تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقر]:

صفحة 551 - الجزء 7

  بالضّمّ، والنون زائدة، وإِليه ذَهَبَ يعقوبُ وابنُ الأَعرابيّ.

  وقلْت: فإِذن مَحلّ ذِكْره في ف ط ر، وقدّ تقدمت الإِشارة إِليه هناك، فراجعْه.

  [نقر]: نَقَرَه، أَي الشَّيءَ بالشّيءِ، نَقْراً: ضَرَبَه به، عن ابن القَطّاع. وفي المُحْكَم: النَّقْرُ: ضَرْبُ الرَّحَا والحَجَرِ وغيرِه بالمِنْقَارِ، نَقَرَه يَنْقُره نَقْراً: ضَرَبَه. ومن المَجاز: نَقَرَه، أَي الرَّجلَ، يَنْقُرُه نَقْراً، إِذا عَابَهُ، واغْتَابَه ووقَع فيه.

  والاسمُ النَّقَرَى، كجَمَزى. قالت امرأَةٌ لِبَعْلِهَا: مُرَّ بِي على بَنِي النَّظَرَى، ولا تَمرَّ بي على بَناتِ النَّقَرَى. وقد مرَّ في «ن ظ ر» وسيأْتِي أَيضاً في آخر المادة. ونَقَرَ البَيْضَةَ عن الفَرْخِ يَنْقُرُهَا نَقْراً: نَقَبَهَا.

  وقولُه تعالَى: {فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ} أَي⁣(⁣١) الصُّورِ الّذي يَنْقُر فيه المَلَك، أَي يَنْفخ فيه للحَشْر، ونَقَرَ فيه، أَي نَفَخَ، وهو مَجازٌ. وقيل في التّفْسِير: إِنّه يعني به النَّفْخَة الأُولَى.

  وقال الفَرّاءُ: يقال: إِنّهَا أَوَّلُ النَّفْخَتَيْن.

  ومن المَجاز: نَقَرَ في الحَجَرِ: كتَبَ، ومنه قَولُهُم: التَّعْلِيمُ في الصِّغَر كالنَّقْشِ على الحَجَرِ. ونَقَرَ الطائرُ الحَبَّ يَنْقُرُهُ نَقْراً: لَقَطَ من هاهُنَا وهاهُنَا، هذه العبارة أَخَذَهَا من كلَام الجوهَرِيّ في النَّقَرَى والانْتِقَار جعله مأْخوذاً من لَقْطِ الطَّيْرِ الحَبَّ من هاهُنَا وهاهُنَا، وأَمّا غيرُه من الأَئِمَّة فإِنَّهُم ذَكروا في معنَى نقْرِ الطائر الالتِقاطَ فقط، ولم يُقَيِّدُوا من هاهُنَا وهاهُنَا، فتأَمَّل، فإِن الجوهَرِيّ إِنّما قَيَّدَه بما ذَكَرَ لمُنَاسَبَةِ المَقَام.

  والمِنْقَارُ، بالكَسْر: حَديدَةٌ كالفَأْسِ مُسَلّكة⁣(⁣٢) مستديرة لها خَلْفٌ يُنْقَرُ بها ويُقْطَع بها الحِجَارَةُ والأَرْضُ الصُّلْبَة: والْمِنْقَارُ من الطائرِ: مِنْسَرُهُ، لأَنّه يَنْقُرُ به، قال شَيْخنَا: وسبق أَن المِنْسَر خاصُّ بالصّائد: وفي الفَصيح: الْمِنْقَارُ لغير الصّائد من الطَّيْرِ، وصائِدُهُ يُقَال له الْمِنْسَر، فهما غَيْرَانِ كما حَرَّرْته في شرْح الفصيح أَثْنَاءَ باب الفَرْق. قلت: وجمْع مِنْقَار الطّائرِ والنَّجَّار المَنَاقِيرُ. والمِنْقَارُ من الخُفِّ: مُقَدَّمُه، على التَّشْبِيه.

  وقال ابن السِّكِّيت في تفسير قولِه تعالَى: {وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً}⁣(⁣٣) النَّقِيرُ: النُّكْتَة في ظَهْر النَّوَاةِ، وقال غَيرُه: كأَنَّ ذلك المَوْضِعَ نُقِرَ مِنْهَا. وقال لبيدٌ يَرثِي أَخاه أَرْبَدَ:

  وليس الناسُ بَعْدَك في نَقِيرٍ ... ولا هُمْ غَيْرُ أَصْدَاءٍ وهَام

  أَي ليسوا بعدَك في شيءٍ، كالنُّقْرَةِ، بالضمّ، عن أَبي الهَيْثَم قال: وهي التي تَنْبُت منها النَّخْلَة. والنِّقْرِ، بالكَسْر، والأُنْقورِ، بالضَّمّ الأَخِير نقلَه الصاغَانيّ، وشاهد النِّقْر بالكَسْر، قال أَبو هُذَيْل⁣(⁣٤): أَنشده أَبو عَمْرِو بن العَلاءِ:

  وإِذا أَرَدْنَا رِحْلَةً جَزِعَتْ ... وإِذا أَقَمْنَا لم تُفِدْ نِقْرَا

  والنَّقِير: ما نُقِرَ ونُقِبَ من الحَجَر والخَشَبِ ونَحْوِه، وفي بعض الأُصولِ: ونحوِهما⁣(⁣٥): وقد نُقِرَ وانْتُقِرَ، كلاهُما مبنيّان على المَفْعُول. و في حديث عُمَرَ ¥: «على نَقِيرٍ مِنْ خَشَبِ»، هو جِذْعٌ يُنْقَرُ ويُجْعَل فيه كالمَرَاقِي يُصْعَد عليه إِلى الغُرَفِ، و في الحديث: «نَهَى النَّبِيُّ عن الدُّبَّاءِ والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ والمُزَفَّت» النَّقِيرُ: أَصْلُ خَشَبَةٍ يُنْقَرُ، فيُنْبَذ وفي بعض الأُصول: فيُنْتَبَذ فيه فيَشْتَدُّ نَبِيذُه، وفي التهذيب: النَّقِيرُ: أَصل النَّخْلَةِ يُنْقَر فيُنْبَذ فيه. وقال أَبو عُبَيْد: أَمّا النَّقِير فإِنّ أَهلَ اليَمَامة كانوا يَنْقُرُون أَصلَ النَّخْلَةِ ثمّ يَشْدَخون فيها الرُّطَبَ والبُسْرَ ثمّ يَدَعُونه حتّى يَهْدِرَ ثم يُمَوَّتَ⁣(⁣٦). وقال ابن الأَثير: النَّقِير: أَصلُ النَّخلةِ يُنْقَرُ وَسَطُه ثمّ يُنْبَذُ فيه التَّمْرُ ويُلْقَى عليه الماءُ فيَصيرُ نَبيذاً مُسْكِراً، والنَّهْيُ وَاقِعٌ على ما يُعْمَل فيه، لا على اتَّخَاذ النَّقِير، فيكون على حَذْف المُضَاف، تقديره: عن نَبِيذِ النَّقِير، وهو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول. والنَّقِير: أَصْلُ الرَّجُلِ ونِجَارُهُ، ومنه قَولهُم: فُلانٌ كَريمُ النَّقِيرِ، كما يقولون: كَرِيمُ النَّحِيتِ.

  والنَّقِيرُ: الفَقِيرُ جِدًّا، كأَنَّه نُقِرَ. وهو مَجاز: والنَّقِير: ذُبابٌ أَسْوَدُ يكون في المَاءِ، نقلَه الصاغانيُّ.

  والمنْقر، كمُنْخُلٍ ومِنْبَرٍ: الخَشَبَةُ التي تُنْقَرُ للشَّرابِ، وقال أَبو حنيفة: المنْقر: كلّ ما نُقِرَ للشَّراب. قال:


(١) سورة المدثر الآية ٨.

(٢) كذا بالأصل والتهذيب، وفي اللسان: مشككة.

(٣) سورة النساء الآية ١٢٤.

(٤) اللسان: قال أبو دَهْبَل.

(٥) كما في اللسان.

(٦) ضبطت في التهذيب: «يَمُوت» وما أثبت ضبط اللسان، وكلاهما ضبط قلم.