تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جهب]:

صفحة 390 - الجزء 1

  وجُبْتُ القَمِيصَ بالضَّم: قَوَّرْتُ جَيْبَه أَجُوبُه وأَجِيبُه قال شَمِرٌ: جُبْتُهُ وجِبْتُهُ، قال الراجز:

  بَاتَتْ تَجِيبُ أَدْعَجَ الظَّلامِ ... جَيْبَ البِيَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ

  قال: وليس من لفظ الجَيْبِ، لأَنه من الواو، والجَيْبُ من اليَاءِ. وفي بعض النسخ من الصحاح: جِبْتُ القَمِيصَ، بالكسر، أَي قَوَّرْتُ جَيْبَهُ، وجَبَّيْتُهُ وجَوَّبْتُه: عَمِلْتُ لَهُ جَيْباً وفي التهذيب كُل شيءٍ قُطِعَ وَسَطَه فَهُوَ مَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ⁣(⁣١)، ومنه سَمِّيَ جَيْبُ القَمِيصِ، وفي حديثِ عليّ ¥ «أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً فَجَوَّبْتُ وَسَطَهُ وأَدْخَلْتُه في عُنُقِي» وعن ابنِ بُزُرْجَ: جَيَّبْتُ القَمِيصَ وجَوَّبْتُه.

  وأَرْضٌ مُجَوَّبَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ أَي أَصَابَ المَطَرُ بَعْضَهَا ولم يُصِبْ بَعْضاً.

  والجَائِبُ العَيْنِ: مِنْ أَسْمَاءِ الأَسَد.

  وجَوَّابٌ، كَكَتَّانٍ: لَقَبُ مَالِكِ بنِ كَعْبٍ الكِلَابِيِّ، قال ابن السكّيت: سُمِّيَ جَوَّاباً، لأَنَّه كان لا يَحْفِرُ بِئراً وَلَا صَخْرَةً إِلَّا أَمَاهَهَا.

  ورَجُلٌ جَوَّابٌ إِذا كان قَطَّاعاً للبِلَاد سَيَّاراً [فيها]⁣(⁣٢)، ومنه قولُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ [في أخيه]⁣(⁣٢).

  جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمَدْ

  أَرَادَ أَنَّهُ يَسْرِي لَيْلَهُ كُلَّهُ لَا يَنَامُ، يَصِفُه بالشَّجَاعَةِ، وفلانٌ جَوَّابٌ جآبٌ أَيْ يَجُوبُ البِلَادَ وَيَكْسِبُ المَالَ، وجَوَّابُ الفَلَاةِ: دَلِيلُهَا، لِقَطْعِهِ إِيَّاهَا.

  وجُوبَانُ: بالضَّمِّ: ة بِمَرْوِ الشَّاهِجَانِ مُعَرَّبُ كُوبَان⁣(⁣٣) مَعْنَاهُ حَافِظُ الصَّوْلَجَانِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  جُوبَانُ بالضم: جَدُّ الشيخِ حسن بنِ تمرتَاشَ صَاحِب المَدْرَسَةِ بِتِبْرِيزَ.

  ومُجْتَابُ الظَّلَامِ: الأَسَدُ.

  وجُوبة صَيْبَا⁣(⁣٤) بالضم من قُرَى عَثَّرَ.

  وأَبُو الجَوَابِ الصَّبِّيُّ اسْمهُ الأَخْوَصُ بنُ جَوابٍ رَوَى عن عَمَّارِ بنِ زُرَيْق وعنه الحَجَّاجُ بنُ الشَّاعِر.

  [جهب]: الجَهْبُ أَهْمَلَهُ الجوهَرِيّ، وقال الصاغانيّ: هو الوَجْهُ السَّمِجُ الثَّقِيلُ، وروى أَبو العبّاس عن ابنِ الأَعْرَابيّ: المِجْهَبُ، كمِنْبَر: هو القَلِيلُ الحَيَاءِ وقال النَّضْر: أَتَاهُ جَاهِباً وجَاهِياً أَي عَلَانِيَةً، قال الأَزهَرِيّ: وأَهمله الليث.

  [جيب]: جِيبٌ بالكَسْرِ: حِصْنَانِ بَيْنَ القُدْسِ ونَابُلُسَ الفَوْقَانيّ والتَّحْتَانِيّ من فُتُوحَات السلطانِ صلاحِ الدين يُوسُفَ بنِ أَيْوب، نُسِبَ إِلى أَحَدِهِمَا الإِمَامُ المُحَدِّثُ أَبو محمدٍ عبدُ الوَهَّابِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حريز المَقْدِسيُّ المَنْصُورِيُّ الجِيبِيُّ ولد سنة ٥٤٣ وتوفي بمصر سنة ٦٣٦ ذكره الحافظُ أَبو الحُسَيْنِ القُرَشِيُّ في معجم شيوخه، وقد أَهمل المصنفُ نَابُلُسَ في موضعه.

  وجَيْبُ القَمِيص ونحوِه كالدِّرْع بالفتح: طَوْقُه، قيل: هذا موضع ذِكرِه لا ج وب، ج جُيُوبٌ بالضم والكسر وفي التنزيل العَزِيز {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ}⁣(⁣٥).

  وجِبْتُ القَمِيصَ بالكسر أَجِيبُه: قَوَّرْتُ جَيْبَه، وجَبَّيْتُه: جَعَلْتُ له جَيْباً، وأَما قولهم: جُبْتُ جَيْبَ القَمِيصِ بالضم فليس من هذا البَابِ، لأَنَّ عَيْنَ جُبْتُ إِنما هو من جَابَ يَجُوب والجَيْبُ عَيْنُه يَاءٌ، لقولهم جُيُوبٌ، فهو على هذا من بابِ سَبِطٍ وسِبَطْرٍ ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ وأَنَّ هذه أَلفاظٌ اقْتَرَبَتْ⁣(⁣٦) أُصُولُهَا واتَّفَقَتْ مَعَانِيها، وكلُّ واحِدٍ منها لفظُه غيرُ لفظِ صاحِبه، كأَجُوبُه وقد تقدّم بيانُه آنِفاً، وجَيَّبْتُ القَمِيصَ تَجْيِيباً: عَمِلْتُ له جَيْباً. وهُوَ⁣(⁣٧) نَاصِحُ الجَيْبِ أَي القَلْبِ والصَّدْرِ يَعْنِي أَمِينَهُمَا قال:

  وخَشَّنْتِ صَدْراً جَيْبُهُ لَكِ نَاصِحُ


(١) زيد في اللسان: مجيوب.

(٢) زيادة عن اللسان.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «أصله كوابان بالكاف الفارسية كذا بهامش المطبوعة» أي الطبعة التي طبع منها خمسة أجزاء فقط.

(٤) عن معجم البلدان، وفي المطبوعة المصرية: «حتيتي».

(٥) سورة النور الآية ٣١.

(٦) بالأصل «اقترنت» وبهامش المطبوعة المصرية «قوله اقترنت لعله افترقت بدليل ما بعده» وما أثبتناه عن اللسان.

(٧) في نسخة من القاموس: «وهذا» وفي اللسان: وفلان.