تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الراء

صفحة 516 - الجزء 7

  وهي؛ مَا شَذَّ وخَرَجَ من الجُمْهُورِ لظُهُورِه. وفي الأَسَاس: هذا كلام نادِرٌ، أَي غَرِيبٌ خارجٌ عن المُعْتَاد.

  ومن المَجَاز: لَقيتُه نَدْرَةً، وفي النَّدْرَةِ، مَفْتُوحَتَيْن وفي النّدَرَة، محرّكةً، ونَدَرَى، وفي نَدَرَى، بلا لام فِيهِمَا، والنَّدَرَى وفي النَّدَرَى، بالّلام فِيهِمَا، مُحَرَّكات، أَي فيما بَيْنَ الأَيّام، ويقال: إِنّمَا يكون ذلك في النّدْرة بَعْدَ النّدْرةِ، إِذا كان في الأَحَايِين مَرَّةً.

  ومن المَجَاز: أَنْدَرَ عنه مِنْ مالِهِ كَذا، إِذا أَخْرَجَه، وأَنْدرَ الشَّيْءَ: أَسْقَطَهُ، يقال: ضَرَبَ يَدَهُ بالسَّيْف فأَنْدَرَهَا.

  ويقال: نَقَدَ مائةً نَدَرَى، مُحَرَّكَةً، إِذا أَنْدَرَهَا، أَي أَخْرَجَهَا لَهُ من مالِه.

  والنَّدْرَةُ، بالفَتْح: القطْعَةُ من الذَّهَبِ والفِضَّة⁣(⁣١) تُوجَدُ في المَعْدن. والنَّدْرَة: الخَضْفَةُ بالعَجَلَة، أَي الضَّرْطة، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، ذَكَرَ الفعْلَ أَوّلاً ثمّ ذَكرَ المَصْدَر ثانياً، وهو مَعِيب عند حُذَّاق المُصَنِّفين، فإِنَّه لو قال هُنَاك: وهي النَّدْرَة، لأَغناه عن ذكْره ثانياً.

  ومن المَجَاز: فُلانٌ نادِرَةُ الزَّمانِ، أَي وَحِيدُ العَصْرِ، كما يقَال نَسِيجُ وَحْدِه.

  ونَوَادِرُ: ع نقله الصاغانيّ.

  ونادِرٌ اسمٌ. وعُتْبةُ بنُ النُّدَّر كرُكَّع، السُّلَميّ صَحابيٌّ ويقال: هو عُتْبةُ بنُ عبدْ السُّلميّ. وليس بشيءٍ. روَى عنْه عليُّ بن رباح وخالدُ بنُ مَعْدانَ، وتَصحَّفَ على بعْضهم، يعني الإِمامَ الطَّبَريّ، كما صرَّحَ به الحافظَ وغَيْرُه فَضَبطَه بالباءِ المُوحَّدة والذّال المُعْجمة، والصواب الأَوّل.

  وقولُهم: مِلْحٌ أَنْدَرَانيٌّ، غَلَطٌ مشْهُور، صوابُه ذَرْآنيٌّ، بالذّال المُعْجمة والهمزة، أَي شَديدُ البَياضِ وقَد تَقَدَّم ذِكرُهُ في مَوْضعه. وجِرَابٌ أَنْدَرَانيٌّ: ضَخْمٌ، نقله الصاغانيّ.

  ونَيْدَرُ، كَحيْدَر: من أَسْماءِ المَدينَة، على صاحبِها أَفضلُ الصَّلَاةِ والسّلام، أَو هو بدالَيْن. وقيل: يَنْدَر، بتَقْديم التَّحْتيَّة على النون.

  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:

  النادِرُ: الحِمارُ الوحْشيّ يَنْدُر من الجَبل، أَي يَخرُج. وندَرَ العَظْمُ: انفكَّ وزالَ عن مَحلّه⁣(⁣٢)، ومنه الحديث: «أَنَّ رجُلاً عضَّ يَدَ آخرَ فنَدَرَ ثَنِيَّتَه» ونَدَرَ من بَيْته: خَرجَ، قال الزَّمخْشَريّ: وسَمعْتُ مَن يقول لزَوْجته⁣(⁣٣): أَنُدُرِي.

  وأصاب المَطَرُ الحَشيشَ فنَدَر الرُّطْبُ من أَعْرَاضه: خَرَج.

  وشَبِعَت الإِبلُ من نَادِرِه ونَوَادِره.

  والمالُ يَسْتَنْدِرُ الرُّطْبَ، أَي يَتَتَبَّعُهُ. ويُقال: اسْتَنْدَرَت⁣(⁣٤) النّبَاتَ: أَرَاغَتْه للأَكْل ومارَسَتْه. ومن المَجاز: اسْتَنْدَرُوا أَثَرَه: اقْتَفَوْه.

  ولا يقَع ذلك إِلَّا في النُّدْرة. ولَقِيتُه في النُّدْرَة⁣(⁣٥)، كالنَّدْرَة. وفلانٌ يتَنَادَرُ علينا، أَي يَأْتِينَا أَحياناً.

  وأَنْدَرَ البِكَارَةَ في الدِّيَة. أَسقَطَها وأَلْغَاها⁣(⁣٦)، قال أَبو كَبيرٍ الهُذَلِيّ:

  وإِذَا الكُمَاةُ تَنَادَرُوا طَعْنَ الكُلَى ... نَدْرَ البِكَارة في الجَزَاءِ المُضْعَفِ

  يقول: أُهْدِرَت دِمَاؤُكم كما تُنْدَرُ البِكَارةُ في الدِّيَة، وهي جمْع بَكْرٍ من الإِبل. قال ابن بَرِّيّ: يُريد أَن الكُلَى المَطعونة تُنْدَر، أَي تُسْقَط فلا يُحتَسَب بها، كما يُنْدَر البَكْر في الدِّيَة فلا يُحْتَسَب به. والجَزَاءُ هو الدِّيَة، والمُضْعَفُ: المُضَاعَفُ مَرَّةٍ بعدَ مرَّةٍ.

  ويُقَال: أَصْلح نَوَادِرَ الْمِغْلَقِ، أَي أَسنانَه. وأَنْدرْتُ يدَ فلانٍ عن مالي: أَزَلْت تَصرُّفَه فيه. وضَرَبه على رأْسه فنَدَرَتْ عَينُه وأَنْدَرَها. كُلّ ذلك مَجاز.

  ونَدْرَةُ، بالفَتْح: مَوضعٌ من نَواحِي اليَمامة، قاله الصاغَانِيّ: قلْت: عند مَنْفُوحةَ. وقد رُوِيَ إِعْجامُ دالِها أَيضاً.

  ونَدَرَ في عِلْمٍ أَو فَضْلٍ: تقَدَّم. قالَه ابنُ القَطّاع.

  وقال أَيضاً: أَنْدَرَ: أَتَى بنادِرٍ من قوْلٍ أَو فِعْل.


(١) في التكملة: أو الفضة.

(٢) الأساس: عن مكانه.

(٣) في الأساس: لامرأة.

(٤) في اللسان: واستندرت الإبل.

(٥) بالأصل «النديرة» وما أثبت عن الأساس، وعبارتها: وإني لألقاه في النُّدرة وعلى النُّدرة والنَّدَرَى.

(٦) في الأساس: وألقاها.