تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ويز]:

صفحة 170 - الجزء 8

  يَمِحْن بأَطْرَافِ الذُّيُولِ عَشِيَّةً ... كما وَهَزَ الوَعْثُ الهِجَانَ المَزَنَّمَا⁣(⁣١)

  والوَهْزُ: قَصْعُ القَمْلَةِ وحَكُّهَا بينَ الأَصابع، أَنشد شَمِرٌ:

  يَهِزُ الهَرَانِعَ لا يَزَالُ ويَفْتَلِي ... بأَذَلِّ حيثُ يكونُ مَنْ يَتذَلَّلُ

  قال ابنُ الأَعْرَابيِّ: الهُرْنُعُ والهُرْنُوعُ: القَمْلَةُ الصَّغيرَةُ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابيِّ أَيضاً: الأَوْهَزُ: الحَسَنُ المِشْيَةِ.

  وهو مأْخُوذٌ من الوِهَازَة بالفتح، كما في سائر النُّسَخِ، وضَبَطَه الصّاغَانيُّ بالكَسْر وقال: وهو قولُ ابن الأَعْرَابيِّ: مِشْيَةُ الخَفِرَات. وفي حَديث أُمِّ سَلَمَةَ ^ أَنَّها قالتْ لعائشَة ^: «حُمادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الأَطْرافِ، وخَفَرُ الإِعْراضِ، وقِصَرُ⁣(⁣٢) الوِهَازَة»⁣(⁣٣)، أَي غَايةُ أُمُورٍ يُحْمَدْنَ عَليها. وقولُه: «الأَطراف»، هكذا بالفاءِ في سائر أُصُول الحَديث، وهو خَطَأٌ، والصَّوابُ «الإِطْرَاق»، كما نَبَّه عليه الصاغَانيُّ ووَجَّهَه بوُجُوهٍ، وقال: «معناه أَنْ يَغْضُضْنَ مُطْرِقَات [أَي راميات بأَبْصَارهنّ]⁣(⁣٣) إِلى الأَرض، والوِهَازَةُ، بالكَسْر: الخَطْوُ.

  والمُوَهَّزُ، كمُعظَّم: الشَّديدُ الوَطْءِ من الرِّجَال، قالَه الأَصْمَعيُّ. وقال أَبو نَصْرٍ: هو مُوَهِّزٌ، أَي كمُحَدِّث، كالمُتَوَهِّز.

  وقد تَوَهَّزَ، إِذا وَطِئَ وَطْأً ثَقيلاً.

  وتَوَهَّزَ الكَلْبُ: تَوَثَّبَ، قال الشاعر:

  تَوَهُّزَ الكَلْبَةِ خَلْفَ الأَرْنَبِ

  وأَنشدَ ابنُ دُرَيْد:

  ناكَ أَبُوكَ كَلْبَةَ امِّ الأَعْلَبْ ... فهْيَ على فَيْشَتِه تَوَثَّبْ

  تَوَهُّزَ الفَهْدَةِ أَمّ⁣(⁣٤) الأَرْنَبْ

  * وممّا يُسْتدْرَك عليه:

  التَّوَهُّزُ: وَطْءُ البَعيرِ المُثْقَلِ.

  ويقال: يَتَوَهَّزُ، أَي يَمْشِي مِشْيَة الغِلَاظِ ويَشُدُّ وَطْأَه.

  ووَهَّزَه تَوْهيزاً: أَثْقَلَه.

  ومَرَّ يَتَوَهَّزُ، أَي يَغْمِزُ الأَرْضَ غَمْزاً شَديداً، وكذلك يَتَوَهَّسُ.

  والوَهْزُ: الكَسْرُ، والدَّقُّ، والوَثْبُ، والضَّرْبُ بالرِّجْلَيْن أَو بجُمْع اليَد أَو بثِقَلهَا، كما تقدَّم.

  [ويز]: * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  وِيزَةُ، بالكَسْر: موضعٌ، قالَه ياقُوتٌ.

فصل الهاءِ مع الزاي

  [هبز]: هَبَزَ يَهْبِزُ - من حَدِّ ضَرَبَ - هَبْزاً وهُبُوزاً وهَبَزَاناً، بالتَّحْريك، أَهملَه الجَوْهَريُّ. وقال أَبو زَيْد وابنُ القَطّاع: يُقَال ذلك إِذا ماتَ أَو هَلَكَ فَجْأَةً. وقيل: هو المَوْتُ أَيَّا كانَ، وكذلك قَحَزَ يَقْحَزُ قُحُوزاً.

  والهَبْزُ: الهَبْرُ، وهو ما اطْمَأَنَّ من الأَرض وارْتَفَع ما حَوْلَه، وجمْعُه هُبُوزٌ، والرَّاء أَعْلَى.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عليه:

  هَبَزَ: وَثَبَ، مثلُ أَبَزَ، نَقَلَه الصاغَانيُّ.

  [هبرز]: الهِبْرِزِيُّ، بالكَسْر: الأُسْوَارُ من أَسَاوِرَةِ الفُرْسِ قال ابنُ سِيدَه: أَعْنِي بالأُسُوار: الجَيِّد الرَّمْيِ بالسِّهَامِ، في قول الزَّجّاج، أَو هو الحَسَنُ الثَّبَاتِ على ظَهْرِ الفَرَسِ، في قَول الفارسيِّ. وقال شيخُنَا: زَعَمَ جَماعَةٌ أَنّ الهاءَ فيه زائدةٌ ووَزْنُه هِفْعِلٌ منْ بَرَزَ، إِذا ظَهَرَ، وعليه اقتصرَ ابنُ القَطّاع في الأَبْنِيَة. قلتُ: وابنُ فارسٍ في المُجْمَلِ.

  والهِبْرِزِيُّ: الدِّينارُ الجَدِيدُ، عن ابن الأَعْرَابيِّ، وأَنشَدَ لأُحَيْحَةَ يَرْثِي ابْناً له، وقيل أَخاً له:

  فمَا هِبْرِزِيٌّ مِنْ دَنَانيرِ أَيْلَةٍ ... بأَيْدِي الوُشَاةِ نَاصِعٌ يَتَأَكَّلُ


(١) «قوله: يمحن الخ قال في التكملة واللسان: شبه النساء بمشي إبل في وعث قد شق عليها» هذا ما ورد بهامش المطبوعة المصرية، وهي عبارة التهذيب أيضاً.

(٢) ضبطت عن التهذيب والنهاية بكسر ففتح.

(٣) زيادة عن التكملة.

(٤) في الجمهرة ٣/ ٢٢ «إثر الأرنب» وهو المناسب.