تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الموحدة

صفحة 350 - الجزء 1

  رَوْضِهِ: سُمِّيَتْ جَبُوباً لأَنّها تُجَبُّ أَي تُحْفَرُ، أَو تَجُبُّ مَنْ يُدْفَنُ فيها، أَي تَقْطَعُهُ، ثم قال شيخُنَا، ومنه قيل: جَبَّانٌ وجَبَّانَةٌ للأَرْضِ التي يُدْفَنُ بِهَا المَوْتَى، وهي فَعْلَانٌ من الجَبِّ والجَبُوب قاله الخَلِيلُ، وغَيْرُه جَعَلَهُ فَعَّالاً من الجُبْنِ، أَوْ وَجْهُهَا ومَتْنُهَا من سَهْلٍ أَو حَزْن أَو جَبَلٍ، قاله ابن شُمَيل، وبه صَدَّرَ في لسان العرب أَو غَلِيظُهَا، نقله القُتَيْبِيُّ عن الأَصمعيِّ، ففي حديث عَليٍّ: «رَأَيْتُ النبيَّ⁣(⁣١) ÷ يُصَلِّي ويَسْجُدُ⁣(⁣٢) عَلَى الجَبُوبِ» قال ابن الأَعرابيّ: الجَبُوب الأَرْضُ الصُّلْبَةُ أَو الغَلِيظَةُ من الصَّخْرِ، لا من الطِّينِ أَو الجَبُوبُ التُّرَابُ⁣(⁣٣)، قاله اللِّحْيَانيّ، وعَدَّهَا العسْكَرِيُّ من جُمْلَةِ أَسْمَاءِ التُّرَابِ، وأَمَّا قولُ امرئ القيس:

  فَيَبِتْنَ يَنْهَسْنَ الجَبُوبَ بِهَا ... وأَبِيتُ مُرْتَفِقاً عَلَى رَحْلِي

  فيحتمل هذا كلّه.

  والجَبوبُ: حِصْنٌ باليَمَن والمَشْهُور الآنَ عَلى أَلسِنة أَهلها ضَمُّ الأَوّل كما سمعتُهم، و: ع بالمَدِينَةِ المنورة، على ساكنها أَفضلُ الصلاة والسلام و: ع ببَدْرٍ، وكأَنَّهُ أُخِذَ من الحَدِيث: «أَنَّ رَجُلاً مَرَّ بجَبُوبِ بَدْرٍ فإِذا رَجُلٌ أَبْيَضُ رَضْرَاضٌ».

  والجَبُوبَةُ بهاءٍ: المَدَرَةُ، مُحَرَّكَةً، ويقال لِلْمَدَرَةِ⁣(⁣٤) الغَلِيظَةِ تُقْلَعُ من وَجْهِ الأَرْضِ: جَبُوبٌ: وعن ابن الأَعْرَابِيّ: الجَبُوبُ: المَدَرُ المُفَتَّتُ، وفي الحديث: «أَنَّه تَنَاوَلَ جَبُوبَةً فَتَفَلَ فِيهَا»، وفي حديث عُمَرَ: «سَأَلَهُ رَجُلٌ فقالَ: «عَنَّتْ لِي عِكْرِشَةٌ فشنَقْتُها⁣(⁣٥) بجبُوبَةٍ» أَي رَمَيْتُهَا حتى كَفَّتْ عن العَدْوِ، وفي حديث أَبِي أَمَامَةَ قال: لَمَّا وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ الله ÷ في القَبْرِ طَفِقَ يَطْرَحُ إِليهمُ الجَبُوبَ وَيَقُولُ: سُدُّوا الفُرَجَ»، وقال أَبُو خِرَاشٍ يَصِفُ عُقَاباً أَصَابَ صَيْداً.

  رَأَتْ قَنصَاً عَلَى فَوْتٍ فَضَمَّتْ ... إِلى حَيْزُومِهَا رِيشاً رَطِيبَا

  فَلَاقَتْهُ بِبَلْقَعَة بَرَاحٍ ... تُصَادمُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ الجَبُوبَا

  والأَجَبُّ: الفَرْجُ مِثْلُ الأَجَمِّ، نقله الصَّاغانيُّ.

  وجُبَابَةُ السَّعْدِيُّ، كثُمَامَة: شَاعِرٌ لِصٌّ مِنْ لُصُوصِ العَرَبِ، نقله الصاغانيُّ والحافظُ.

  وجُبَيْبٌ كزُبَيْر: صَحَابِيّ فَرْدُ، هو جُبَيْبُ بنُ الحَارِثِ، قالت عائشة إِنه قال: يا رسول الله، إِني مِقْرَافٌ للذُّنوب.

  وجُبَيْبٌ أَيضاً: وادٍ بِأَجَأَ من بلاد طيِّئٍ.

  وجُبَيْبٌ: وادٍ بكَحَلَةَ⁣(⁣٦) مُحَرَّكَةً: ماءٍ لِجُشَمَ.

  وجُبَّي بالضَّمِّ والتشديد والقَصْر كُورَةٌ بخُوزِسْتَانَ، منها الإِمَامُ أَبو عَلِيّ المُتَكَلِّمُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ صَاحِبُ مَقَالاتِ المُعْتَزِلَةِ وابْنُه الإِمَامُ أَبُو هَاشِم⁣(⁣٧) تُوُفِّيَ سنةَ إِحدى وعِشْرِينَ [وثلاثمائة]⁣(⁣٨) ببغدادَ وهما شيخَا الاعتزالِ بعد الثلاثمائة وجُبَّى: ة بالنَّهْرَوَانِ، منها أَبُو محمدِ بنِ عليِّ بنِ حَمَّادٍ المُقْرِئُ الضَّريرُ، وهو بِعينِه دَعْوَانُ بنُ عليِّ بنِ حمّادٍ فهو مُكَرَّرٌ مع ما قبلَهُ، فليُتأَمَّل وجُبَّى: ة قُرْبَ هِيتَ، منها محمدُ بن أَبِي العِزِّ ويقال في هذه القرية أَيضاً الجُبَّةُ والنسبة إِليها الجُبِّيُّ، كما حققه الحافظُ ونسبَ إِليها أَبَا فِرَاسٍ عُبَيْدَ الله بن شِبْلِ بنِ جَمِيلِ بن مَحْفُوظٍ الهِيتِيَّ الجُبِّيَّ، له تصانيف ومات سنة ٦٥٨ وابنُه أَبو الفَضْلِ عبدُ الرحمن كان شيخ رِبَاط العميد، مات سنة ٦٧١ وجُبَّي: ة قربَ بَعْقُوبَا بفتح الموحدة مقصورةً قَصَبَةٍ بطريق خُرَاسَانَ بينها وبين بغدادَ عشرَةُ فراسِخَ، ويقال فيها: بَا بَعْقُوبا، كذا في المراصد واللُّبّ، ولم يذكرهُ المؤلّفُ في مَحَلّه. قلت: وهذه القَريةُ تُعرَف بالجُبَّةِ أَيضاً، وقال الحافظُ: هي بخراسان، واقتصر عليه ولم يذكرُ جُبَّى كما ذَكَره المصنف، وإِليها نُسبَ المباركُ بن محمدٍ السُّلَمِيّ الذي تقدّم ذِكرُه وكذا أَبو الحُسَيْن الجُبِّيُّ شيخُ الأَهْوَازِيّ الآتي ذِكْرُه.

  وَبَقِيَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ مُوسى بنِ الضَّبِّيِّ


(١) اللسان والنهاية: المصطفى.

(٢) كذا بالأصل والنهاية، وفي اللسان: أو يسجد.

(٣) في القاموس: والتراب.

(٤) بالأصل «للمدر الغليظة» وما أثبتناه عن اللسان.

(٥) عن النهاية، وبالأصل «فشققتها» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله عكرشة هي أنثى الأرانب وقوله فشققتها كذا بخطه وبالنسخ والذي في ابن الأثير في مادة ش ن ق فشنقتها بجبوبة أي رميتها حتى كفت عن العدو. اه وهو الصواب».

(٦) في أصل القاموس: بكَحْلَة.

(٧) واسمه عبد السلام.

(٨) عن تاريخ بغداد.