تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كوز]:

صفحة 139 - الجزء 8

  وإِنّه كَنِيزُ اللَّحْمِ وكَنِزُه: مُكْتَنِزُه.

  والكَنّازُ، ككَتّانٍ: المُدَّخِرُ للذَّهَب والفضَّةِ والمُبَالِغُ في كَنْزِهما.

  ورَجُلٌ مَكْنُوزُ اللَّحْمِ، أَنشدَ سيبَوَيْه:

  صَقْبانِ مَمْشُوقانِ مَكْنُوزَا العَضَلْ

  والكِنَازُ، بالكَسْر: المُجْتَمِعُ اللَّحْمِ القَوِيُّه.

  ومن المَجَاز: معه كَنْزٌ من كُنُوزِ العلْمِ، ومن ذلك الحديثُ: «أَلَا أَعَلِّمُكَ كَنْزاً من كُنُوز الجَنَّة: لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاّ بالله»، أَي أَجْرُهَا مُدَّخَرٌ لقائلهَا، والمُتَّصِفِ بها؛ كما يُدَّخَرُ الكَنْزُ. وقال ابنُ عَبّاسٍ في قوله تعالَى: {وَكانَ تَحْتَهُ} كَنْزٌ {لَهُما}⁣(⁣١) قال: ما كانَ ذَهَباً ولا فِضَّةً، ولكن كان عِلْماً وصُحُفاً.

  ورُوِيَ عن عَليٍّ ¥ أَنّه قال: «أَربعةُ آلافٍ وما دُونَها نَفَقَةٌ، وما فوقَها كَنْزٌ».

  والكُنَيْزَةُ، مُصَغَّراً: مَوضعٌ قُرْبَ قُرّانَ من بلادِ العَرَب⁣(⁣٢).

  وعبدُ العَزيز بنُ عبد بن كَنْز بن عيسى التِّنِّيسيُّ: مُحَدِّثٌ، رَوَى عن جَدِّه، وعنه عبدُ الرّحمن بن عُمَرَ البَزّازُ.

  وكِتابُ مُكْتَنِزٌ بالفَوَائد، وهو مَجازٌ.

  واسْتَدْرَكَ شيخُنَا: الكَنْز، بمعنى الشَّحْم في بيت عَلْقَمَةَ، قال: وعَدُّوه. من المَفَارِيد، وقال أَبو عليٍّ القَالي في أَماليه: لا أَعرفُه إِلاّ في هذا البيتِ⁣(⁣٣). قلتُ: ولم يَذْكُر بيتَ عَلْقَمَةَ حتى يَظْهَرَ لنا معناه، وإِنْ صَحَّ ما ذَكَرَه فهو بضَرْبٍ من المَجَاز، كما لا يَخْفَى.

  وبَنُو الكَنْز: مُلُوكُ البَجَة، ويُعْرَفُون الآن بالمك، وكان آخرَهم كَنْزُ الدَّوْلَة، قَتَلَه المَلِكُ العَادلُ أَبو بكرِ بنُ أَيُّوبَ بطَوْد سنةَ ٥٧٠.

  [كوز]: الكُوزُ، بالضّمّ، من الأَواني، م، أَي معروفٌ، يقال إِنّه من كازَ الشيْءَ، إِذا جَمَعَه. ج أَكْوَازٌ وكِيزانٌ وكِوَزَةٌ*، حَكَاهَا سيبَوَيْه، مثلُ عُودٍ وأَعْوَادٍ وعِيدَانٍ وعِوَدَةٍ.

  والكَوْزُ، بالفَتْح: الجَمْعُ، كُزْتُه أَكُوزُه كَوْزاً: جَمَعْتُه.

  وقال أَبو حَنيفَةَ: الكُوزُ - بالضّمّ - فارسيٌّ. قال ابنُ سيدَه: وهذا قَولٌ لا يُعرَّجُ عليه، بل الكُوزُ عربيٌّ صحيحٌ.

  والكَوْزُ: الشُّرْبُ بالكُوز، يقال: كازَ يَكُوزُ، إِذا شَرِبَ بالكُوز، وكذلك اكْتازَ. وقال ابنُ الأَعرابيِّ: كابَ يَكُوبُ، إِذا شَرِبَ بالكُوب، وهو الكُوزُ بلا عُرْوَةٍ، فإِذا كان بعُرْوَةٍ فهو كُوزٌ. يقال: رأَيْتُه يَكُوزُ ويَكْتَازُ، ويَكُوبُ ويَكْتَابُ.

  وتَكَوَّزُوا: اجْتَمعُوا، نقلَه الصاغانيُّ.

  وبَنُو كُوزٍ، بالضّمّ: بَطْنٌ في بَنِي أَسَد بن خُزَيْمَةَ بن مُدْرِكَةَ.

  وكُوزُ بنُ كَعْب بن بَجَالةَ بن ذُهْل بن مالك بن بكْرٍ: بطْنٌ في بَني ضَبَّةَ بن أُدِّ، منهم: المُسيِّبُ بنُ زُهَيْر بن عَمْرٍو وغيرُه، وفيهم يقُولُ شَمْعَلَةُ بنُ الأَخْضَر الضَّبِّيُّ:

  وَضَعْنا⁣(⁣٤) على المِيزَانِ كُوزاً وهَاجِراً ... فمالَتْ بَنُو كُوزٍ بأَبْنَاءِ هاجِرِ

  وكُوزُ بنُ عَلْقَمَةَ: صَحَابيٌّ، هذا هو أَكْثرُ أَو هو كُرْزٌ، بالرَّاءِ كما في رواية ابن إِسحاقَ، وقد تقدَّم ما فيه في كرز.

  وسَمَّوْا كُوَيْزاً، مُصَغَّراً، ومنه: ابنُ الكُوَيْز، أَحدُ الرُّؤَسَاءِ بمصرَ في عَصْر الحَافظ ابن حَجَر. قلتُ: وهو القاضي الرئيسُ بَدرُ الدِّين محمّدُ بنُ سُلَيْمَانَ بن داوود بن خَليلٍ المعروف بابن الكُويْز السولكيّ القاهريّ: ناظرُ الخَاصِّ، تُوُفِّيَ سنة ٨٨٥.

  ومِكْوَزاً، كمِنْبَرٍ، وفي التَّكْملَة مِكْوازاً، بالكَسْر، ومثلُه في اللِّسَان.

  ومَكْوَزَةُ، بالفَتْح مُرْتَجلٌ شاذٌّ غيرُ قياسيٍّ، وقياسُهَا مَكَازَة مثلُ مَقَامَة ومَنَارَة.


(١) سورة الكهف الآية ٨٢.

(٢) بالأصل: قرب فزان من بلاد الغرب، وما أثبت عن معجم البلدان «الكنيزة».

(٣) ورد في الأمالي عجز بيت لعلقمة بن عبدة:

كِنزُ كحافة كير القين ملمومُ

قال الأصمعي: ولم أسمع بالكتر إلا في هذا البيت.

(*) في القاموس: ج كِيزانٌ وَأَكْوازٌ.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وضعنا الخ كوز وهاجر قبيلتان من ضبة بن أد، فيقول: وزنا إحداهما بالأخرى فمالت كوز بهاجر، أي كانت أثقل منها، يصف كوزاً برجاحة العقول، وأبناء هاجر بخفتها. اه من اللسان مختصراً».