فصل الجيم مع الموحدة
  عَشَّيْتُ(١) جَابَانَ حتّى اشْتَدَّ مَغْرِضُهُ ... وكَادَ يَهْلِكُ لَوْلَ أَنَّه اطَّافُ
  قُولَا لِجَابَانَ: فَلْيَلْحَقْ بِطِيَّتِهِ ... نَوْمُ الضُّحَى بَعْدَ نَوْمِ اللَّيْلِ إِسْرَافُ(٢)
  فَتَرَكَ صَرْفَ جَابَانَ، فَدَلَّ ذلكَ على أَنَّه فَعَلَانُ.
  وجَابَانُ: ة بوَاسِطِ العِرَاق منها ابنُ المُعَلِّمِ الشَّاعِرُ.
  وجَابانُ: مِخْلَافٌ باليَمَنِ.
  وتَجُوبُ: قَبِيلَةٌ مِن قَبَائِلِ حِمْيَرَ حُلَفَاء لمُرَادٍ، منهم ابنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اللهُ تعالَى، قال الكُمَيْت:
  أَلَا إِنَّ خَيْرَ النَّاس بَعْدَ ثَلَاثَةٍ ... قَتيلُ التَّجُوبِيِّ الَّذِي جَاءَ مِنْ مِصْرِ
  هذا قولُ الجوهريّ، قال ابن بَرِّيّ: البيتُ للوَلِيدِ بنِ عُقْبَةَ، وليس للكميت كما ذَكَر، وصوابُ إِنْشَادِه:
  قَتِيلُ التُّجِيبِيِّ الذي جَاءَ مِنْ مِصْرِ
  وإِنَّمَا غَلَّطَهُ في ذلك أَنَّهُ ظَنَّ أَنَّ الثلاثَةَ أَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ وعُثْمَانُ، ¤، فظن أَنه عَلِيٌّ ¥، فقال التَّجُوِبي بالواو، وإِنما الثلاثةُ سيدُنا رسول الله ÷، وأَبو بكرٍ، وعمرُ ®، لأَنَّ الوليدَ رَثَى بهذَا الشِّعْر عُثْمَانَ بنَ عَفَّان ¥، وقَاتِلُه كِنَانَةُ بنُ بِشْرٍ التُّجِيبِيُّ، وأَمَّا قَاتِلُ عَلِيٍّ ¥ فَهُوَ التَّجُوبِيُّ، ورأَيْتُ في حاشِيةٍ ما مِثَالُه، أَنشد أَبُو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ ¦ في كتابه «فَصْل المَقَالِ في شرح كتاب الأَمثال» هذا البيت الذي هو:
  أَلا إِنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ
  لِنَائِلَةَ بنتِ الفَرَافِصَةِ(٣) بنِ الأَحْوَصِ الكَلْبِيَّةِ زَوْجِ عثمَانَ ¥ تَرْثِيهِ، وبَعْدَه:
  ومَا لِيَ لا أَبْكِي وتَبْكِي قَرابَتِي ... وقَدْ حُجِبَتْ عَنَّا فُضُولُ أَبِي عَمْرِو
  كذا في لسان العرب.
  وتُجِيبُ بالضَّم ابنُ كِنْدَةَ بن ثَوْرٍ بَطْنٌ معروف، وكان يَنْبَغِي تأْخِيرُ ذِكْرِه إِلى ج ي ب كما صَنَعَه ابنُ منظورٍ الإِفريقِيُّ وغيرُه. وتُجِيبُ بِنْتُ ثَوْبَانَ بِنِ سُلَيْم بنِ رَهَاءِ بنِ مُنبِّهِ بنِ حَرْبِ بنِ عِلَّةَ بنِ جَلْدِ بنِ مَذْحِجٍ، وهي أُمُّ عَدِيٍّ وسَعْدٍ ابْنَيْ أَشْرَسَ، وقد سبق في ت ج ب.
  واجْتَابَ القَمِيصَ: لَبِسَهُ قال لَبيد:
  فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بالضُّحَى ... واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَا
  قوله: فَبِتِلْكَ، يَعْنِي بِنَاقَتِهِ التي وصَفَ سَيْرهَا، والبَاءُ في بِتلك متعلِّقةٌ بقوله أَقْضِي، في البيت الذي بعدَه وهو:
  أَقْضِي اللُّبَانَةَ لَا أُفَرِّطُ رِيبَةً ... أَوْ أَنْ تَلُومَ بِحَاجَةٍ لُوَّامُهَا
  وفي التهذيب: واجْتَابَ فلانٌ ثَوْباً، إِذَا لَبِسَه، وأَنشد:
  تَحَسَّرَتْ عِقَّةٌ عَنْهُ فَأَنْسَلَهَا ... واجْتَابَ أُخْرَى جَدِيداً بَعْدَ مَا ابْتَقَلَا(٤)
  وفي الحديث «أَتَاهُ قَوْمٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ» أَي لَابِسيهَا، يقالُ: اجْتَبْت القَمِيصَ والظَّلَامَ أَي دَخَلْتُ فيهما، وفي الأَساس: ومن المجاز: جَابَ الفَلَاةَ واجْتَابَهَا، وجَابَ الظَّلَامَ، انتهى.
  واجْتَابَ: احْتَفَرَ، كاجْتَافَ بالفَاءِ قال لبيد:
  تَجْتَابُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً ... بعُجُوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيلُ هَيَامُهَا(٥)
  يَصِفُ بَقَرَةً احْتَفَرَتْ كِنَاساً تَكْتَنّ فيه من المَطَرِ في أَصْل أَرْطَاةٍ ومنه اجْتَابَ البِئرَ: احْتَفَرَهَا وسيأْتي في جَوَّاب.
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله غشيت الخ هكذا بخطه غشيت بالغين المعجمة، معرضة بالعين المهملة والذي في اللسان في مادتي غوض وطوف عشيت جابان حتى اشتد مغرضه بالعين المهملة في الأول من العشاء وبالغين المعجمة في الثاني وقال في مادة غرض والمغرض والمحزم وهو من البعير بمنزلة المحزم من الدابة وذكر غير ذلك وذكر في مادة طوف ينقد بدل يهلك وأن جابان اسم جمل والذي ذكره المجد آنفاً أنه اسم رجل في والقاموس المغرض كمنزل.
(٢) قوله إسراف هو بالرفع في بعض نسخ المحكم، وبالنصب كسابقه في بعضه أيضاً، وعليها فلا إقواء.
(٣) ضبطت في اللسان «جوب» بضم الفاء.
(٤) عن اللسان، والبيت بالأصل:
تحسرت عفة عنه فأنسكها ... واجتاب أخرى جديداً بعدما انتقلا
(٥) في اللسان والتهذيب قائماً بدل قالصاً.