تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ومز]:

صفحة 169 - الجزء 8

  أَيضاً: الضَّرْب يقال: وَكَزَه بالعَصَا، إِذا ضَرَبَه بها، وقيل: هو الضَّرْبُ بجُمْع الكَفِّ على الذَّقَن، وبه فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى: {فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ}⁣(⁣١) قالَهُ الزَّجّاج. وقال غَيْرُه: ضَربَه بالعصَا.

  والوَكْزُ: المَلْءُ، ومنه: قِرْبَةٌ مَوْكُوزَةٌ، أَي مَمْلُوءَةٌ.

  والوَكْزُ: الرَّكْزُ، ورَوَى أَبو تُرَاب⁣(⁣٢) لبعضِ العَرَب: رُمْحٌ مَرْكُوزٌ ومَوْكُوزٌ، بمعنًى وَاحدٍ، وأَنشَدَ للمُتَنَخِّل:

  حتّى يَجِئَ وجِنُّ الَّليْلِ مُوغِلة ... والشَّوْكُ في أَخْمَصِ الرِّجْلَيْن مَوكُوزُ⁣(⁣٣)

  قلتُ: هكذا أَنشدَه الصاغانيُّ للمُتَنخِّل، ولم أَجِدْه في شِعْره. وقال في العُبَاب: ويُرْوَى «مرْكُوزُ» وهي الرِّوايةُ المشهورةُ، ونَسَبَ صاحبُ اللِّسَانِ هذا القَوْلَ لأَبِي⁣(⁣٤) الفَرَج عن بعضهم. والوَكْزُ: العَدْوُ والإِسراعُ، قالَه ابنُ عبّادٍ. وقيل: هو العَدْوُ من فَزَعٍ أَو نَحوهِ، كالتَّوْكيز، حكَاه ابنُ دُريْدٍ، قال: وليس بثَبتٍ، وفي كلام المصنِّف قُصُورٌ.

  ووَكْزٌ: ع عن ابن الأَعْرابيِّ، وأَنشد:

  فإِنَّ بأَجْرَاعِ البُرَيْراءِ فالحَشَى ... فوَكْزٍ إِلى النَّقْعَيْنِ مِنْ وَبِعَانِ

  وتَوكَّز لكَذا تَهيَّأَ، مثْلُ تَوَشَّزَ وتَوَفَّز، وتَوكَّزَ على عصاه: تَوكَّأَ.

  وتَوكَّزَ من الطَّعامِ: تملَّأَ. كذا في العُباب.

  * وممّا يُسْتدْرك عليه:

  وَكَزْتُ أَنْفَه أَكِزُه: كَسَرْتُه، مثلُ وَكعْت أَنْفَه فأَنا أَكَعُه، كذا في التَّهْذيب.

  وتقول: فُلانٌ وَكّازٌ لكَّاز، كأَنَّه حَيَّة نَكّاز، كما في الأَساس. وناقَةٌ وكَزَى، كجَمَزَى: قَصيرةٌ، كما في التَّكْملَة والعُبَاب.

  [ومز]: وَمَزَ، بالميم، أَهملَه الجَوْهَريّ وصاحبُ اللِّسَان. وقال الصاغانيُّ في التَّكْملَة: وَمَزَ بأَنْفه يَمِزُ وَمْزاً كوَعَدَ، إِذا رَمَع⁣(⁣٥) به. ونَسَبَه في العُبَاب لابن عبّاد.

  والتَّوَمُّزُ: التَّنَزِّي في المَشْي سُرْعَةً.

  والتَّوَمُّزُ أَيضاً: تحَرُّكُ رَأْسِ الجُرْدَانِ عند النِّزَاءِ، قال الصَّاغَانيُّ في كِتابَيْه: وهو التَّهيُّؤُ للقِيَام.

  [وهز]: الوَهْزُ، بالفَتْح: الرجُلُ القَصيرُ، قاله ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٦)، قال: والجمعُ أَوْهازٌ، قِياساً.

  وقال غَيرُه: هو الشَّديدُ المُلزَّزُ الخَلْقِ. أَو هو الغَليظُ الرَّبْعَةُ، قال رُؤْبَةُ:

  كلُّ طُوَالٍ⁣(⁣٧) سَلِبٍ ووَهْزِ ... دُلَامِزٍ يُرْبِي على الدِّلَمْزِ

  والوهْزُ: الوَطْءُ أَو شِدَّتُه.

  وفي الصّحَاح: البَعير⁣(⁣٨) المُثْقل.

  والوهْزُ: الدَّفْعُ والضَّرْبُ كاللهْز والنَّهْزِ، قالَه الكسائيُّ.

  وفي المُحْكَم: وَهَزَه وَهْزاً: دَفَعَه وضَرَبَه. وقيل: الوَهْزُ: شِدَّةُ الدَّفْعِ. وقال الأَزْهَريُّ في تَرْجَمَة لَهَزَ: اللهْزُ: الضَّرْبُ في العُنُق، واللَّكْزُ بجُمْعكَ في عُنُقه وفي صَدْره، والوهْزُ بالرِّجْلَيْنِ، والبَهْزُ بالمِرْفَق، وقد تَقَدَّمَ مثلُ ذلك للمصنِّف أَيضاً في محالَّ عَديدةٍ، وقد أَغْفلَه هنا. وقيل: وَهَزْتُ فُلاناً، إِذا ضَرَبْتَه بثِقَلِ يَدِكَ.

  وقيل: الوَهْزُ: الحَثُّ والإِسراعُ، ومنه حديثُ مُجَمِّعٍ: «شَهِدْنا الحُدَيْبِيَةَ مع النبيِّ فلمّا انْصَرَفْنَا عنها إِذا النّاسُ يَهِزُونَ الأَبَاعِرَ»، أَي يَحُثُّونَهَا ويَدْفَعُونَهَا. وقال تَميمُ بنُ أَبَيّ [ابن] مُقْبلٍ:


(١) سورة القصص الآية ١٥.

(٢) في اللسان: «وروى ابن الفرج عن بعضهم: رمح ..» وعبارة الأصل توافق التهذيب. وسيشير إلى رواية اللسان قريباً.

(٣) في التكملة: «موغله» وفي حواشي التهذيب: يوغله وروايته في اللسان «وغل»:

حتى يجيء وجنح الليل يوغله ... والشوك في وضحِ

(٤) انظر الحاشية قبل السابقة، في اللسان: «ابن».

(٥) رفع به: حركه، من الرمع: تحرك الأنف.

(٦) الجمهرة ٣/ ٢٢.

(٧) التهذيب واللسان: كل طويل.

(٨) في الصحاح: والتوهز: وطءُ البعير المثْقَلِ.