تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع الراء

صفحة 321 - الجزء 7

  الحِجْر: المَمْنُوع الذي له حاجزٌ، قال ابنُ سيدَه: وجَمْعُ السَّلامَة أَكْثَرُ. وغَمَرَاتُ الحَرْبِ، وغِمَارُها: شَدائِدُها.

  قال:

  وفارِسٍ في غِمَارِ المَوْتِ مُنْغَمِسٍ ... إِذا تَأَلَّى على مَكْرُوهَةٍ صَدَقَا

  ويُقَالُ: هو في غَمْرَةٍ من لَهْوٍ وشَبِيبَة وسُكْر، وكلُّه على المَثَلِ. وكذا قولُه تعالى: {فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتّى حِينٍ}⁣(⁣١). قال الفَرَّاءُ: أَي في جَهْلِهم. وقال الزَّجّاجُ: وقُرِئَ في غَمَرَاتِهِمْ أَي في عَمَايَتِهمْ وحَيْرَتِهِمْ. وكذلك قولُه تَعَالَى: {بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا}⁣(⁣٢) أَي في عَمَايَة. وقال القُتَيْبيّ: أَي في غِطَاءٍ، وغَفْلَة، وقال اللّيْثُ: الغَمْرة: مُنْهَمَكُ الباطلِ. وغَمْرَةُ المَوْتِ: شِدَّةُ هُمُومِه.

  وغَمَرَاتُ جَهَنَّمَ: المواضِعُ التي تَكْثُر فيها النارُ.

  والمُغَامِرُ والمُغَمِّرُ، بضمّهما: المُلْقِي بِنَفْسِه فيها، أَي في الغَمَرات.

  واغْتَمَر في الشَّيْءِ: اغْتَمَس، كانْغَمَرَ في الماءِ.

  وطَعَامٌ مُغْتَمِرٌ، إِذَا لم يُنَقَّ، وكانَ بِقِشْرِه، هكذا ذَكَرُوه هنا، وضَبَطُوه على صيغَة اسم الفاعِل من اغْتَمَرَ. والظاهر أَنه مُغَتْمَر، كمُدَحْرَجٍ، وقد تقدّم ذلك بعينه في «غ ث م ر»: طَعَامٌ مُغَثْمَرٌ، بِقِشْره، أَي لم يُنْخَل ولَمْ يُنَقّ، عن ابنِ السِّكِّيت. وفي «غ ذ م ر» عن أَبي زَيْد ما يَقْرُب ذلك فلَعَلَّ الذي هُنَا لُغَةٌ في الّذِي سَبَقَ، فتأَمَّل.

  والغَمِيرُ، كأَمِيرٍ: حَبُّ البُهْمَى الساقِطُ من سُنْبُلِهِ حِينَ يَيْبَسُ؛ قاله أَبو حَنيفَة، أَو الغَمِيرُ: نَبَاتٌ أَخْضَرُ قد غَمَرَه اليَبِيسُ؛ قاله الجوهريّ، وأَنشد لزُهَيْر يَصِف وَحْشاً:

  ثَلاثٌ كأَقْوَاسِ السَّرَاءِ وناشِطٌ ... قدِ اخْضَرَّ مِن لَسِّ الغَمِيرِ جَحَافِلُهْ⁣(⁣٣)

  وفي حديث عَمْرو بن حُرَيْثٍ: «أَصابَنَا مَطَرٌ ظَهَرَ منه الغَمِيرُ». وكذا في حَدِيثِ قُسّ: «وغَمِيرُ حَوْذان» قِيل: هو المَسْتُور بالحَوْذانِ لِكَثْرَة نَبَاتِه، أَو الغَمِيرُ: ما كانَ في الأَرْض من خُضْرَة قَليلاً إِمّا رِيحَةً أَو نَباتاً، أَو الغَمِيرُ: الأَخْضَرُ الذي غَمَرَه اليَبِيسُ، يَذْهَبُون إِلى اشْتقَاقِه، وليس بقَوئٍّ، أَو الغَمِيرُ: النَّبْتُ يَنْبُتُ في أَصلِ النَّبْتِ حَتَّى يَغْمُرَه الأَوّلُ، ج أَغْمِرَاءُ. وقيل: الغَمِيرُ: شَيءٌ يَخْرُج في البُهْمَى في أَوّل المَطَرِ رَطْبَا في يابِس، ولا يُعْرَف الغَمِيرُ في غير البُهْمَى.

  وقال أَبو عُبَيْدَةَ: الغَمِيرة⁣(⁣٤): الرَّطْبَةُ والقَتُّ اليابِس [والشَّعِير] تُعْلَفه الخَيْلُ عند تَضْمِيرها.

  وتَغَمَّرَتِ الماشِيَةُ: أَكَلَتْهَا، هكذا في النُّسَخ، والصَّوابُ «أَكَلَتْه»، أَي الغَمِيرَ، أَو الضّمِيرُ راجعٌ إِلى الغَمِيرَة، ولم يذكرها المُصَنّف، فتأَمّل.

  وغَمْرَةُ، بالفَتْح: مَنْهَلٌ بطَرِيقِ مَكَّة، شَرَّفها الله تعالى، فَصَلَ ما بَيْنَ تِهَامةَ ونَجْد، قاله الأَزهريُّ. وقال الصاغانيّ: وقَدْ وَرَدْتُهَا.

  والغُمَيْرُ، كزُبَيْرٍ: ع قُرْبَ ذاتِ عِرْق بينَهَا وبين البُسْتَان، وقَبْلَه بمِيلَيْن قَبْرُ أَبي رِغَال.

  وقال امرُؤُ القَيْس:

  كأَثْلٍ من الأَعْرَاضِ من دُونِ بيشَةٍ ... ودُونِ الغُمَيْرِ عامِدَات لغَضْوَرَا

  والغُمَيْر أَيْضاً: ع بديَارِ بَنِي كِلاب، عنْد الثَّلَبُوت ..

  والغُمَيْر: ماءٌ بأَجَأَ لِطَيِّئ، قيلَ: هو المَوْضِع الذي ذَكَرَه المُصَنّف آنِفاً، يقال فيه الغَمْرُ والغُمَيْرُ.

  والغِمَارُ، ككِتَابٍ: وَادٍ بنَجْد، وذُو الغِمَارِ: ع، نقله الصاغانيّ.

  والغَمْرَانُ، بالفَتْح: عٍ بِبِلادِ بَني أَسَد، هكَذا نَقَلَه الصاغانيّ، وضَبَطَه بكَسْرِ النون.

  والغَمْرِيَّةُ: ماءٌ لِعَبْس بنِ بَغِيضِ بن رَيْثَ بن غَطَفَانَ.

  والغَمِرَة، كزَنِخَةٍ: ثَوْبٌ أَسْوَدُ تَلْبَسُه* العَبِيدُ والإِمَاءُ، نقله الصَاغانيّ.

  وغَمَّرَ بِه تَغْمِيراً: دَفَعَه أَو رَمَاهُ. وعِبَارَةُ الصاغانيّ: والتَّغْمِيرُ بالشَّيْءِ: الرَّمْيُ به، وهو الدَّفْعُ.


(١) سورة «المؤمنون» الآية ٥٤.

(٢) سورة «المؤمنون» الآية ٦٣.

(٣) السراء: شجر تتخذ منه القسي.

(٤) في التهذيب: الغمير بدون هاء، والزيادة التالية منه.

(*) في القاموس: يَلْبَسُه.