تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جهز]:

صفحة 41 - الجزء 8

  وقد جَهَّزَهُ تَجْهِيزاً فتَجَهَّزَ.

  وجَهَّزَ القَوْمَ تَجْهِيزاً، إِذا تَكَلَّفَ لهم بجَهَازِهِم للسَّفَرِ.

  وتَجْهِيزُ الغَازِي: تَحْمِيلُه وإِعدادُ ما يَحْتَاج إِليْه في غزْوِه.

  وجَهَّزْتُ فُلاناً: هَيَّأَتُ جَهَازَ سَفَرِه.

  وتَجَهَّزْتُ لأَمْرِ كذا، أَي تَهَيَّأْتُ له، ج أَجْهِزَةٌ، وجج، أَي جَمْع الجَمْع أَجْهِزاتٌ، قال الشاعر:

  يَبِتْنَ يَنْقُلْنَ بأَجْهِزَاتِهَا

  والجَهَازُ، بالفَتْحِ: ما عَلَى الرَّاحِلَةِ. والجَهَازُ: حَيَاءُ المَرْأَةِ، وهو فَرْجُهَا.

  وجَهَزَ عَلَى الجَرِيحِ، كمَنَعَ، جَهْزاً: قَتَلَه، قاله ابنُ دُريد، وقال غيرُه: جَهَزَ عليه وأَجْهَزَ: أَثْبَتَ قَتْلَهُ. وقال الأَصمعيّ: أَجْهَزَ على الجَرِيح، إِذا أَسْرَعَهُ، أَي القَتْلَ، وقد تَمَّمَ عَلَيْه، وفي حديث عليّ ¥: «لا تُجْهِزُوا⁣(⁣١) على جَرِيحِهم» أَي مَن صُرِعَ وكُفِيَ قِتَالُه لا يُقْتَل، لأَنَّهُم مُسْلمون، والقَصْد من قِتالِهم دَفْعُ شَرِّهِم، فإِذا لم يكنْ ذلك إِلاّ بِقَتْلِهِم قُتِلُوا. وفي حَدِيث ابنِ مَسْعُودٍ: «أَنَّه أَتَى على أَبِي جَهْل وهو صَرِيعٌ فأَجْهَزَ عَلَيْه». وقال ابنُ سِيده: ولا يقال أَجازَ عليه. وقد تَقَدَّم.

  ومَوْتٌ مُجْهِزٌ وجَهِيزٌ، أَي وَحِيٌّ سَرِيعٌ، ومنه الحديثُ: «هل تَنْظُرُونَ إِلاَّ مَرَضاً مُفْسِداً أَو مَوْتاً مُجْهِزاً». وفَرَسٌ جَهِيزٌ، أَي خَفِيفٌ، وقال أَبو عُبَيْدَة: فَرَسٌ جَهِيزُ الشَدِّ، أَي سريعُ العَدْوِ، وأَنشد:

  ومُقَلِّص عَتَد جَهِيز شَدُّه ... قَيْد الأَوابِدِ في الرِّهان جَوادِ

  وجَهِيزَةُ اسمُ امرأَة رَعْناء تُحَمَّقُ، ويُقَال: إِنّه اجْتَمَعَ قَوْمٌ يَخطبُون في الصُّلْحِ بين حَيَّيْنِ في دَمٍ كَيْ يَرْضَوْا بالدِّيَة، فبَيْنَما هم كذلك قالتْ جَهِيزَةُ، ظَفِرَ بالقَاتِلِ وَلِيٌّ للمَقْتُولِ فَقَتَلَهُ، فَقَالُوا عند ذلِك:

  قَطَعَتْ جَهِيزَةُ قَوْلَ كُلِّ خَطِيبِ

  فضُرِبَ به المَثَلُ.

  وجَهِيزَةُ عَلمٌ للذِّئْبِ أَو عِرْسِه، أَي أَنْثاهُ أَو الضَّبُعِ، قاله أَبو زَيْد؛ أَو الدُّبَّة أَو الدُّبِّ، والجِبْسُ أُنْثَاه، أَوْ جِرْوِها وقيل: جَهِزَةُ: امرأَةٌ حَمْقَاءُ، قيل: هي أُمُّ شَبِيبٍ الخارِجِيّ، وكان أَبُوهُ، أَي أَبو شَبِيبٍ من مُهَاجِرَةِ الكُوفَةِ، اشْتَراها من السَّبْيِ، وكانت حَمْرَاءَ طَوِيلةً جَمِيلَةً، فأَرادها على الإِسْلام فَأَبَت، فَوَاقَعَها فحَمَلَتْ، فَتَحَرَّكَ الوَلَدُ في بَطْنِها فقالتْ: في بَطْنِي شَيْءٌ يَنْقُزُ⁣(⁣٢) فقِيلَ، وفي بعض النُّسَخ: فقالوا: «أَحْمَقُ من جَهِيزَةَ» قال ابنُ عَدِيّ وابنُ بَرِّيّ، وهذا هو المَشْهُور في هذا المَثَل: «أَحْمَقُ من جَهِيزَةَ» غير مَصْرُوفٍ. وذكر الجَاحظُ أَنّه «أَحْمَقُ من جَهِيزَةٍ»، بالصَّرْف. أَو المُرَادُ بالجَهِيزَةِ عِرْسُ الذِّئب، أَي أُنْثَاهُ، وهي تُحَمَّقُ، قال الجاحظ⁣(⁣٣): لأَنَّهَا تَدَعُ وَلَدَها وتُرْضِعُ وَلَدَها الضَّبعِ من الأَلْفَةِ كفِعْل النَّعامة ببَيْضِ غَيْرِهَا، وعلى ذلك قَوْلُ ابن جِذْلِ الطِّعانِ:

  كمُرْضِعَةٍ أَوْلادَ أُخْرَى وضَيَّعَتْ ... بَنِيها فَلَمْ تَرْقَعْ بذلك مَرْقَعَا

  ويُقَالُ: إِذا صِيدَت الضَّبُعُ كَفَلَ الذِّئْبُ وَلَدَها ويَأْتِيه باللَّحْمِ، قال الكُمَيْت:

  كما خامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ ... لِذِي الحَبْلِ حَتَّى عالَ أَوْسٌ عِيَالَها⁣(⁣٤)

  وقولُه: لِذِي الحَبْل، أَي للصَّائد الَّذِي يُعَلِّقُ الحَبْلَ في عُرْقُوبِها. وقال الليثُ: كانت جَهِيزَةُ امرأَةً خَلِيقَةً في بَدَنِها، رَعْنَاءَ، يُضْرَب بها المَثَلُ في الحُمْق وأَنشد:

  كَأَنَّ صَلَا جَهِيزَةَ حين قامَتْ ... حَبَابُ الماءِ حالاً بَعْدَ حالِ

  وأَرْضٌ جَهْزاءُ: مُرْتَفِعَةٌ، وعَيْنٌ جَهْزَاءُ: خارِجَةُ الحَدَقةِ.

  وبالرّاءِ أَعْرَفُ، وقد ذُكِر في مَوْضِعه.

  ويقال: تَجَهَّزْت للأَمْرِ واجْهَازَزْتُ، أَي تَهَيَّأْتُ لَهُ، وقد جَهَّزْتُه تَجْهِيزاً: هَيَّأْتُه.

  ومِنْ أَمْثَالِهِم في الشَّيْءِ إِذا نَفَرَ فلم يَعُدْ: «ضَرَبَ في جَهَازِه». بالفَتْح. أَي نَفَرَ فلم يَعُدْ. وأَصْلُه في البَعِير يَسْقُطُ


(١) النهاية واللسان: لا يُجهز.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة ثانية «ينقر».

(٣) الحيوان ١/ ١٩٧.

(٤) عجزه في الثمار ص ٣١٣: فلم تحسن بما فعلت صنعا.