تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع الراء

صفحة 322 - الجزء 7

  وفي الحَدِيثِ: «أَمَّا الخَيْلُ فغَمِّروها، وأَمّا الرِّجَالُ فأَرْوُوهم».

  يُقَال: غَمَّرَ فَرسَه تَغْمِيراً: سَقاهُ في الغُمَر، وهو القَدَح الصَّغير، وذلك لِضيق المَاءِ، فهوَ مُغَمَّر، قال الكُمَيْت:

  بهَا نَقْعُ المُغَمَّرِ والعَذُوبِ

  قال ابنُ سِيدَه: وحَكَى ابنُ الأَعْرابيّ: غَمَّرَه أَصْحُناً: سَقَاهُ إِيّاها. فعَدّاه إِلى مَفْعُولَيْن.

  وذو غُمَرٍ، كصُرَدٍ: ع بنَجْد⁣(⁣١). قال عُكّاشَة بن أَبي مَسْعَدة⁣(⁣٢):

  حَيْثُ تَلاقَى وَاسِطٌ وذُو أَمَرْ ... وحَيْثُ لاقَتْ ذاتُ كَهْفٍ ذا غُمَرْ

  ويُقَال: أَغْمَرَنِي الحَرُّ، أَي فتَرَ فاجْتَرَأْتُ عليه ورَكِبتُ الطَّرِيقَ. هكذا حكاها أَبو عَمْرٍو. ثم شَكَّ فقال: أَظُنُّه بالزاي مُعْجَمَةً؛ قاله الصاغانيّ.

  وهَضْبُ اليَغَامِرِ، وفي بعض النُّسخ «اليَغَامير»: ع، هكذا نَقَلَه المُصَنِّف، ولَعَلَّه «هَضْبُ اليَعَامِير»، بالعَيْنِ، وقد تقدَّم في محلّه فَلْيُتأَمَّل. ولم يَذْكُرْهما ياقُوت في مُعْجَمه.

  * ومّما يُسْتَدْرك عليه:

  مَوْتُ الغَمْرِ: الغَرَقُ.

  وغَمَرَهُ القَوْمُ يَغْمُرُونَه، إِذَا عَلَوْه شَرَفاً وفَضْلاً.

  ورَجُلٌ غَمْرَةٌ: قَوِيُّ الرَّأْيِ عند الشَّدَائِد.

  وشُجَاعٌ مُغَامِرٌ: يَغْشَى غَمَرَاتِ المَوْتِ. والمُغَامِرُ: المُخَاصِمُ أَو الدّاخلُ في غَمْرَةِ الخُصُومَة، أَي مُعْظَمِها، وقِيل: هو من الغِمْر بالكَسْر، وهو الحِقْد، أَي المُحَاقِدُ.

  وفي حَديث الخَنْدَقِ: «حَتَّى أَغْمَرَ بَطْنَه»، أَي وَارَى التُّرَابُ جِلْدَهُ وسَتَرَهُ. و «غُمِرَ عَلَيْهِ»، بِالضَّمّ: أَي أُغْمِيَ⁣(⁣٣).

  والغِمْرُ، بالكَسْر: العَطَشُ، وجَمْعُه الأَغْمَارُ، قال العَجّاج:

  حَتَّى إِذا مَا بَلَّت الأَغْمَارَا ... رِيّاً ولَمَّا تَقْصَعِ الأَصْرارَا

  وتَغَمَّرَ: شَرِبَ من الماءِ قَلِيلاً.

  وامرأَةٌ غَمِرَةٌ، كفرحَةٍ: غِرٌّ.

  وغَامَرَهُ: باطَشَهُ وقاتَلَهُ، ولم يُبَالِ المَوْتَ.

  والغُمْرَةُ: تُطْلَى به العَرُوسُ، تُتَّخَذُ من الوَرْس. قال أَبو العَمَيْثَلِ: الغُمْرَةُ والغُمْنَةُ واحِدٌ. وقال أَبو سَعِيد: هو تَمْرٌ ولَبَنٌ يُطْلَى به وَجْهُ المَرْأَةِ ويَدَاها حَتَّى تَرِقَّ بَشَرَتُهَا، وجَمْعُه الغُمَرُ والغُمَن.

  وذاتُ الغَمْرِ وذُو الغَمْرِ: مَوْضِعانِ. قال الشاعر:

  هَجَرْتُكِ أَياماً بذِي الغَمْرِ إِنّنِي ... على هَجْرِ أَيَّامٍ بذِي الغَمْرِ نادِمُ

  وغَمْرٌ وغُمَيْرٌ وغامرٌ: أَسماءٌ.

  والمَغْمُورُ: المَقْهُور. والمَغْمُور. المَمْطُور.

  وليلٌ غَمْرٌ: شَدِيدُ الظُّلْمَة، قال الراجِزُ يصف إِبلاً:

  يَجْتَبْنَ أَثْناءَ بَهيمٍ غَمْرِ ... داجِي الرِّواقَيْنِ غُدَافِ السِّتْرِ

  ورجُلٌ غَمْرُ البَدِيهَةِ، إِذا كان يُفَاجِئ بالنَّوَال الواسعِ.

  قال الطِّرِمّاح:

  غَمْرُ البَديهَة بالنَّوا ... لِ إِذَا غَدَا سَبِطُ الأَنَامِلْ

  وكِلاهُمَا مَجاز.

  وفلانٌ مَغْمُورُ النَّسَبِ: غَيْرُ مَشْهُورِه، كأَنّ غَيْرَه عَلَاه فيه.

  ويقال: فيه غَمَارَةٌ وغَرَارةٌ.

  ورأَيْتُه قد غَمَرَ الجَمَاجِمَ بطُولِ قَوَامِه. وهو أَغْمَرُهُم به⁣(⁣٤)، أَي أَوْسَعُهُمْ فَضْلاً.

  وبَلَّت الإِبلُ أَغْمَارَها، إِذا شَرِبَتْ شُرْباً قليلاً، وهو جَمْع غِمْرٍ، بالكَسْر، كأَنّ لها أَغْمَاراً قد بَلَّتْهَا، وهو مَجاز.


(١) في معجم البلدان: وادٍ بنجد.

(٢) الأصل والتكملة، وفي معجم البلدان (غمر): عكاشة بن مسعدة السعدي.

(٣) ورد هذا في حديث مرضه: «أنه اشتد به حتى غُمر عليه» أي أُغمي عليه. (عن النهاية).

(٤) في الأساس: يداً.