تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حلفس]:

صفحة 250 - الجزء 8

  لنا إِبِلٌ لَمْ نكْتسِبْها بغَدْرَةٍ ... ولم يُفْنِ مَوْلاهَا السِّنونَ الأَحَامِسُ

  وقال آخر:

  سَيَذْهَبُ بابْنِ العَبْدِ عَوْنُ بنُ جَحْوَشٍ ... ضَلالاً ويُفْنِيها السِّنونَ الأَحامِسُ

  ومن المجازِ: وَقَعَ فُلانٌ في هِنْدِ الأَحامِسِ، كذا نصُّ التَّكْمِلة، ونصُّ اللّسَانِ: لقِي هِنْدَ الأَحامِسِ، أَي الشِّدَّة، وقيل: إِذا وقعَ فِي الدّاهِيَةِ، أَو معْناهُ: ماتَ، ولا أَشد من المَوْتِ، وأَنْشد ابن الأَعْرَابِيِّ:

  فإِنَّكُمُ لَسْتُمْ بدَارِ تُلُنَّةٍ⁣(⁣١) ... ولكِنّما أَنْتُمْ بهِنْدِ الأَحامِسِ

  وقال الزَّمَخْشرِيّ: وَقَعُوا في هِنْدِ الأَحَامِسِ، إِذا وَقَعُوا في شِدَّةٍ وبلِيَّةٍ، ولِقيَ فُلانٌ هِنْدَ الأَحامِيس، إِذا مات. وبَنُو هِنْدٍ: قومٌ من العرَبِ فيهِم حَماسَةٌ، ومعْنى إِضافَتِهم إِلى الأَحامِسِ إِضافتُهُمْ إِلى شُجْعانِهِم، أَو إِلى جِنْس الشُّجْعَانِ، وأَنّه مِنْهُم.

  وحِمَاسٌ اللَّيْثِيُّ، بالكسْرِ: وُلِد في عَهْدِ رسُولِ الله وله دارٌ بالمَدِينةِ، قاله الوَاقِدِيُّ.

  وحِمَاسُ بنُ ثامِلٍ: شاعِرٌ.

  وذُو حِمَاسٍ: ع، قال القُطامِيُّ:

  عفَا مِنْ آلِ فاطِمَة الفُرَاتُ ... فشَطَّا ذي حِمَاسَ فحَايلاتُ⁣(⁣٢)

  وفي النّوادِرِ: حَمسَ اللّحْمَ قَلَاه.

  وقال الزَّجّاجُ: حَمَسَ فُلاناً، إِذا أَغْضَبَه، كأَحْمسَه، وكذلِك حَمَشَه وأَحْمَشَه، وحَمَّسَه تحْمِيساً، وهذا عن غيْرِ الزَّجّاجِ، وهو مجَازٌ.

  وفي النّوادِرِ الحَمِيسَةُ، كسَفِينَةٍ: القَلِيَّةُ، وهي المِقْلاةُ.

  وقال أَبو الدُّقَيْشِ: الحَمِيسُ، كأَمِير: التَّنُّورُ، ويُقَالُ له: الوَطِيسُ أَيضاً، وقال ابنُ فارِسٍ: وقال آخَرُونَ هو بالشِّين المُعْجَمَةِ، وأَيَّ ذلِك كان فهو صَحِيحٌ. والحَمِيسُ أَيْضاً: الشَّدِيدُ، قال رُؤُبَةُ:

  وكَلْكَلاً ذَا بِرْكةٍ هَرُوسَا ... لَاقَيْن مِنْه حَمِساً حَمِيسَا

  أَي شَدِيداً، كذا في التَّكْمِلَةِ، وقال الأَزْهَرِيّ: أَي شِدَّة وشَجَاعَة.

  والحُمْسَةُ، بالضَّمِّ: الحُرْمَةُ، قال العجّاجُ:

  ولَمْ يَهَبْن حُمْسَةً لأَحْمَسَا ... ولا أَخَا عَقْدٍ ولا مُنَجَّسَا⁣(⁣٣)

  أَي لم يَهَبْنَ لذي حُرْمَةٍ حُرْمَةً، أَي رَكِبْنَ رُؤُوسَهُنّ، والتَّنْجِيسُ: شيءٌ كانَت العرَبُ تَفْعَله كالعُوذَةِ تَدْفَع بها العَيْنَ.

  والحَمَسَة، بالتَّحْرِيكِ: دابَّةٌ بَحرِيَّةٌ، أَو السُّلحْفاة زعَمُوا، قالَه ابن دُريْدٍ⁣(⁣٤)، ج حَمَسٌ، محرَّكَة، وقِيلَ هي اسم الجَمْعِ.

  والحَوْمَسِيسُ، كزنْجَبِيل: المَهْزول، عن أَبِي عَمْرو، وهو مَجاز.

  والحَمْسُ، بالفتْح: الصَّوْت وجَرْسُ الرِّجَالِ، أَنْشَد أَبو الدُّقَيْشِ:

  كأَنَّ صَوْت وَهْسِها تَحْتَ الدُّجَى ... حَمْسُ رِجَالٍ سَمِعُوا صَوْتَ وَحَى

  والحِمْس، بالكَسْرِ: ع.

  والتَّحْمِيسُ: أَنْ يُؤْخَذَ شَيْءٌ من دَوَاءٍ وغيْرِه، فيُوضَعَ عَلى النّارِ قلِيلاً ومنهُ تَحْمِيسُ الحِمَّصِ وغيرِه، وهي التَّقْلِيَة.

  واحْتَمَس الدِّيكَانِ: هاجَا، كاحْتمَشا، قاله يَعْقوب.

  واحْمَوْمسَ: غَضِبَ، وكذلِكَ اقْلَوْلَى، وهو مَجَازٌ، قال أَبو النَّجْمِ يَصِف الأَسَد:

  كأَنَّ عَيْنَيْهِ إِذا ما احْموْمَسَا ... كالجَمْرَتيْنِ خِيلَتَا لِتُقْبسَا

  وابن أَبِي الحمْساءِ: رجُلٌ آمَنَ بالنَّبِيِّ وتابَعَه قبل المَبْعَثِ، له ذِكْرٌ في كُتبِ السِّيَرِ.


(١) عن التهذيب وبالأصل «بدار تكنة» تحريف.

(٢) بالأصل: «فمايلات» وما أثبت عن الديوان، وصوبها محقق المطبوعة الكويتية عن العباب «فحائلات».

(٣) ضبطت بفتح الجيم المشددة عن التهذيب واللسان.

(٤) الجمهرة ٢/ ١٥٦.