تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غطر]:

صفحة 315 - الجزء 7

  حَلَقٌ يَجْعَلُها الرَّجلُ أَسْفَلَ البَيْضَةِ تُسْبَغُ على العُنُقِ فَتَقِيهِ.

  قال: ورُبَّمَا كان المِغْفَر مِثْلَ القَلَنْسُوَة غَيرَ أَنّهَا أَوْسَعُ، يُلْقيها الرَّجلُ على رَأْسه فتَبْلُغُ الدِّرْعَ ثمّ تُلْبَسُ البَيْضَةُ فَوْقَهَا، فذلك المِغْفَر يُرَفَّلُ على العاتقَيْن، ورُبّمَا جُعل المِغْفَرُ من دِيبَاجٍ وخَزٍّ أَسْفَلَ البَيْضَةِ. وقرأْتُ في كتاب «الدِّرْع والبَيْضَة» لأَبي: عُبَيْدَةَ مَعْمَر بن المُثَنَّى التَّيْمِييِّ ما نَصُّه: فإِذا لم تَكُنْ، يَعْنِي الدِّرْع، صَفيحاً وكَانَتْ سَرَداً - محرّكَةً وقد تُحَوَّل السّين زاياً، فيقولُون: زَرَداً، وهو الحَلَقُ - فهي مغْفَرٌ، وغِفَارَةٌ، مَكْسُورة الغَيْن، قال:

  وطِمِرَّةٍ جَرْداءَ تَضْ ... بِرُ بالمُدجَّجِ ذِي الغِفَارَهْ

  ويقال لها تَسْبِغَةٌ، فرَّبَّمَا كانَت ظَاهِرَةَ الحَلقِ وربما بَطَّنُوهَا وظَهَّرُوها بِدِيباج أَو خَزٍّ أَو بِزْيَوْن⁣(⁣١)، وحَشَوْهَا بِمَا كَانَ، وربَّمَا اتَّخَذُوا فَوْقَهَا قَوْنَساً من فِضَّةٍ وغَيْرِ ذلك. انتهى.

  والغِفَارَةُ، ككِتَابَة: خِرْقةٌ تَلْبَسُهَا المرأَةُ فتُغَطِّي رَأْسَها ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ غَيْرَ وَسَطِ رَأْسِهَا. وقيل: هي خِرْقَةٌ تكونُ دون الْمِقْنَعَة تُوَقِّي بها المَرْأَةُ خِمَارَهَا من الدُّهْن. والغِفَارَةُ أَيضاً: الرَّقْعَةُ الْتي تكونُ على حَزِّ القَوْسِ الذي يَجْرِي عليه⁣(⁣٢) الوَتَرُ، وقيل: الغِفَارَةُ: جِلْدَةٌ تكونُ على رأْسِ القَوْسِ يَجْرِي عليها الوَتَرُ، والغِفَارَةُ: السَّحَابَةُ فَوْقَ السَّحَابَةِ، وفي التهذيب: سَحَابَةٌ تَرَاهَا كأَنَّهَا فوقَ سَحابَةٍ.

  والغِفَارةُ: رَأْسُ الجَبَلِ،.

  وغِفَارَةُ: اسمُ جَبَل بعَيْنِه؛ عن الصاغانيّ.

  والغَفْرُ، بالفَتْح: البَطْنُ، قال:

  هو القاربُ التالِي له كلُّ قارِب ... وذُو الصَّدَرِ النّامِي إِذا بَلَغَ الغَفْرَا

  والغَفْرُ: زِئْبِرُ الثَّوْبِ وما شاكَلَه، واحِدَتُه غَفْرَةٌ، ويُحَرَّك، ويُقَالُ: غَفْرُ الثَّوْبِ: هُدْبُهُ، وهُدْب الخَمَائِصِ، وهي القُطُفُ رِقَاقُهَا⁣(⁣٣) ولَيِّنُها، وليس هو أَطْرَافَ الأَرْدِيَة ولا المَلاحِف.

  وغَفِرَ الثَّوْبُ، كفَرِحَ، غَفَراً⁣(⁣٤)، واغْفَارَّ اغْفِيراراً: ثارَ زِئْبِرُهُ، وقال ابنُ القَطّاع: أَخْرَجَ زِئْبِرَه.

  والغُفْرُ: وَلَدُ الأُرْوِيَّة، وضَمُّه أَكثرُ، والفَتْحُ قَلِيلٌ، ج أَغْفَارٌ، كقُفْل وأَقْفَال وغِفَرَة، كعِنَبَةٍ، وغُفُورٌ، بالضَّمّ، الأَخيرة عن كُراع، والأُنْثَى غُفْرَةٌ، وأُمُّه مُغْفِرَة⁣(⁣٥)، وَقَدْ أَغْفَرَت، والجَمْعُ مُغْفِرَاتٌ، قال بِشْرٌ:

  وصَعْبٌ يَزِلُّ الغُفْرُ عن قُذُفاتِهِ ... بحافاتِه بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ

  وقيل: الغُفْر اسمٌ للواحِدِ منها والجَمْعِ. وحُكِيَ: هذا غُفْرٌ كَثيرٌ، وهِي أَرْوَى مُغْفِرٌ: لَهَا غُفْرٌ. قال ابنُ سِيدَه: هكذا حَكَاه أَبو عُبَيْد، والصَّوَاب: أُرْوِيَّةٌ مُغْفِرٌ، لأَنَّ الأَرْوَى جَمْعٌ أَو اسمُ جَمْع.

  والغَفْر: مَنْزِلٌ للقَمَر، ثَلَاثةُ أَنْجُمٍ صِغَارٌ، وهي من المِيزَانِ ... والغَفْرُ: شَيْءٌ كالجُوَالِق.

  والغِفْرُ، بالكَسْرِ: وَلَدُ البَقَرةِ، عن الهَجَرِيّ، وقال ابنُ دُرَيد: الغِفْرُ: زَعَمُوا دُوَيْبَة، نقله الصاغانيّ.

  والغَفَرُ، بالتَّحْرِيك: صِغَارُ الكَلإِ، وأَغْفَرَتِ الأَرْضُ: نبَتَ فيها شيْءٌ منه. والغَفَرُ: شَعَرُ العُنُقِ واللَّحْيَيْنِ والقَفَا والجَبْهَةِ. وقِيل: هو شَعَرٌ كالزَّغَب يَكون على ساقِ المَرْأَةِ والجَبْهَةِ ونحوِ ذلك، كالغَفْر، بالفَتْح. قال الراجِزُ:

  قد عَلِمَتْ خَوْدٌ بسَاقَيْهَا الغَفَرْ ... لَيَرْوَيَنْ أَو لَيَبِيدَنَّ الشَّجَرْ⁣(⁣٦)

  كالغُفَارِ، بالضَّمّ، وهو لُغَةٌ في الغَفَر، مُحَرَّكَةً، قال الرَّاجز:


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أو بزيون على وزن فرعون هكذا ضبطه أبو عبيدة، كذا بخط الشارح في هامش مسودته» والبزيون: السندس أو رقيق الديباج (اللسان: بزن).

(٢) التهذيب: عليها.

(٣) في اللسان: دقاقها.

(٤) ضبطت بالتحريك عن التهذيب واللسان.

(٥) كذا بالأصل والصحاح واللسان، وفي التهذيب: وأمُه مُغْفِرٌ.

(٦) مر في مادة شجر برواية:

لتروين أو لتبيدن الشُجُر

قال هناك: جمع شجار ككتاب وكتب. قال الصاغاني: والرواية السجل بالسين المهملة واللام، والرجز لامي وبعده

أو لأروحن أصلا لا أشتمل

والرجز لأبي محمد الفقعسي.