تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قبر]:

صفحة 363 - الجزء 7

  لأَبِي بَكْر ¥: «لو وَجَدْتُ صاحِبَك لَشَدَخْتُ رَأْسَه بهذا الفِهْرِ» هكذا وَقَعَ كما في الرَّوْضِ، ج أَفْهَارٌ وفُهُورٌ، وكان الأَصمعيّ يقولُ: فِهْرَةٌ وفِهْرٌ كما في الصّحاح.

  وفِهْرٌ: قَبيلَةٌ من قُرَيْشِ. وهو فِهْرُ بنُ مالكِ بن النَّضْرِ بنِ كِنَانَةَ، وقُرَيْشٌ كلُّهم يُنْسبُونَ إِليه.

  وفي الحَدِيث: «أَنَّه نَهَى عن الفَهْرِ»، بالفَتْح، وكذلك الفَهَر بالتَّحْرِيك، مِثْلُ نَهْرٍ ونَهَرٍ: وهو أَنْ تَنْكِحَ المَرْأَةَ ثم تَتَحَوَّلَ عنها إِلى غَيْرِها قبلَ الفَرَاغِ فتُنْزِلَ. وقد نُهِيَ عن ذلك. فَهَرَ، كمَنَعَ، وأَفْهَرَ إِفْهَاراً.

  والفُهْرُ، بالضّمّ: مِدْراسُ اليَهُودِ الذي تَجْتَمِعُ إِلَيْهِ فِي يَوْمِ عِيدِهِم يُصَلّون فيه أَو هو يَوْمٌ يَأْكُلُون فيه ويَشْرَبُون، قال أَبو عُبَيْدٍ: وهي كلمة نَبَطِيَّةٌ، أَصْلُهَا بُهْر، أَعْجميٌّ أُعْرِبَ بالفَاءِ، وقيل: هي عِبْرانِيَّة عُرِّبَت أَيضاً، والنَّصَارَى يقولون: فُخْر. وقال ابنُ دُرَيْد: لا أَحْسَبُ الفِهْرَ عَرَبياًّ صَحيحاً.

  وتَفَهَّرَ الرَّجُلُ في المالِ: اتَّسَعَ، كأَنّه مُبْدَلٌ من تَبَحَّرَ كتَفَيْهَر.

  وفَهَّرَ الفَرَسُ تَفْهِيراً، وفَيْهَرَ وتَفَيْهَرَ: اعْتَرَاهُ بُهْرٌ وانْقِطَاعٌ في الجَرْيِ وكَلالٌ، أَو تَرادَّ عن الجَرْيِ من ضَعْفٍ وانْقِطَاعٍ في الجَرْي، يقال: أَوَّلُ نُقْصَانِ حُضْرِ الفَرَسِ التَّرَادُّ ثمَّ الفُتُور ثمّ التَّفْهِير.

  ومَفَاهِرُك، بالفَتْح كما هو مضبوطٌ عندنا، وفي بعض النُّسخ بالضَّمّ: لَحْمُ صَدْرك.

  ونَاقَةٌ فَيْهَرَةٌ وفَيْهَرٌ: صُلْبَةٌ عَظيمة، وفي التكملة: شَدِيدَة. وقال ابنُ دُرَيْد⁣(⁣١): متقدمّة، لغة يَمَانِيَة.

  وعَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ، كجُهَيْنَةَ مَوْلى أَبِي بَكْرِ الصِّدّيق رضي الله تعالَى عنه. قال السُّهَيْلِيّ في الرَّوْضِ الأُنُف: وكان عبداً أَسْوَد لطُفَيْل بنِ الحارِثِ⁣(⁣٢) بن سَخْبَرَةَ، اشتراهُ أَبو بَكْرٍ فأَعْتَقَه قبلَ دُخُول النَّبيّ دارَ الأَرْقَم، قَتَلَه عامرُ بن الطُّفَيْل يومَ بئْرِ مَعُونَةَ، وَرَفَعَتْهُ الملائكةُ فلم يُوجَد في القَتْلَى.

  وأَفْهَرَ الرَّجُلُ: شَهِدَ عِيدَ اليَهُود، وهو الفُهْرُ، بالضَّمّ أَوْ أَفْهَرَ: أَتَى⁣(⁣٣) مِدْرَاسَهُم. وأَفْهَرَ الرَّجُلُ: اجْتَمَع لَحْمُه زِيَماً زِيَماً وتَكَتَّلَ فكانَ مُعَجَّراً، وهو أَقْبَحُ السِّمَن. وأَفْهَرَ بَغِيره⁣(⁣٤)، إِذا أَبْدَعَ فأُبْدِعَ بِهِ، وأَفْهَرَ الرَّجُلُ: خَلَا مع جاريتِه لقضاءِ حاجَتِه، وجَارِيَتُه الأُخْرَى في البَيْت تَسْمَع حِسَّه، وهو الوَجْسُ والرِّكْز والحَفْحَفة⁣(⁣٥) المَنْهِيُّ عنه، قاله ابنُ الأَعرابِيّ، وقال أَيضاً: أَفْهَرَ الرجُل، إِذا خَلا مع جارِيَتِه ومَعَهُ في البَيْتِ أُخْرَى من جَوارِيِه، فأَكْسَلَ عن هذه - أَي أَوْلَجَ ولم يُنْزِل - فقام من هذِه إِلى أُخْرَى فَأَنْزَلَ معها. وقد نُهِيَ عنه في الخَبَر.

  وأُفْهِرَت الجارِيَةُ، بالضّمّ: خُتِنَتْ وفي التَّكْمِلَةَ: خُفِضَت.

  والفَهِيرَةُ، كسَفِينَةٍ: مَحْضٌ⁣(⁣٦) يُلْقَى فِيهِ الرَّضْفُ، فإِذا هو غلَى ذُرَّ عَلَيْهِ الدَّقِيقُ وسِيطَ به وأُكِلَ. وقد حُكِيَتْ بالقاف.

  * ومما يُسْتَدْرَك عليه:

  فَهَّرَ الرَّجُلُ تَفْهيراً: أَعْيا.

  وتَفَهَّرَ الرَّجُلُ في الكَلامِ: اتَّسَع فيه، كأَنَّه مُبْدَلٌ من تَبَحّرَ. وأَرْضٌ مَفْهَرَةٌ، بالفَتْح: ذاتُ أَفْهَارٍ.

  وفهْرُويَهْ: اسمُ جَمَاعَة.

  [فهدر]: غُلامٌ فُهْدُر، كقُنْفُذٍ: مُمْتَلِئٌ رَيّانُ، وهو مَقْلُوبُ فُرْهُدٍ، هكذا أَوْرَدَه الصاغانيّ في التكملة، ولم يَعْزُه لأَحد.

فصل القاف مع الراءِ

  [قبر]: القَبْرُ بالفَتْحِ: مَدْفَن الإِنْسَانِ، ج قُبُورٌ.

  والمَقْبرة، مُثلَّثَة الباءِ، وكمِكْنَسَة: مَوضِعُهَا، أَي القُبُورِ.

  قال سيبَوَيْه: المَقْبُرة ليس على الفِعْلِ ولكنه اسمٌ. قال اللَّيْثُ: والمَقْبَرُ أَيضاً: مَوضع القَبْر؛ وهو المَقْبَرِي


(١) الجمهرة ٢/ ٤٠٤.

(٢) في أسد الغابة: الطفيل بن عبد الله.

(٣) في التكملة واللسان: شهد مدارسهم.

(٤) كذا بالأصل والقاموس، وعلى هامشه عن نسخة أخرى: وبعيره وهو ما يوافق التكملة والتهذيب واللسان.

(٥) الأصل واللسان، وفي التهذيب: والخفخفة.

(٦) عن القاموس وبالأصل «مخضٌ».