تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهاء مع الراء

صفحة 610 - الجزء 7

  تَعِني بالأَعْسَر الذي أَساءَ بِنَاءَ حَوْضِه فمَالَ فانْهدَم، شَبّهت الفرسَ حينَ مالَ في عَدْوِه وجَدّ في حُضْرِه بحَوضٍ مُلِيءَ فانْثَلَمَ فسالَ ماؤُه.

  والهَجِيرُ: ما يَبِسَ من الحَمْض، وفي الصّحاح: يَبِيسُ⁣(⁣١) الحمْضِ الذي كَسَرتْه المَاشِيَةُ وهُجِرَ، أَي تُرِك. قال ذُو الرُّمّة:

  ولم يَبْقَ بالخَلْصاءِ ممّا عَنَتْ به⁣(⁣٢) ... من الرُّطْب إِلّا يَبْسُهَا وهَجيرُهَا

  والهَجِيرُ: الغَليظُ الضَّخْمُ من حُمُر الوَحْشِ، والهَجِير: القَدَحُ الضَّخْمُ، نقله الصّاغَانيّ. والهَجيرُ: ماءٌ، وفي التكملة: ماءَةٌ لبنِي عِجْل، بن لُجَيْم، بينَ الكُوفَةِ والبَصْرَة، نقله الصّاغانيُّ⁣(⁣٣)، وقيل: مَوضعٌ.

  ومن المَجاز: الهَجيرُ: الفَحْلُ الفادِرُ السَّمين الجَافِرُ من الضِّرَاب، يقال: هَجَرَ الفَحْلُ، إِذا تَرَك الضِّرَابَ، كقَوْلهم: عَدَلَ الفَحْلُ، كما في الأَساس. والهَجِيرُ: اللَّبَنُ الخَاثِرُ، هكذا في سائر النُّسخ، والصَّواب فيه: اللَّبَن الفائقُ الجَيِّدُ، وفي الكِفَايَة: الهَجِير: اللَّبَنُ الجَيِّدُ، وقد تقدَّم في شرْح قَولِ الأَعرابيّة لمعاويَةَ. ولم يَذكُر أَحدٌ من الأَئمَّة أَنَّ الهَجِير هو الخاثِرُ من اللّبن، وما عَلِمْت للمُصنِّف في ذلك قُدْوَة، فتأَمّلْ.

  ومن المَجاز: قَوْسٌ قَوِيَّة الهِجَار، ككِتَابٍ، أَي الوَتَر، قاله الزّمخشري⁣(⁣٤). والهِجَار: خاتَمٌ كانَت الفُرْسُ تتَّخذه غَرَضاً، أَي هَدَفاً، عن ابن الأَعْرَابيّ، وأَنشد للأَغْلَب العِجْليّ:

  ما إِنْ عَلمْنَا مَلِكاً أَغارَا ... أَكْثَرَ منه قِرَةً وَقَارَا

  وفارِساً يَسْتَلِبُ الهِجَارَا

  قال: يَصِفه بالحِذْق.

  والهِجَارُ: الطَّوْقُ، والتَّاجُ. والهِجَارُ: حَبْلٌ يُشَدُّ في رُسْغِ رِجْلِ البَعِير ثمّ يُشَدُّ إِلى حَقْوِه إِنْ كان عُرْياناً، وإِنْ كان مَوْصُولاً، هكذا في النُّسخ وهو غَلَطٌ وصَوابُه. وإِنْ كان مَرْحولاً⁣(⁣٥) شُدَّ إِلى الحَقَب. وقيل: هو حَبْلٌ يُعْقَد في يَدِه ورِجْله في أَحَدِ الشِّقَّيْن وربّمَا عُقِدَ في وَظِيف اليَدِ، ثمّ حُقِبَ بالطّرَف الآخَر، وهَجَرَ بَعِيرَ هـ يَهْجُره هَجْراً، بالفَتْح، وهُجُوراً، بالضّمّ: شَدَّه به. وقال الجَوْهريّ: المَهْجُورُ: الفَحْلُ يُشَدُّ رَأْسُه إِلى رِجْله. وقال اللَّيْثُ: تُشَدُّيَدُ الفَحْل إِلى إِحْدَى رِجْلَيْه، يقال؛ فَحْلٌ مَهْجُورٌ. قال: والهِجَارُ مُخالِفُ الشِّكالِ⁣(⁣٦). قال الأَزهريّ: وهذا الذي حَكاه اللَّيْثُ في الهِجَار مُقَارِبٌ لمَا حَكَيْتُه عن العَرَب سَمَاعاً، وهو صَحِيحٌ إِلّا أَنّه يُهْجَرُ بالهِجَار الفَحْلُ وغيرُه.

  وقال أَبو الهَيْثَم: قال نُصَيْرٌ: هَجَرْتُ البَكْرَ، إِذا رَبَطْت في ذِرَاعِه حَبْلاً إِلى حَقْوِه وقَصَّرْته لئلّا يَقْدِرَ على العَدْوِ.

  وقال الأَزهريّ: والذي سَمِعتُ⁣(⁣٧) من العَرب في الهِجَار أَن يُؤخَذ فَحْلٌ⁣(⁣٨) ويُسَوَّى له عُرْوتَان في طَرَفَيه وزِرّانِ، ثمّ تُشَدّ إِحدَى العُرْوَتَيْن في رُسْغِ رِجْلِ الفَرَسِ وتُزَرُّ، وكذلك العُرْوة الأُخْرَى في اليَدِ وتُزَرّ، قال: وسَمِعتُهم يقولون: هَجِّرُوا خَيْلَكم، وقد هجَّرَ فُلانٌ فَرَسَه.

  والهَجِرُ، ككَتِف، الذي يَمْشِي مُثْقَلاً ضَعِيفاً مُتقارِبَ الخَطْوِ، قاله ابن الأَعْرابيّ، وأَنشدَ قَولَ العَجّاج:

  وغِلْمَتى منهم سَحِيرٌ وبحِرْ ... وآبِقٌ مِن جَذْب دَلْوَيْهَا هَجِرْ

  قال: كأَنّه قد شُدَّ بهِجَار لا يَنْبَسِط ممّا به من الشّرّ والبَلاءِ، وفي المحكم: وذلك من شِدَّة السَّقْي.

  وهَجَر، محرَّكَةً: د، باليَمن بينه وبينَ عَثَّرَ يَومٌ ولَيْلةٌ من جهة اليَمن، مُذكّر مَصروفٌ وقد يؤنّث ويُمْنع، قال سِيبَوَيْه: قد سَمعْنا من العَرَب مَنْ يقول: كجالب التَّمْر إِلى هَجَرٍ يا فَتَى، فقَوله: يا فَتى، من كلام العَرَبيّ، وإِنّما قال يا فَتى لَئلّا يَقِفَ على التَّنْوين، وذلك لأَنه لو لَمْ يَقُل له يا فَتَى لَلَزمه أَن يقول: كجالب التَّمْر إِلى هَجَر، فلم يكن سيبوَيْه يَعرف من هذا أَنّه مَصْروف أَو غَيْرُ مصروف، والنِّسْبَةُ هَجريٌّ، على القيَاس، وهاجِريٌّ، على غَيْر قياسٍ، كما قيل: حارِيّ بالنِّسبة إِلى الحِيرَة، قال الشاعر:


(١) الأصل والصحاح، وفي اللسان نقلاً عن الجوهري: «يبس».

(٢) الصحاح: عنت له.

(٣) في معجم البلدان: الهجيرة.

(٤) ومثله في التهذيب عن أبي عمرو.

(٥) ومثلها في اللسان، وعلى هامش القاموس عن نسخة أخرى.

(٦) التهذيب: للشكال.

(٧) التهذيب: والذي حفظته عن العرب.

(٨) التهذيب: حبلٌ.