تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الراء

صفحة 554 - الجزء 7

  الصاغانيّ. قلتُ: وهو لغةٌ في المُمْقِر، بالمِيمِ وقد تقدّم في مَوضِعه.

  والْمِنْقَر، كمِنْبَر: الْمِعْوَلُ، والجمْع المَنَاقِرُ، قال ذو الرُّمَّة:

  كأَرْحَاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْهَا المَنَاقِرُ⁣(⁣١)

  ومِنْقَرٌ: أَبُو بَطْن من سعْد ثم من تَمِيم، وهو مِنْقَرُ بن عُبَيْد بن مُقَاعِسٍ، واسمه الحارثُ بن عَمْرِو بن كَعْبِ بن سَعْدِ بن زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيم.

  والنَّقَرُ، محرَّكةً: ذَهَابُ المالِ، ومنه يُقَال: أَعوذُ بالله من العَقَرِ والنَّقَرِ، والعَقَر الزَّمَانَة في الجَسَد، وقد ذُكِر في مَوضعه، كذا في التّهْذِيب.

  وأَنْقِرَةُ: ع بالحِيرَةِ، أعجميّ، واستعمله امرُؤُ القَيْسِ على عُجْمَتِه فقال:

  قد غُودِرَت بأَنْقِرَهْ⁣(⁣٢)

  وقيل أَنْقِرَةُ: د، بالرُّوم مشهور، قيلَ، مُعَرّبُ أَنْكُورِيَةَ التي يُجْلَبُ منها ثِيابُ الصُّوف والخَزِّ، فإِن صَحَّ فهي عَمُّورِيَّة التي غَزاهَا المُعْتَصِم بالله العَبّاسيّ في شِدّة البَرْد، في قِصّة ذكرَها القطبيّ في أَعلام الأَعْلام، وماتَ بها امرُؤُ القَيْس بن حُجْر الكِنْدِيّ الشّاعِر حين اجْتَازَ بها من الرُّوم مَسْمُوماً، في قِصَّة ذكرَها أَهلُ التّوَارِيخِ.

  والنَّقِيرَةُ، كسَفينة: رَكِيَّةُ معروفة كثيرة الماءِ، بَيْنَ ثاجَ⁣(⁣٣) وكاظِمَةَ، قاله الأَزهريّ.

  ونُقْيَرَة، كجُهَيْنَةَ: ة بعَيْنِ التَّمْرِ، هكذا وُجِدَ في كتاب أَبي حَنيفَة إِسحاق بن بِشْر بخَطّ العَبْدَرِيّ في قِصّة مَسير خالِدِ بنِ الوَلِيد من عَيْن التَّمْرِ.

  وضُرَيْبُ بن نُقَيْر، بالتصغير فيهما، م معروفٌ، أَو هو نُفَيْر بالفاء، ويُقَال فيه، أَي في نُقَيْرِ: نُقَيْلٌ، أَيضاً، صَحَابِيٌّ، المُرَاد به أَبوه، رَوَى عنه ابنُه ضُرَيْبٌ المذكور، ويُكْنَى ضُرَيْبٌ المذكور، ويُكْنَى ضُرَيْبٌ أَبا السَّلِيل، وحديثُه في سُنَنِ النّسَائيّ، ولو قال: ونُقَيْرٌ كزُبَيْر وَالدُ ضُرَيْبٍ صحابيٌّ، كان أَنْسَب.

  وقال ابنُ الأَعْرَابيّ: قال العُقَيْلِيّ: مَا تَرَكَ عِنْدِي نُقَارَةً إِلّا انْتَقَرَها، نُقَارَةٌ، بالضَّمّ، أَي ما تَرَك عندي شَيْئاً إِلّا كَتَبَهُ، ونصّ النوادر: لَفْظَةً مُنْتَخَبَةً مُنْتَقَاةً إِلّا أَخذَهَا لذَاتِه.

  والنُّقَارَةُ: قَدْرُ ما يَنْقُرُ الطائرُ.

  وإِنَّهُ لمُنَقَّر العَيْنِ، كمُعَظَّم، ومُنْتَقَرُهَا، وهذه عن الصّاغانيّ، أَي غائِرُهَا.

  ومن المَجَاز: انْتَقَرَ الرجلُ، إِذا دَعَا بَعْضاً دُونَ بَعْض، فكأَنَّه اختارَهُم واخْتَصَّهم من بينهم، قال طَرَفَة:

  نَحْنُ في المَشْتَاةِ نَدْعُو الجَفَلَى⁣(⁣٤) ... لا تَرَى الآدِبَ فينا يَنْتَقِرْ

  وانْتَقَرَتِ الخَيْلُ بحَوَافِرِهَا نُقَراً، أَي احْتَفَرَت بها، قاله اللّيث، وكذا إِذا جَرَتِ السُّيُولُ على الأَرْضِ. يُقَال:

  انْتَقَرَت نُقَراً يَحْتَبِسُ فيها شيءٌ من المَاءِ.

  والنَّقْرَةُ، بالفَتْح، هذا قَولُ الجُمْهُور. ويُقَال: مَعْدِنُ النَّقْرَةِ. وقد تُكْسَر قافَهُما، وفي مختصر البلدان: وقد تُكْسَر النُّون، ولعلّه غلطٌ: مَنْزِلٌ لِحَاجِّ العِرَاقِ، بين أَضاخَ ومَاوَانَ، قال أَبو المِسْوَر:

  فَصبَّحَتْ مَعْدِنَ سُوقِ النَّقْرَهْ ... وما بِأَيْدِيهَا تُحِسُّ فَتْرَهْ

  في رَوْحَةٍ مَوْصُولَةٍ بِبُكْرَهْ ... من بَيْنِ حَرْفٍ بازِلٍ وبَكْرَهْ

  وقال السَّكونيّ: النَّقِرَة، بكَسْرِ القَافِ، هكذا ضَبَطَه ابنُ أَخي الشّافعيّ، بطريق مَكَّة، يجيءُ المُصْعِد إِلى مكة من الحاجرِ إِليه، وفيه بِرْكَةٌ وثلاثُ⁣(⁣٥) آبارٍ: بِئرٌ تُعرف بالمَهْدِيّ، وبِئرَان تُعْرفان بالرَّشِيد، وآبارٌ صِغارٌ للأَعراب تُنزَحُ عند كَثْرَة النّاس، وماؤهُنّ عَذْبٌ، ورِشَاؤُهن ثَلاثُون ذِرَاعاً، وعندها


(١) الصحاح وصدره فيه:

تَغضّ الحصى عن مجمراتٍ وقيعةٍ

(٢) في معجم البلدان:

تبقى غداً بأنقره

وقبله:

رب طعنةٍ متعنجره ... وخطبةٍ مسحنفره

(٣) ثاج يهمز ولا يهمز، وهي عين من البحرين على ليالٍ.

(٤) دعوة الجفلى هي دعوة الجماعة دون اختصاص واختيار، قاله الأصمعي.

(٥) عن معجم البلدان «النقرة» وبالأصل «وثلاثة».