تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خوس]:

صفحة 272 - الجزء 8

  الخُنْفُسَاءِ. لرُجُوعِهَا إِليك كلَّمَا رَمَيْتَ بها. وقال أَبو عَمْرٍو: هو الخُنْفَسُ، للذَّكَر من الخَنَافس، وهو العُنْظُبُ والحُنْظُبُ.

  وقال الأَصْمَعيُّ |: لا يُقَال: خُنْفُساةٌ⁣(⁣١)، بالهاءِ.

  وخُنْفَسٌ: لَقَبُ رَجُلٍ. حَكاه ثَعْلَبٌ.

  [خوس]: خَاسَ به خَوْساً: غَدَرَ بهِ وخَانَ، أَهْمَلَه الجَوْهَرْيُّ هنا، وأَوْردَه في «خ ي س» تَبَعاً لِلعَيْن. وأَوْرَدَه هنا صاحبُ اللِّسَانِ والصّاغَانِيُّ، ولكن لم يَتَعَرَّضَا لهذا المَعْنَى.

  وفي اللِّسَانِ: خاسَ عَهْدَه وبعَهْدِه: نَقَضَه وخانَه.

  وخاسَ فُلانٌ ما كانَ عليهِ، أَي غَدَرَ به.

  وقال اللَّيْثُ: خاسَ فُلانٌ بوَعْدِهِ، يَخِيسُ، إِذا أَخْلَفَ.

  وخاسَ بعَهْدِه، إِذا غَدَرَ ونَكَثَ.

  وقال الجَوْهَرِيُّ: خاسَ بِه يَخِيسُ ويَخُوسُ، أَي غَدَرَ به.

  وسيأْتي للمصنِّف في «خ ي س» أَيضاً. وكَتَب المادَّةَ بالحُمْرَة ليُوهِمَ أَنه اسْتَدْرَك به على الجَوْهَريّ، وليسَ كذلكَ، فقد رَأَيتَ أَنَّ الجَوْهَرِيَّ ذَكَرَ فيه الوَجْهَيْنِ: بالواوِ وبالياءِ.

  وخاسَت الجِيفَةُ: أَرْوَحَتْ وتَغيَّرتْ. نقله ابنُ فارسٍ، وصوابُه أَن يُذْكر في «خ ي س». لأَنَّ مَصْدَرَه الخَيْسُ، لا الخَوْسُ، كما سيأْتي.

  ومنه: خاسَ الشَّيءُ كالطَّعامِ والبَيْع: كَسَدَ حتّى فَسَدَ، عن ابن قُتَيْبةَ. وهذا أَيضاً مَوضِعُ ذِكْره في «خ ي س».

  وخاسَ بالعَهْد: أَخْلَفَ، قالَه اللَّيْثُ في «خ ي س».

  ومِخْوَسٌ، كمِنْبِرٍ، ومِشْرَحٌ مثْلُه أَيضاً، وجَمْدٌ، بالفَتْح⁣(⁣٢)، وأَبْضَعَةُ: بَنُو مَعْدِي كَرِبَ الكِنْدِيِّ بن وَليعَةَ بن شُرَحْبِيل بن مَعَاوِيَةَ⁣(⁣٣) بن حُجْرٍ القَرِدِ.

  وهم المُلُوكُ الأَرْبَعَةُ الذينَ لَعَنَهُم رسولُ الله ، ولَعَنَ أُخْتَهُم العَمَرَّدَةَ، وكانُوا قد وَفَدُوا مع الأَشْعَثِ بن قَيْسٍ الكِنْدِيِّ فَأَسْلَمُوا ورَجَعُوا إِلى اليَمَن ثم ارْتَدُّوا فقُتِلُوا يومَ النُّجَيْرِ، كزُبَيْرٍ: حِصْن مَنِيع بحَضْرَمَوْت، كانُوا الْتَجَأوا إِليهِ مع الأَشْعَث بن قَيْس أَيّامَ أَبي بَكْرٍ، ¥، فنَزَلَ الأَشْعَثُ بالأَمَانِ، وقُتِلَ مَن بَقِيَ في الحِصَارِ. وقِصَّتُه مطوَّلَةٌ ذكرَهَا البِلْبِيْسِيُّ في الأَنْسَابِ. فقالَتْ نائحَتُهم:

  يَا عَيْنُ بَكِّي لي المُلُوكَ الأَرْبَعَهْ

  تَعْنِي المَذْكُورينَ من بَني مَعْديِ كَرِبَ.

  والتَّخْوِيُس في الوِرْدِ: أَن تُرْسِلَ الإِبلَ إِلى الماءِ بَعيراً بَعيراً؛ ولا تدَعَها تَزْدَحِمُ، عن اللَّيْث، والصادُ لغةٌ فيه، وسيُذْكر في مَحَلِّه.

  والمُتَخَوِّسُ من الإِبِلِ: الذي ظَهَرَ لَحْمُه وشَحْمُه سِمَناً* ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه: التَّخْوِيسُ: النَّقْصُ، عن أَبي عَمْرٍو.

  وعن ابن الأَعْرَابيّ: الخَوْسُ: طَعْنُ الرِّماح وِلَاءً⁣(⁣٤).

  يقال: خاسَه يَخُوسُه خَوْساً.

  والأَخْوَسُ: مَوْضِعٌ بالمَدِينَةِ فيه زَرْعٌ. ذَكرَه نَصْرٌ، وأَنشد لِمَعْن بن أَوْسٍ⁣(⁣٥).

  وقالَ: رِجَالٌ فاسْتَمَعْتُ لِقِيلِهِمْ ... أَبِينُوا لِمَنْ مَالٌ بأَخْوَسَ⁣(⁣٦) ضائعُ

  [خيس]: الخِيسُ، بالكَسْر: الشَّجَرُ الكثيرُ المُلْتَفُّ.

  وقال أَبو حَنِيفةَ |: المُجْتمعُ من كُلِّ الشَّجَرِ. أَو ما كانَ حَلْفاءَ وقَصَباً، وهو قولُ ابنِ دُرَيْدٍ. وقال أَبو حنيفة مَرَّةً: هو المُلْتفُّ من القَصَب والأَشاءِ والنَّخْل. هذا تعْبيرُ أَبي حَنيفة |. وقيل: هو مَنْبِتُ الطَّرْفاءِ وأَنْواعِ الشَّجرِ.

  وقال أَبو عُبَيْدٍ: الخِيسُ: الأَجَمَةُ.

  والخِيسُ أَيضاً: مَوْضِعُ الأَسَدِ، كالخِيسَةِ، في الكُلِّ، ج أَخْيَاسٌ وخِيَسٌ، الأَخيرُ كعِنَبٍ.


(١) عبارة التهذيب: «عن الأصمعي: هي الخنفس والخنفساء ولا يقال - بالهاء - خنفساة» كذا وردت في نسخ التهذيب وصوبها محققة عن اللسان: خنفساءة.

(٢) ضبطت بالقلم في التكملة بالتحريك.

(٣) عن جمهرة ابن حزم وبالأصل «معد».

(٤) في التهذيب: الطعان بالرماح ولاءً ... ولاءً.

(٥) عن معجم البلدان «أحوس» وبالأصل «لأوس بن معن».

(٦) في معجم البلدان «أحوس»: بأحوس بالحاء المهملة.