[نخر]:
  العَرْقَة، وقال ابن شُمَيْل: النّحِيزَة: طَرِيقَةٌ سَوداءُ كأَنّهَا خطٌّ مُسْتَويَةٌ مع الأَرْض خَشِنَة لا يكون عَرْضُها ذِرَاعَيْن وإِنّمَا هي علامةُ في الأَرْضِ من حِجَارَة أَو طين أَسْود. وقال الأَصمعيّ: النّحِيزَةُ: الطرِيقُ بعَيْنِه شُبِّه بخُطُوط الثَّوْب، وقال أَبو زيْد: النّحِيزة من الشَّعر يكون عَرْضُها شِبْراً تُعَلّق على الهَوْدَج يُزَيّنونه بها، وربما رَقَمُوها بالعِهْن. وقال أَبو عَمْرو: النَّحِيزةُ: النَّسيجَةُ شِبْه الحِزَام يكون على الفَسَاطِيطِ [التي] تكون على البُيُوتِ تُنْسَجُ وَحْدَها وكأَنّ النّحائزَ من الطُّرُق مشَبّهَة بها. وقال أَبو خَيْرَة: النَّحيزَة: الجَبَلُ المُنْقَادُ في الأَرْض، والأَصلُ في جَميع ما ذُكر وَاحِدٌ، وهو الطرِيقَة المُسْتدقّة.
  والنَّحِيزَةُ: «وَادٍ في ديَارِ غَطفانَ، عن أَبي مُوسَى».
  [نخر]: نَخَرَ الإِنْسَانُ والحِمَارُ والفَرَسُ يَنْخِرُ، بالكَسْر، ويَنْخُر، بالضّمّ، نَخِيراً، كأَمِير: مَدَّ الصَّوْتَ النَّفَسَ في خَيَاشيمِهِ، فهو ناخِرَ، ومنه حديثُ ابنِ عبَاس: «لَمّا خَلَقَ الله إِبْلِيسَ نخَرَ» أَي صَوَّت من خَيَاشِيمِه كأَنه نَغْمَةٌ جاءَت مُضْطَربةً.
  والمِنْخِرُ، بفتح المِيم والخَاءِ، وبكَسْرِهِمَا، كَسْر المِيمِ إِتباعٌ لكَسْرَة الخَاءِ كما قالُوا مِنْتِن، وهما نادِرانِ، لأَنّ مِفْعِلاً ليس من الأَبْنِيَة. وفي التهْذِيب(١): ويقولُون مِنْخِراً، وكان القِيَاس مَنْخَراً ولكن أَرادوا مِنْخِيراً، ولذلك قالُوا مِنْتِن والأَصْل مِنْتِين. وبضَمّهِمَا(٢)، وكمَجْلِسِ ومُلْمُول: الأَنْفُ.
  قال غَيْلانُ بنُ حُرَيْث:
  يَسْتَوْعِبُ البَوْعَيْنِ مِن جَرِيره ... مِنْ لَدُ لَحْيَيْه إِلى مُنْخُورِه
  هكذا أَنشدَه الجوهَرِيّ، قال ابنُ بَرِّيّ: وصَوابُ إِنشادِه كما أَنشدَه سِيبَوَيْه: إِلى مُنْحُوره، بالحاءِ، والمُنْحُور هو النَّحْرُ، وَصَفَ الشّاعِرُ فَرَساً بِطُولِ العُنُقِ فجَعَلَه يَسْتَوْعِب من حَبْلِه مِقْدَارَ بَاعَيْنِ من لَحْيَيْه إِلى نَحْرِه، هكذا في اللسان هنا، وأَورد الصاغانيّ هذا البحْث في ن ح ر.
  وفي الحَدِيث: «أَنه أَخَذَ بنُخْرَةِ الصَّبِيّ» نُخْرَةُ الأَنْفِ بالضمّ: مُقدِّمَتُه، وهي رَأْسه أَو خَرْقُهُ، أَو ما بَيْنَ المَنْخَرَيْنِ، أَو أَرْنَبَتُه، يكون للإِنْسَان والشاءِ والناقَة والفَرَسِ والحِمَارِ. ويقال: النُّخْرَة: الأَنْفُ نَفْسُه. ومنه قولُهُم: هَشَمَ نُخْرَتَه.
  ومن المَجَاز: النُّخْرَةُ من الرِّيح: شِدَّةُ هُبُوبِهَا، وعَصفُهَا.
  ونَخَرَ الحالِبُ الناقة، كمَنعَ: أَدْخَل يَدَهُ في مَنْخَرِهَا ودَلَكَهُ، أَو ضَربَ أَنْفَهَا لتَدِرَّ. وناقةٌ نَخُورٌ كصَبُور: لا تَدِرُّ إِلَّا عَلَى ذلِك. وقال الليْث: النَّخُورُ: النّاقَةُ التي يَهْلِك وَلدُهَا فلا تَدِرّ حتى تُنَخَّر تَنْخِيراً. والتَّنْخِير: أَنْ يَدْلُكَ حَالبُهَا مُنْخُرَيْهَا بإِبهامَيْه وهي مُنَاخة فَتثورَ دَارَّةً. وفي الصحاح: النَّخُور من النُّوق: التي لا تَدِرّ حتّى تَضْرب(٣) أَنْفَها، ويُقَال: حتّى تُدخِلَ إِصْبَعَك في أَنفِهَا.
  والنَّخِرُ، ككَتِفٍ، والناخِرُ: البَالِي المُتَفَتِّتُ، يقال: عَظْمٌ نَخِرٌ وناخِرٌ، وقد نَخِرَ، كفَرِحَ، وكذلك الخَشَبة، وقد نَخِرَت، إِذا بَلِيَتْ واسْتَرْخت(٤)، تَتَفَتَّت إِذا مُسَّتْ، أَو النَّخِرَةُ من العِظَامِ: البَالِيَةُ، والناخِرَةُ: التي فيها بَقِيّة. وقيل: هي المُجَوَّفَةُ الّتي فيها ثُقْبَةٌ يَجِيءُ منها عِنْد هُبُوب الرِّيحِ صَوتٌ كالنَّخِير. وقوله تعالى: {أَإِذا كُنّا عِظاماً نَخِرَةً}(٥) وقُرئَ: ناخِرَة. قال الفَرّاءُ: وناخِرَةٌ أَجوَدُ الوَجْهَيْن، لأَنَّ الآياتِ بالأَلِف، أَلَا تَرَى أَنَّ ناخِرَة مع الحافِرَة والسّاهِرَة أَشْبَهُ بمَجِيءِ التَّأْويل. قال: والنَّاخِرةُ والنَّخِرَة سَواءٌ في المَعْنَى بمنزِلَةِ الطّامِعِ والطَّمِع.
  ونُخَيْرٌ ونَخَّارٌ، كزُبَيْرٍ وشَدَّادٍ، اسْمَانِ.
  والنِّخْوَارُ، بالكَسْر: الشَّرِيفُ وقيل: المُتَكَبِّرُ. قال رُؤبَةَ:
  وبالدَّواهِي نُسْكِتُ النَّخَاوِرَا ... فاجْلُبْ إِلَيْنا مُفْحَماً أَو شاعرَا
(١) عبارة التهذيب: «ويقولون: مَنخِر ومِنخِر. فمن قال: مَنخِر فهو اسم جاء على مَفْعِل، وهو قياس. ومن قال: مِنخِر قال: كان في الأصل منخير على مفعيل، فحذفوا المدة كما قالوا: منتن، وكان في الأصل منتين.» أما اللسان فكالأصل.
(٢) في القاموس: وضمهما.
(٣) الصحاح: يُضرب.
(٤) في اللسان: بليت وانفتّت أو استرخت.
(٥) سورة النازعات الآية ١١.