تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مخر]:

صفحة 468 - الجزء 7

  وسَنَةٌ مُمْجِرَةٌ، كمُحْسِنَة: يُمْجِرُ فيها المالُ، وهو مجاز.

  وامْرَأَةٌ مُمْجِرٌ: مُتْئِمٌ، وهو مجاز.

  وأَمْجَرَهُ اللَّبَنَ: أَوْجَرَهُ.

  * وممّا يُسْتدْرك عليه:

  الأَمْجَرُ: العَظيمُ البَطْنِ المَهْزُولُ الجسْمِ، ومنه الحَديث:⁣(⁣١) «فيَلْتَفِت إِلى أَبيه وقد مَسَخَه الله ضِبْعَاناً أَمْجَرَ».

  ونَاقَةٌ مُمْجِرٌ، إِذا جازَت وَقْتَهَا في النتَاج قال:

  ونَتَهجوهَا بعدَ طُولِ إِمْجَارِ

  ومُجَيْرَةُ كجُهَيْنة:(⁣٢) هَضبة قِبْليّ شَمَامِ في دِيار باهلَةَ.

  وفي حَدِيث أَبي هُرَيْرَةَ: «الصَّوْمُ لي وأَنا أَجْزِي به، يَذَرُ طعامَهُ وشَرَابَه مِجْرَايَ»، أَي من أَجْلِي. وأَصله مِنْ جَرَّايَ، فحذف النُّون وخفَّفَ الكَلمَة. قال ابنُ الأَثير: وكثيراً ما يَرِدُ هذا في حديث أَبي هريرة.

  [محر]: المَحَارَةُ: دابَّة بالصَّدَفَيْن. وباطنُ الأُذُن.

  والصَّدَفة، وهذه عن الأَصْمَعيّ، قال الأَزهريّ: ذكر الأَصمعيُّ وغيرُه هذا الحرفَ في ح ور، فدلَّ ذلك على أَنَّه مَفْعَلَة من حَارَ يَحُور، وأَنَّ الميمَ ليست بأَصْليَّة، قال: وخالَفَهم اللَّيْث، فوَضَع المَحَارة في باب «محر»، قال: ولا نَعْرف «محر» في شيءٍ من كلام العَرب.

  قُلْتُ: وأَمْحَرة، بالفتْح: مدينة بالحَبش.

  [مخر]: مَخَرَتِ السَّفينةُ، كمَنَع، ونصَرَ، تَمْخَرُ وتَمْخُرُ مَخْراً ومُخُوراً، كمَنْعٍ وقُعُودٍ: جَرَتْ تَشُقُّ المَاءَ مع صَوْتٍ، أَو اسْتَقْبَلَت الرِّيحَ في جَرْيِهَا، وفي بعض النُّسخ: جِرْيتِهَا، فهي ماخِرَةٌ، ومَخَرَ السابحُ: شَقَّ الماءَ بِيَدَيْهِ إِذا سَبحَ.

  ومَخَرَ المِحْوَرُ⁣(⁣٣) القبَّ، إِذا أَكَلَهُ فاتَّسَعَ فيه، نقله الصاغانيّ. وفي التَّنْزِيل: {وَتَرَى} الْفُلْكَ {فِيهِ مَواخِرَ}⁣(⁣٤) يعني جَوَارِيَ، وقيل: المَوَاخِرُ هي الَّتِي يُسْمَع صَوْتُ جَرْيِهَا بالرِّيَاحِ: قالَهُ الفَرّاءُ. جمْع ماخِرَة، من المَخْر، وهو الصَّوْتُ، أَو التي تَشُقُّ المَاءَ بجَآجِئِها، أَي بمُقَدَّمِهَا وأَعْلَى صَدْرِهَا. والمَخْر، في الأَصْل: الشَّقُّ، يُقَال: مَخَرَت السفينةُ المَاءَ، إِذا شَقَّتْهُ بصَدْرِهَا وجَرَت، قاله أَبو الهَيْثَم: وقال أَحمدُ بن يَحْيَى: الماخِرة: السَّفينة التي تَمْخَرُ المَاءَ أَي تَدْفَعُه بصَدْرِهَا، أَو المَوَاخِرُ هي المُقْبِلَة والمُدْبِرَةُ برِيحٍ واحِدَةٍ تراها كذلك.

  وامْتَخَرَهُ، أَي الشَيْءَ: اخْتَارَهُ، ويُقَال: امْتَخَرَ القَوْمَ، إِذا انتَقَى خِيَارَهُم ونُخْبَتَهم، قال الراجز:

  مِن نُخْبَةِ الناسِ⁣(⁣٥) الَّتِي كان امْتَخَرْ

  ومن ذلك، امْتَخَرَ العَظْمَ، إِذا اسْتَخْرَجَ مُخَّهُ، قال العَجَّاج:

  من مُخَّةِ الناسِ الَّتِي كان امْتَخَرَ

  وامْتَخرَ الفَرَسُ الرِّيحَ: قابَلَهَا بأَنْفِه لِيَكُونَ أَرْوَحَ لنَفْسِهِ، كاسْتَمْخَرَها، وتَمَخَّرَهَا، قال الراجزُ يصف الذِّئْبَ:

  يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذا لمْ يَسْمَعِ⁣(⁣٦) ... بمِثْلِ مِقْرَاعِ الصَّفَا المُوَقَّعِ

  وأَكْثرُ ما يُسْتعْمل التَّمَخُّر في الإِبلِ. ففي النوادر: تَمَخَّرَت الإِبلُ الرِّيحَ، إِذا استَقْبَلتْهَا واستْنشتْهَا⁣(⁣٧). قلتُ: وقد استُعير ذلك للنّاس، ففي حَديث الحَارث بن عبد الله بن السائِب قال لنافِع بن جُبَيْر: من أَيْن؟ قال: «خَرَجْتُ أَتَمخَّرُ الرِّيحَ»، كأَنَّهُ أَرادَ: أَستنْشقُهَا.

  ومَخَرَ الأَرضَ، كمَنَع، مَخْراً: أَرْسَلَ في الصَّيْف فيهَا المَاءَ لِتَجُودَ. وفي الأَساس: لِتَطِيب،⁣(⁣٨) فمَخَرَت هي أَي الأَرضُ، كَمَنع أَيضاً كما يَدُلُّ عليه صريحُ ضبطِ المُصَنِّف، وضبطَه ابنُ القطَّاع بالمبنيّ للمجهول، وزاد: فهي مَمْخُورَة: جَادَتْ وطابَتْ من ذلك المَاءِ.

  ومَخَرَ البَيْتَ يَمْخَره مَخْراً: أَخذَ خِيارَ مَتاعِه فذهَب به.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ومنه الحديث: فيلتفت إلخ عبارته في م د ر: وفي حديث ابراهيم النبي أنه يأتيه أبوه يوم القيامة فيسأله أن يشفع له فيلتفت إليه إلخ».

(٢) قيدها في معجم البلدان بضم أوله وكسر ثانيه.

(٣) المحور: كمنبر، الحديدة التي تجمع بين الخطاف والبكرة. والقبّ الثقب يجري فيه المحور.

(٤) سورة فاطر الآية ١٢.

(٥) في التهذيب: «القوم» وفيه «الذي» بدل «التي».

(٦) عن الصحاح وبالأصل «لم أسمع».

(٧) عن التهذيب وبالأصل «واستنشقها».

(٨) ومثلها في التهذيب.