[أنس]:
  إِنَّ المَنَايَا يَطَّلِعْ ... نَ على الأُنَاس الآنِسِينَا(١)
  وأَنَسُ بنُ أَبي أَنَاس بن زُنَيْمٍ الكِنَانيُّ(٢) الدِّيليّ: شاعرٌ وأَخُوه أَسيد، وهما ابْنَا أَخِي سارِيَةَ بن زُنَيْم الصَّحَابيِّ، وقيل: إِنّ أَبا أُنَاس هذا له صُحْبَةٌ، وهُو أَيضاً شاعرٌ، ومن قَوْله:
  ومَا حَمَلَتْ من نَاقَةٍ فَوْقَ رَحْلها ... أَبَرَّ وأَوْفَى ذِمَّةً من مُحَمَّدِ
  ﷺ.
  ومن المَجَاز: الإِنْسيُّ، بالكَسْر: الأَيْسَرُ من كُلِّ شَيْءٍ، قالَهُ أَبو زَيْد، وقَالَ الأَصْمَعيُّ: هو الأَيْمَنُ، وقالَ: كُلُّ اثْنَيْن من الإِنْسَان مثل الساعِدَيْن والزَّنْدَيْن والقَدَمَيْن، فما أَقْبَلَ منْهُمَا على الإِنْسَان فهو إِنْسيٌّ، وما أَدْبَرَ عنه فهو وَحْشيٌّ، وفي التَّهْذيب: الإِنْسيُّ من الدّوابِّ: هو الجانبُ الأَيْسَرُ الذي منه يُرْكَبُ ويُحْتَلَبُ، وهو من الآدَميِّ(٣). الجانبُ الذي يَلِي الرِّجْلَ [الأخرى](٤) والوَحْشيُّ من الإِنْسَان: الذي يَلِي الأَرْضَ والإِنْسيُّ من القَوْس: ما أَقْبَلَ عليكَ منْهَا، وقيل: مَا وَليَ الرّامِيَ، ووَحْشيُّهَا: ما وَلِيَ الصَّيْدَ، وسيأْتي تَحْقيقُ ذلك في الشِّين إِنْ شَاءَ الله تَعالَى.
  والإِنْسَانُ: معروفٌ، والجَمْعُ النّاسُ، مُذَكَّرٌ، وقد يُؤَنَّثُ على مَعْنَى القَبيلَة والطّائفَة، حكى ثعلبٌ: جاءَتْكَ النّاسُ، معناه جاءَتْكَ القَبيلَةُ أَو القِطْعَةُ.
  والإِنْسَانُ له خَمْسَةُ مَعانٍ: أَحَدُها الأَنْمُلَةُ، قاله أَبو الهَيْثَم، وأَنْشَدَ:
  تَمْرِي بإِنْسَانِهَا إِنْسَانَ مُقْلَتِهَا ... إِنْسَانَةٌ في سَوَاد اللَّيْل عُطْبُولُ
  كذا في التَّكْملَة، وفي اللِّسَان فَسَّره أَبو العَمَيْثَل الأَعْرَابيُّ فقالَ: إِنسانُها: أُنْمُلَتُهَا، قالَ ابنُ سيدَه: ولم أَرَهُ لغَيره، وقال:
  أَشارَتْ لإِنْسَانٍ بإِنْسَانِ كَفِّهَا ... لتَقْتُلَ إِنْسَاناً بإِنْسَان عَيْنِهَا
  وثانيهَا: ظِلُّ الإِنْسَانِ.
  وثالثُهَا: رَأْسُ الجَبَل.
  ورابعُها: الأَرْضُ الّتي لم تُزْرَعْ.
  وخامسُهَا: المِثالُ الَّذي يُرَى في سَواد العَيْنِ، ويُقَال له: إِنْسَانُ العَيْنِ، وج أَنَاسِيُّ، قال ذُو الرُّمَّة يصفُ إِبلاً غارَتْ عُيُونُهَا من التَّعَبِ والسَّيْر:
  إِذَا اسْتَحْرَسَتْ آذانُهَا اسْتَأْنَسَت لَهَا ... أَنَاسِيُّ مَلْحُودٌ لها في الحَوَاجبِ(٥)
  يقولُ: كأَنّ مَحَارَ أَعْيُنَها جُعِلْنَ لَهَا لُحُوداً، وَصَفَهَا بالغُؤُور، قال الجَوْهَريُّ: ولا يُجْمَعُ على أُنَاسٍ، وفي الأَساس: ومن المَجَاز: تَخَيَّرْتُ من كتَابه سُويداوات(٦) القُلُوبِ، وأَنَاسِيَّ العُيُونِ.
  ومن المَجاز: هو إِنْسُكَ، وابنُ إِنْسكَ، بالكَسْر فيهما: أَي صَفِيُّكَ وخاصَّتُكَ، قاله الأَحْمَرُ، ويقال: هذا حِدْثِي وإِنْسِي وجِلْسِي كلّه بالكَسْر، وقال أَبو زَيْد: تقولُ العَرَبُ للرَّجُل: كَيْفَ تَرَى ابنَ إِنْسك، إِذا خاطَبْتَ الرجُلَ عن نَفْسكَ، ومثلُه قولُ الفَرّاءِ، ونقله الجَوْهَريُّ.
  والأَنُوسُ من الكِلَاب، كصَبُور: ضِدُّ العَقُورِ، ج، أُنُسٌ، بضمّتين.
  ومِئْنَاسُ، كمِحْرَاب: امرَأَةٌ، وابْنُه شاعرٌ مُرَاديٌّ، هكذا في النُّسَخ، وفي بعضها وابْنُهَا شاعرٌ مُراديٌّ، وهو الصوابُ، ومثلُه في العُبَاب.
  والأَغَرُّ(٧) بنُ مَأْنُوسٍ اليَشْكُريُّ: شاعرٌ جاهليٌّ، هكذا في النُّسَخ بالغين المُعْجَمَة والراءِ وفي بعضها بالعين المُهْمَلَة والزّاي.
  وقالَ أَبو عَمْرو: الأَنِيسُ، كأَمير: الدِّيكُ، وهو الشُّقَرُ أَيضاً.
(١) في اللسان: «الآمنينا» ونسب بحواشي المطبوعة الكويتية لذي جدن الحميري.
(٢) انظر المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٥٥.
(٣) في التهذيب: الانسان.
(٤) زيادة عن التهذيب.
(٥) ويروى: إذا استوجست. ومعنى استوجست تسمّعت واستأنست وأنست بمعنى أبصرت.
(٦) في المطبوعة الكويتية: سويدات تحريف.
(٧) بين يدي نسخة فيها «الأغر» ونسخة ط الرسالة: فيها «الأعز» وبهامشيهما أثير إلى ما نبّه عليه الشارح.