تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الموحدة

صفحة 351 - الجزء 1

  المِصْرِيّ الملقّبُ سِيبويهِ، يقالُ له: الجُبِّيّ، ويأْتي ذِكرُه في س ي ب، وهو من هذه القريةِ على ما يقتضي سياقُ الحافظ، ويقال: إِلى بَيْعِ الجِبَابِ فتأَمَّل، والنِّسْبَةُ إِلى كلّ ما ذُكِرَ جُبَّائِيُّ.

  وجَبَّى كحَتَّى: ة في⁣(⁣١) اليَمَنِ منها الفقيهُ أَبو بكرِ بنُ يَحيى بنِ إِسحاقَ، وإِبراهيمُ بنُ عبد اللهِ بنِ محمدِ بن قاسمِ بن محمدِ بن أَحمدَ بن حسّانَ، وإِبراهيمُ بن القاسمِ بنِ محمدِ بن أَحمدَ بنِ حَسَّانَ، ومحمدُ بن القاسم المُعَلِّمُ، الجَبَّائِيُّونَ، فُقَهَاءُ مُحَدِّثُونَ، تَرْجَمَهُم الخَزْرَجِيُّ والجنديّ، ولكن ضبطَ الأَميرُ القَريةَ المذكورة بالتَّخْفِيفِ والقَصْرِ وصَوَّبَه الحافظُ، قلت: وهو المشهورُ الآنَ، ومنها أَيضاً شُعَيبُ بنُ الأَسْوَدِ الجَبَّائِيُّ المُحَدِّثُ من أَقْرَانِ طَاوُوسَ، وعنه محمدُ بنُ إِسحاقَ، وسَلَمَة بنُ وَهْرَامَ وقال الذَّهَبِيُّ: أَبُو الحُسَيْن أَحْمَدُ بنُ عبدِ اللهِ المُقرِئ الجُبِّيُّ، بالضَّمِّ ويُقَالُ فيه الجِبَائِيُّ، وإِنما قيل ذلك لِبَيْعِه الجِبَابَ، مُحَدِّث شيخَ للأَهْوَازِيِّ ومُحَمَّدٌ وعُثْمَان ابْنَا محمودِ بنِ أَبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأَصْبهَانِيَّانِ رَوَيَا عن أَبِي الوَقْتِ وغيرِه ومحمدُ بنُ جَبُّويَةَ الهَمَذانِيّ⁣(⁣٢) عن محمودِ بنِ غَيْلَانَ.

  وفَاتَه: محمدُ بنُ أَبي بكرِ بنِ جَبُّويَةَ الأَصبَهانيُّ عَمُّ الأَخَوَيْنِ، سَمعَ يَحْيَى بنَ مَنْدَة، ومات سنة ٥٦٥.

  وأَبُو البَرَكَاتِ عبدُ القَوِيِّ بنُ الجَبَّاب كَكَتَّان⁣(⁣٣) المِصْرِيُّ لِجُلُوسِ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ في سُوقِ الجِبَاب، والحَافِظُ أَحْمَدُ بنُ خَالِدِ بنِ يَزِيدَ الجَبَّابُ كُنْيَتُه أَبُو عُمَرَ، أَنْدَلُسِيٌّ، قالَ الذهبيُّ: هو حافِظُ الأَنْدَلُسِ، تُوُفِّيَ بِقُرْطُبَةَ سنة ٣٢٢. قال الحَافظُ: سَمِع بَقِيَّ بن مَخْلَدٍ وطَبقَته، قال وَأَوَّلُهُم عَبْدُ الرحمنِ بنُ الحُسَيْنِ بنِ عبدِ الله بنِ أَحْمَدَ التَّمِيميُّ السَّعْدِيُّ أَبُو القَاسِمِ، حَدَّثَ عن محمدِ بنِ أَبي بكر الرَّضِيّ الصِّقِلِّيّ، وابنُه إِبراهيمُ حَدَّث عن السِّلَفِيّ، وعبدُ العزيزِ بنُ الحسينِ حَدَّثَ أَيضاً، وابْنُهُ عَبْدُ القَوِيِّ، وهو المذكور في قول المصنِّف، كان المُنْذِرِيُّ يَتكلَّم في سَمَاعِهِ للسِّيرةِ عن ابنِ رِفَاعةَ، وكانَ ابنُ الأَنْمَاطِيِّ يُصَحِّحُه، وابنُ أَخِيهِ أَبُو الفَضْل أَحْمَدُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ العزيزِ سَمِع السِّلَفِيَّ، وأَبُو إِبْرَاهِيمَ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحسنِ بنِ الجَبَّابِ سَمِعَ السِّلَفِيَّ أَيْضاً، أَخَذَ عنْهُمَا الدِّمْيَاطِيُّ، وأَجَازَا للدَّبُّوسِيِّ.

  قلت: وأَبو القَاسِمِ عبدُ الرحمنِ بنُ الجَبَّاب من شُيُوخِ ابن الجوَّانيّ النَّسَّابَةِ مُحَدِّثُونَ.

  والجُبَابَاتُ بالضَّمِّ: ع قُرْبَ ذِي قَارٍ نقله الصاغانيُّ.

  والجَبْجَبَةُ⁣(⁣٤) قال أَبو عبيدةَ، هو أَتَانُ الضَّحْلِ وهي صَخْرَةُ المَاءِ وسيأْتي في «ض ح ل» وفي «أَ ت ن» والجُبْجُبَةُ بضَمَّتَيْنِ: وِعَاءٌ يُتَّخذ من أَدَمٍ يُسْقَى فيه الإِبلُ، ويُنقَع فيه الهَبِيدُ، والجُبْجُبَة: الزَّبِيلُ من جُلُود يُنْقَلُ فيهِ التُّرَابُ، والجَمْعُ الجَبَاجِبُ، وفي حديث عُرْوَةَ: «إِنْ مَاتَ شيءٌ منَ الإِبل فخُذْ جِلْدَهُ فاجْعَلْهُ جَبَاجِبَ» [يُنْقَلُ فيها]⁣(⁣٥) أَيْ زُبُلاً، وفي حديث عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ: «أَنَّهُ أَودَع مُطْعِمَ بنَ عَدِيٍّ، لمَّا أَرَادَ أَنْ يُهَاجِر، جُبْجُبَةً فيها نَوًى من ذَهَب» هي زِنْبِيلٌ⁣(⁣٦) لَطِيفٌ من جُلُودٍ، ورَوَاهُ القُتَيْبِيُّ بالفَتْحِ، والنَّوَى: قِطَعٌ من ذَهَبٍ، وزْنُ القِطْعَةِ: خَمْسَةُ دَرَاهِمَ والجبْجبَةُ بفَتْحَتَيْنِ وبِضَمَّتَيْنِ والجُبَاجِبُ أَيضاً كما في لسان العرب: الكَرِشُ كَكَتِفٍ يُجْعَلُ فيه⁣(⁣٧) اللَّحْمُ يُتَزَوَّدُ به في الأَسْفَارِ، وقد يُجْعَل فيه⁣(⁣٧) اللَّحْمُ المُقَطَّع ويُسَمَّى الخَلْعَ، أَو هي الإِهَالَةُ تُذَابُ وتُحْقَن أَي تُجْعَلُ في كَرِشٍ، أَو هي عَلى ما قالَ ابنُ الأَعرابيّ: جِلْدُ جَنْبِ البَعِيرِ يُقَوَّرُ ويُتَّخَذُ فيه اللَّحْمُ الذي يُدْعَى الوَشِيقَةَ، وتَجَبْجَبَ، واتَّخَذُ جَبْجَبَةً إِذَا اتَّشَقَ، والوَشِيقَةُ: لَحْمٌ يُغْلَى إِغْلاءَةً ثم يقَدَّدُ، فهُوَ أَبْقَى مَا يَكُون، قال حُمَامُ⁣(⁣٨) بنُ زَيْدِ مَنَاةَ اليَرْبُوعِيُّ:

  إِذَا عَرَضَتْ مِنْهَا كَهَاةٌ سَمِينَةٌ ... فَلَا تُهْدِ مِنْهَا واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ

  وقال أَبو زيد: التَّجَبْجُبُ أَنْ تَجْعَلَ خَلْعاً في الجُبْجُبَةِ، وأَمَّا ما حكاهُ ابنُ الأَعرابيّ مِنْ قَوْلِهِمْ: إِنَّكَ مَا عَلِمْتُ جَبَانٌ


(١) في القاموس: باليمن.

(٢) عن أصل القاموس، وبالأصل: الهمداني.

(٣) عن أصل القاموس، وبالأصل «ككتاب».

(٤) في الصحاح واللسان: الجُبْجُبَةُ، وفي الأساس فكالأصل.

(٥) زيادة عن اللسان.

(٦) اللسان: زبيل.

(٧) كذا بالأصل «فيه» والصواب «فيها» فالكرش مؤنثة، وقد ورد في الصحاح: «الجبجبة: الكرش يجعل فيها ..» وفي اللسان (كرش): «الكرش ... تؤنثها العرب ... وهي مؤنثة».

(٨) عن اللسان، وبالأصل «حمام».