تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الجيم مع الموحدة

صفحة 352 - الجزء 1

  جُبْجُبَةٌ، فَإِنَّمَا شَبَّهَهُ بالجُبْجُبَة التي يوضعُ فيها هذا الخَلْعُ، شبَّهه بها في انْتِفَاخِه وقِلَّة غَنَائِه.

  وجُبْجُبٌ، بالضَّمِّ: مَاءٌ معروفٌ، نقله الصاغانيُّ هكذا، وزادَ المصنفُ قُرْبَ المَدِينَةِ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، قال:

  يَا دَارَ سَلْمَى بِجُنُوبِ يَتْرَبِ ... بجُبْجُبٍ أَوْ عَنْ يَمِينِ جُبْجُبِ

  ويَتْرَبُ، على ما تقدّم، بالتَّاءِ الفَوْقِيَّةِ: موضعٌ باليَمَامة، وكأَنَّ المصنفَ ظنّه يَثْرِب بالمثلّثة، فلذا قال قربَ المدينة، وفيه نَظَرٌ.

  ومَاءٌ جَبْجَابٌ بالفَتْحِ، وجُبَاجِبٌ، بالضَّمِّ: كَثِيرٌ قال أَبو عبيدة: وليسَ جُبَاجِبٌ بِثَبْت، كذا قاله ابنُ المُكَرَّم، ونقله الصاغانيُّ عن ابن دريد، وأَهمله الجوهريّ، والجَبْجَبُ بالفَتْحِ، كذا في نسختنا، وضبطه في لسان العرب بالضَّمِّ: المُسْتَوِي منَ الأَرضِ ليْسَ بحَزْنٍ، وَبَقِيعُ الجَبْجَبِ: مَوْضِع بالمَدِينةِ المُشَرَّفَةِ، ثبت في نسختنا، وكذَا في النسخة الطَّبلاويَّةِ، كذا قال شيخنا، ومُقْتَضَى كلامه أَنه سَقَطَ مما عدَاهَا من النسخ، واللفظُ ذكره أَبو دَاوُودَ في سُنَنِه، والرواةُ على أَنه بجِيمَيْنِ أَو هو بالخَاء المعجمة في أَوَّلِهِ، كما ذكره السُّهَيْلِيُّ وقال: إِنه شجرٌ عُرِف به هذا الموضِعُ.

  قلت: فيكونُ نِسْبةُ البَقِيعِ إِليه كنِسبته إِلى الغَرْقَدِ، ويَنبغِي ذِكرُه في فصل الخَاء، قال شيخنا: وقد ذكره صاحب المراصد بالجيم، وأَشار إلى الخلاف.

  والجَبَاجِبُ: الطَّبْلُ⁣(⁣١) في لغة اليَمَنِ، نقله الصاغانيّ، وقال الزُّبير بن بكّار: الجَبَاجِبُ: جِبَالُ مَكَّةَ، حَرَسَها الله تعالى، أَو أَسواقُها، أَو مَنْحَرٌ، وقال البرقيُّ: حَفَرٌ بِمِنًى كان يُلْقَى به الكُرُوشُ أَي كُرُوشُ الأَضَاحي في أَيام الحَجِّ، أَو كان يُجْمَع فيها دَمُ البُدْنِ والهَدَايَا والعَرَبُ تُعَظِّمُهَا وتَفْخَرُ بِهَا، وفي الناموس: الأَوْلَى تَعبيرُ النّهَاية بأَصْحَابِ الجَبَاجِبِ، هي أَسماءُ منازِلَ بمِنىً إِلى آخِرها، وقد كفَانَا في الردِّ عليه بما يَلِيقُ به شيخُنَا الإِمَامُ، فلا يحتاج إِلى إِعادةِ تَجْرِيعِ كَأْسِ المَلَامِ، وأَما الحديث الذي عُنِيَ به مُلَّا عَلِيّ فَفِي غيرِ كتب الحديث في بَيْعَةِ الأَنْصَارِ: نَادَى الشَّيْطَانُ بِأَصْحَاب الجَبَاجِبِ، قال أَبو عُبيدة: هي جَمْعُ جُبْجُبٍ بالضَّمِّ، وهو المستَوِي من الأَرْضِ ليْسَ بحَزْن، وهي هاهنا أَسماءُ منازلَ بمِنًى، سُمِّيَت به لأَن كُرُوشَ الأَضَاحِي تُلْقَى فيها أَيامَ الحجِّ، والذي ذكره شيخُنَا عن ابن إِسحاقَ ناقلاً عن ابن بحر، وذكر في آخرِه أَنه خَلَتْ منه زُبُرُ أَكثرِ اللُّغَوِيّين، فقد أَشرنا إِليه آنِفاً عن الأَزهريّ، ففيه مَقْنَعٌ لكلّ طالبٍ راغب.

  والجَبَاجِب كالبَجَابِج: الضِّخَامُ مِنَ النُّوقِ قاله أَبو عمرو، ورجُلٌ جُبَاجِبٌ ومُجَبْجَبٌ إِذَا كان ضَخْمَ الجَنْبَيْنِ، ونُوقٌ جَبَاجِبُ، قال الراجز:

  جَرَاشِعٌ جَبَاجِبُ الأَجْوَافِ ... جُمُّ⁣(⁣٢) الذُّرَى مُشْرِفَةُ الأَنْوَافِ

  وإِبل مُجَبْجَبَةٌ: ضَخْمَةُ الجُنُوبِ، أَنشد ابن الأَعرابيِّ لصَبِيَّة قالت لأَبِيها:

  يَا أَبَتَا وَيْهاً أَبَهْ ... حَسَّنْتَ إِلَّا الرَّقَبَهْ

  فحَسِّنَنْهَا يَا أَبَهْ ... كَيْمَا تَجِيءَ الخَطَبَهْ

  بِإِبِلٍ مُجَبْجَبَهْ ... لِلْفحْلِ فيها قَبْقَبَهْ

  ويروى مُخَبْخَبَهْ، تريد⁣(⁣٣) مُبَخْبَخة، أَي يقال لها: بَخٍ بَخٍ، إِعْجَاباً بها، فقُلِبَ، كذا في لسان العرب، وهذا التحقيقُ أَحْرَى بقولِ شيخِنا السابقِ ذِكرُه: أَنَّه خَلَت منه زُبُرُ الأَكْثَرِينَ.

  والمُجَابَّةُ مُفَاعَلَةٌ: المُغَالَبَة [المفاخرة] ( *) في الحُسْنِ وغيرِه من حَسَبٍ وجَمَالٍ، وقَدْ جَابَّتْ جِبَاباً ومُجَابَّةً، وقِيلَ هُوَ في الطَّعَامِ: أَنْ يَضَعَهُ الرَّجُلُ فَيَضَعَ غَيْرُه مِثْلهُ، نقله الصّاغانيّ.

  والتَّجَابُّ مِنْ بَابِ التَّفَاعُلِ أَنْ يَتَنَاكَحَ الرَّجُلَانِ أُخْتَيْهِمَا نقله الصاغانيُّ.


(١) في الأساس: الجباجب: الطبول، جمع جُبْجُبَة.

(٢) في اللسان: «حُمّ».

(٣) اللسان: أرادت.

(*) سقطت من المطبوعة المصرية والكويتية وما أثبتناه من القاموس.