تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثغرب]:

صفحة 338 - الجزء 1

  حُرَاقاً، وهُوَ مَا أَثْقَبْتَ بِهِ النَّارَ أَيْ أَوْقَدْتَهَا بِهِ، والثُّقُوبُ: مَصْدَرُ النَّارِ الثَّاقِبَةِ، والكَوْكَبِ الثَّاقِبِ: [المضِيءِ]⁣(⁣١) وتَثْقِيبُ النَّارِ تَذْكيَتُهَا، وفي الأَسَاس: ومنَ المَجَازِ: أَثْقِبْ نَارَكَ بِثَقُوبٍ، وهُوَ ما يُثْقَبُ⁣(⁣٢) به مِن نَحْوِ حُرَاقٍ وبَعْرٍ [ونحوهما].

  قُلْتُ: والعَرَبُ تَقُولُ: أَثْقِبْ نَارَكَ أَيْ أَضِئْهَا للمُوقِد.

  ومِنَ المَجازِ ثَقَبَ الكَوْكَبُ ثُقُوباً: أَضَاءَ وشِهَابٌ ثَاقِب، أَيْ مُضِيءٌ وفي الأَساس: كَوْكَبٌ ثَاقِبٌ ودُرِّيءٌ⁣(⁣٣) شَدِيدُ الإِضاءَة والتَّلأْلُؤِ كَأَنَّه يَثْقُبُ الظُّلْمَةَ فَيَنْفُذُ فِيهَا وَيَدْرَؤُهَا، وكَذَا السِّرَاجُ والنَّارُ وَثَقَّبْتُهُمَا وأَثْقَبْتُهُمَا.

  ومِنَ المَجَازِ: ثَقَبَتِ الرَّائحةُ: سَطَعَتْ وهَاجَتْ أَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ:

  بِرِيحِ خُزَامَى طَلَّة مِنْ ثِيَابِهَا ... وَمِنْ أَرَجٍ مِنْ جَيِّد المِسْكِ ثَاقِبِ

  وثَقَبَتِ النَّاقَةُ تَثْقُبُ ثُقُوباً وهي ثاقِبٌ: غَزُرَ لَبَنُهَا، عَلَى فَاعِلٍ، ويقالُ إِنَّهَا لَثَقيبٌ مِنَ الإِبلِ، وهِيَ الَّتِي تُحَالِبُ غِزارَ الإِبلِ فَتَغْزُرُهُنَّ، ونُوقٌ ثُقُبٌ، وهُوَ مَجَازٌ، كذَا في الأَساس.

  وثَقَبَ رَأْيُهُ ثُقُوباً: نَفَذَ، وقَوْلُ أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ⁣(⁣٤).

  ونَشَّرْتُ آيَاتٍ عَلَيْهِ ولَمْ أَقُلْ ... مِنَ العِلْمِ إِلَّا بالَّذِي أَنَا ثَاقبُهْ

  أَرَادَ ثَاقِبٌ فِيهِ، فَحَذَفَ، أَوْ جَاءَ بِه عَلَى: يَا سَارِقَ اللَّيْلَةِ، كذا في لسان العرب.

  وهُوَ مِثْقَبٌ، كَمِنْبَرٍ، نَافِذُ الرَّأْيِ، والمِثْقَبُ أَيْضاً: العَالِمُ الفَطِنُ، ومِنْه قَوْلُ الحَجَّاجِ لابنِ عَبَّاسٍ: إِنْ كَانَ لَمِثْقَباً، أَي ثَاقبَ العِلْمِ مُضيئَهُ.

  ورَجُلٌ أُثْقُوبٌ، بالضَّمِّ: دَخَّالٌ في الأُمُور وفي، الأَسَاس: ومنَ المَجَازِ: رَجُلٌ ثَاقبُ الرَّأْيِ إِذَا كَانَ جَزْلاً نَظَّاراً، وأَتَتْنِي عَنْكَ عَيْنٌ ثَاقِبَةٌ: خَبَرٌ يَقينٌ، انتهى.

  ومِنَ المَجَازِ: ثَقَّبَهُ الشَّيْبُ تَثْقيباً وَخَطَهُ، وثَقَّبَ فيه، عن ابنِ الأَعْرَابيّ: ظَهَرَ عَلَيْهِ، وقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ.

  ومِنَ المَجَازِ: الثَّقيبُ، كأَمِير والثَّقِيبَةُ: الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ مِنَ الرِّجَالِ والنِّساءِ، يُشَبَّهَان بِلَهَبِ النَّارِ فِي شِدَّةِ حُمْرَتِهِمَا، ثَقُبَ⁣(⁣٥) كَكَرُمَ يَثْقُبُ، وفيهما، ثَقَابَةً: والثَّقِيبُ: الغَزِيرَةُ اللَّبَنِ مِنَ النُّوقِ، كَالثَّاقِبِ قَالَهُ أَبُو زَيْد، وقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيباً.

  وثَقْبٌ: ة باليَمَامَةِ، وثَقْبُ بنُ فَرْوَةَ بنِ البَدَن السَّاعدِيّ، وفي نُسْخَةٍ أَبُو فَرْوَةَ، وهُوَ خَطَأٌ، الصَّحَابِيُّ أَوْ هُوَ أَيِ الصَّحَابِيُّ ثُقَيْبٌ كَزُبَيْر قَالَهُ ابنُ القَدَّاحِ، وهُوَ الذِي يُقَالُ لَهُ الأَخْرَسُ، ويُقَالُ: ثَقْفٌ، وبالبَاءِ أَصَحُّ، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بن عُمَارَةَ بنِ القَدَّاحِ الأَنْصَارِيُّ النَّسَّابَةُ وهُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الأَنْصَارِ، وقيلَ هُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِي⁣(⁣٦) أُسَيْد السَّاعِدِيّ، قُتِلَ بِأُحُدٍ، كَذَا فِي المعجم.

  وثَقْبَانُ بالفَتْحِ: ة بالجَنَدِ بِاليَمَنِ، بِهَا مَسْجِدُ سَيِّدِنَا مُعَاذ بن جَبَلٍ ¥.

  ويَثْقُبُ كَيَنْصُرُ ورُوِيَ الفَتْحُ في القَافِ: ع بالبَادِيَةِ، قال النَّابغةُ:

  أَرَسْماً⁣(⁣٧) جَدِيداً مِنْ سُعَادَ تَجَنَّبُ ... عَفَتْ رَوْضَةُ الأَجْدَادِ مِنْهَا فَيَثْقُبُ

  كذا في «المعجم، وقَالَ عَامِر بنُ عَمْرٍو المُكَارِي:

  وأَقْفَرَتِ العَبْلاءُ والرَّسُّ مِنْهُمُ ... وَأَوْحَشَ مِنْهُمْ يَثْقُبٌ فَقُرَاقرُ

  وثُقَيْبٌ كَزُبَيْر: طَرِيقٌ مِن أَعْلَى الثَّعْلَبِيَّةِ إِلَى الشَّأْمِ وقِيلَ: هُوَ مَاءٌ، قَالَ الرَّاعِي:

  أَجَدَّتْ مَرَاغاً كالمُلَاءِ وأَرْزَمَتْ ... بِنَجْدَى ثُقَيْبٍ حَيْثُ لَاحَتْ طَرَائقُهْ

  * ومما يستدرك عليه:

  ثَقَبَ القَدَّاحُ عَيْنَهُ لِيُخْرِجَ المَاءَ النازِلَ، وَثَقَّبَ الحلَمُ الجِلْد فَتَثَقَّبَ، وتَثَقَّبَ الجِلْدُ إِذَا ثَقَّبَهُ الحَلَمُ، وإِهَابٌ مُتَثَقِّب⁣(⁣٨) وفيه ثَقْبٌ وثُقْبةٌ وثُقُوبٌ وثُقَبٌ، ويُقَالُ: ثَقَبَ الزَّنْدُ


(١) زيادة عن اللسان، وفي الصحاح: وشهاب ثاقبٌ: أي مضيءٌ.

(٢) الأساس: تُثْقَبُ.

(٣) عن الأساس، وبالأصل: دريّ.

(٤) عن اللسان، وبالأصل «النمري».

(٥) اللسان: ثَقَبَ.

(٦) بالأصل: «ابن».

(٧) عن معجم البلدان، وبالأصل «أوسما».

(٨) عن الأساس وبالأصل: مثقب.