تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقر]:

صفحة 552 - الجزء 7

  وج مَنَاقِيرُ، قال الأَزهريّ: وهذا لا يصحّ إِلّا أَنْ يَكون جمْعاً شاذّاً⁣(⁣١) جاءَ على غير وَاحِدِه. والمُنْقُرُ المِنْقَرُ: البِئْرُ الصَّغِيرة الضَّيِّقَة الرأْسِ نُحْفَر في صُلْبَة من الأَرض، وفي النّوادِر للأَصْمَعيّ: تكون في نَجَفَةٍ صُلْبَةٍ لئلَّا تَهَشَّمَ، ضبطَه اللَّيْث بكسر الميم والأَصمَعِيّ بالضّمِّ قال؛ وجمْعه مَناقِرُ.

  قال الأَزهريّ: والقياس [مِنْقَرٌ]⁣(⁣٢) كما قال اللَّيْث، قال: والأَصمعيّ لا يَحْكِي عن العرب إِلّا ما سَمِعَه [وأَتقنه]⁣(⁣٣).

  أَو المنْقر، بالضَّبْطَيْن: البِئر الكَثِيرَةُ الماءِ البَعِيدَةُ القَعْرِ، نقلَه الصاغانيّ⁣(⁣٤). والمِنْقر أَيضاً: الحَوْض، عن كُرَاع.

  والنُّقْرَة، بالضمّ: الوَهْدَة المُسْتَدِيرَة في الأَرْضِ ليستْ بكَبِيرَة يُسْتَنْقَع فيها المَاءُ، ج نُقَرٌ، كصُرَد، ونِقَارٌ، ككِتَابٍ، وفي خَبرِ أَبِي العَارِم: ونحن في رَمْلَةٍ فيها من الأَرْطَى والنِّقَار الدَّفَئِيَّة ما لا يَعلمُه إِلا الله تعالى. ويقولون: احتَجَمَ في نُقْرَة القَفَا، وهو: مُنْقَطَعُ القَمَحْدُوَةِ في القَفَا، وهي وَهْدَةٌ فيها.

  وله إِبريقٌ من نُقْرَة، وهي: القِطْعَةُ المُذَابَةُ من الذَّهَبِ والفِضَّة، وهي السَّبِيكة، وقيل: هو ما سُبِكَ مُجتمِعاً منهما.

  واقتصرَ الزمخشريُّ في الأَساس على الفِضَّة المُذَابَة⁣(⁣٥).

  قلتُ وهكذا استعمالُ العَجَمِ إِلى الآنَ يُطْلِقُونها على ما سُبِكَ من دَراهِمِ الفِضَّةِ التي يُتعامَلُ بها عندهم، ج نِقَارٌ، بالكَسْر.

  والنُّقْرَةُ: وَقْبُ العَيْنِ. والنُّقْرَة: ثَقْبُ الاسْتِ، وفي اللّسَان: النُّقْرَةُ من الوَرِكِ: الثَّقْبُ الَذي في وَسطها.

  والنُّقْرَة: مَبِيضُ الطائرِ، جمعُه نُقَرٌ، قال المُخَبَّل السَّعْدِيّ:

  للقارِيَاتِ من القَطَا نُقَرٌ ... في جَانِبَيْهِ كَأَنَّهَا الرَّقْمُ

  ونَقَّرَ⁣(⁣٦) الطّائرُ في المَوْضِع تَنْقِيراً: سَهَّلَه لِيَبِيضَ فيه، قال طَرَفَةُ:

  يا لَك مِنْ قُبَّرَة بمَعْمَرِ ... خَلَا لَكِ الجَوُّ فَبِيضِي واصْفِرِي

  وَنقِّرِي ما شِئْتِ أَنْ تُنَقِّرِي ... وقيل: التَّنْقِير مثلُ الصَّفِيرِ⁣(⁣٧).

  ومن المَجاز: يقال: بَيْنَهُما مُنَاقَرَةٌ، ونِقَارٌ، وناقِرَةٌ، ونِقْرَةٌ، بالكَسْر، أَي كلامٌ، عن اللِّحْيَانيّ. قال ابنُ سِيدَه: ولم يُفَسِّرْه، قال: وعندي هو مُرَاجَعَةٌ في الكلامِ وبَثُّهما أَحادِيثَهُمَا وأُمُورَهُمَا.

  ومن المَجاز: النَّقْرُ: أَنْ تُلْزِقَ طَرَفَ لِسَانِكَ بحَنَكِك وتَفْتَحَ ثمّ تُصَوِّتَ، قاله ابنُ سِيدَه. وقال هو أَن يَضَعَ لِسَانَه فوقَ ثَنَايَاه مِمّا يَلِي الحَنَكَ ثمّ يَنْقُر، وقيل: هو إِلْزاقُ طَرَفِ اللِّسَانِ بمَخْرَج النُّون ثمّ يصوّت⁣(⁣٨) به فَيَنْقُر بالدَّابَّة لِتَسِيرَ، أَو هو اضْطِرَابُ اللِّسَان في الفَمِ إِلى فَوْق وإِلى أَسْفَل، أَو هو صَوْتٌ⁣(⁣٩)، وفي التكملة: صُوَيْتٌ يُزْعَجُ به الفَرَسُ. وفي الصّحاح: نَقَرَ بالفَرَس، وفي التهذيب والتكملة: ونَقَرَ بالدَّابَّة نَقْراً. وزاد في التَّكْملَة: وأَنْقَرَ بها إِنْقاراً، مِثلُه.

  وقال ابنُ القَطَّاع: نَقَرَ بِلِسانِه نَقْراً: ضَرَب حَنَكَهُ ليسَكِّنَ الفَرَسَ من قَلَقِه. قلْت: وهو مُخَالِفٌ لما ذكرَه الجوهريّ والأَزهَرِيّ وابنُ سِيدَه، فليُتَأَمّل.

  وقَوْلُ فَدَكِيّ الْمِنْقَرِيّ الطائيّ وهو عُبَيْدُ بنُ ماوِيّة:

  أَنا ابنُ مَاوِيَّة إِذْ جَدّ النَّقُرْ ... وجاءَت الخَيْلُ أَثابِيَّ زُمَرْ

  قال الجوهريّ: أَرادَ النَّقْرَ بالخَيْل، فلما وَقَف نَقَلَ حَرَكَةَ الراءِ إِلى القافِ وهي لغةٌ لبعض العرب وقد قرأ بعضُهُم: {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ}⁣(⁣١٠) والأَثابيّ: الجَماعات، الواحِدَة منهم أُثْبِيَّة. وقال ابنُ سيدَه: أَلقَى حركةَ الراءِ على القاف إِذ كان ساكِناً ليعلَمَ السامعُ أَنّهَا حركةُ الحَرْفِ في الوَصْل، كما تَقُول: هذا بَكُرْ، ومررتُ بِبَكِرْ، قال: ولا يكون ذلك في النَّصْبِ. قال: وإِن شئتَ لم تَنْقُل ووَقفْتَ على السكون، وإِن كان فيه ساكن.


(١) في القاموس: شاذ.

(٢) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٣) زيادة عن التهذيب.

(٤) ومثله في اللسان، أما في التهذيب فاقتصر على الكسر.

(٥) والتهذيب أيضاً وفيه: والنقرة: قطعة فضة مذابة.

(٦) ضبطت في اللسان، بالقلم، بتخفيف القاف.

(٧) عن الصحاح واللسان، وبالأصل «الصفر».

(٨) عن التهذيب، اللسان وبالأصل «التصويت».

(٩) في القاموس واللسان والتكملة والصحاح: صُوَيْتٌ.

(١٠) سورة العصر الآية ٣.