ وشَدْقَمُ

  يعني أَنّهَا من نِتَاجِ هذَيْنِ الفَحْلَيْنِ، وجعل الغُرَيْرَ وشَدْقَماً اسْمَيْنِ للقَبِيلَتَيْن. وقال الفرزدقُ يصف نِساءَه:

  عَفَتْ بَعْدَ أَترابِ الخَلِيطِ وقد نَرَى ... بها بُدَّناً حُوراً حِسَانَ المَدَامِعِ

  إِذَا مَا أَتاهُنَّ الحَبِيبُ رَشَفْنَهُ ... رَشِيفَ الغُرَيْرِيّاتِ ماءَ الوَقائعِ

  الوَقَائع: المَنَاقِع، وهي الأَمَاكِنُ التي يَسْتَنْقِع فيها المَاءُ.

  وقال الكُمَيت:

  غُرَيْرِيّةُ الأَنْسَابِ أَو شَدْقَمِيّةٌ ... يَصِلْنَ إِلى البِيدِ الفَدافِدِ فَدْفَدَا

  والغَرِير، كأَمِيرٍ: المُلْصَق المُلازِمُ. وبه فَسَّر بعضٌ حَدِيثَ حاطِبٍ، وقد تقدّم في العَيْن المهملة.

  وتَغَرْغَرَتْ عَيْنُه بالدَّمْع: إِذا تَردَّدَ فيها الماءُ.

  وغُرُورٌ، بالضَّمّ: مَوضع. قال امرُؤ القَيْس:

  عَفَا شَطِبٌ من أَهْلِه وغُرُورُ ... فمَوْبُولَةٌ، إِنَّ الدِّيارَ تَدُورُ

  كذا نَقَلَه الصاغانيّ. قِيلَ: هو جَبَلٌ بدَمْخ فِي دِيَارِ كِلاب، وثَنِيَّة بأُباضَ وهي ثَنِيَّةُ الأَحِيسَى⁣(⁣٢)، منها طَلعَ خالدُ بنُ الوَلِيدِ على مُسَيْلَمة. وقيل: وَادٍ. وقولُ امْرِئ القَيْس يَحْتَمِل كُلَّ ذلك. قلتُ: وغُرُورٌ أَيضاً: قَرْيَةٌ بِمِصْرَ من الشَّرْقِيَّةِ.

  والأَغَرُّ: جَبَلٌ في بِلاد طَيِّئ بِهِ مَاءٌ يَسْقِي نَخيلاً يُقَال لَها⁣(⁣٣): المُنْتَهَب. في رَأْسه بَياضٌ.

  وغَرَّتَانِ، بِالفَتْحِ: من الأَمَاكِن النَّجْدِيَّة، وهما أَكَمَتانِ سَوْداوانِ يَسْرَةَ الطَّرِيقِ إِذا مَضَيْتَ من ثُور إِلى سُمَيْرَا⁣(⁣٤).

  وأَبو غَرَارَةَ محمّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ أَبي بَكْرِ بنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، حَدَّث عنه مُسَدَّدٌ.

  وكَزُبَيْر: محمّدُ بنُ غُرَيْر، شيخٌ للبُخَارِيّ خُراسانِيٌّ.

  وغُرَيْرُ بنُ المُغِيرَة بنِ حُمَيْدِ بن عبدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ


(١) الرجز في أمالي القالي ١/ ٢٦٤ ونسبه لدكين بن رجاء الفقيمي يصف فرساً، وفي التهذيب أورده بعد قوله: الغرّ: الكسر في الجلد من السمن.

(٢) عن معجم البلدان (غرور) وبالأصل «الأحيسر».

(٣) بالأصل «نخالا يقال له» وما أثبت عن معجم البلدان.

(٤) في معجم البلدان: من توز إلى سميرا.