تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دمس]:

صفحة 292 - الجزء 8

  والدَّلَهْمَسُ: الرَّجُلُ الجَلْدُ الضَّخْم الشُّجَاع، لجراءَتِهِ وقُوَّتِه.

  وقال ابنُ فارِسٍ: هو مَنْحوتٌ من كلمتيْن، مِنْ: دَلَسَ، ومِنْ: هَمَسَ، فدلس: أَتَى في الظَّلَامِ، وهَمَسَ: كأَنَّه غَمَسَ نَفْسَه فيه وفي كلِّ ما يرِيده. يقَال: أَسَدٌ هَمُوسٌ.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه:

  ظُلْمَةٌ دَلَهْمَسَةٌ، أَي هائلَةٌ.

  [دمس]: دَمَسَ الظَّلامُ يَدْمِسُ، بالكَسْرِ، ويَدْمُسُ، بالضَّمِّ، دُمُوساً، كقُعُودٍ: اشْتَدَّ.

  ولَيْلٌ دَامِسٌ، إِذا أَظْلَمَ. وقيل: اشْتَدَّ. وقد دَمَسَ يَدْمِسُ ويَدْمسُ دَمْساً ودُمُوساً. وقِيلَ: إِذا اخْتَلَطَ ظَلَامُه.

  ولَيْلٌ أُدْمُوسٌ، بالضَّمِّ: مُظْلِمٌ، ومنه سَمَّى شَيْخُ مَشايخِنا الإِمامُ المُحَدِّثُ اللُّغَوِيُّ أَحْمَدُ بن عبدِ العَزِيزِ الهِلالِيُّ كتابَه: إِضاءَة الأُدْمُوسِ في شَرْحِ مُصْطَلَحَاتِ القَامُوس.

  ودَمَسَهُ في الأَرْضِ يَدْمِسُه ويَدْمُسُه دَمْساً: دَفَنَهُ وخَبَّأَهُ.

  زادَ أَبُو زَيْدٍ: حَيًّا كانَ أَو مَيِّتاً، وقال أَبو عَمْرٍو: دَمَسَهُ دَمْساً، إِذا غَطَّاه، كدَمَّسَهُ تَدْمِيساً.

  وقال أَبو عَمْرٍو: دَمَسَ المَوْضِعُ ودَسَمَ وسَمَدَ، إِذا دَرَسَ.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: دَمَسَ بَيْنَهُمْ، إِذا أَصْلَحَ، كدَسَمَ.

  ودَمَسَ عَلَيَّ الخَبَرَ دَمْساً: كَتَمَه الْبَتَّةَ.

  ودَمَسَ المَرْأَةَ دَمْساً: جامَعَها، كدَسَمَها، عن كُراعٍ.

  ودَمَسَ الإِهَابَ دَمْساً: غَطَّاه لِيُمَرِّطَ شَعَرَهُ، وهو دَمُوسٌ، كصَبُورٍ، ج دُمُسٌ، وكذلِك إِهَابٌ غَمُولٌ، والجَمْعُ: غُمُلٌ، وبالوَجْهَيْنِ رُوِيَ قولُ الكمَيْتِ يمدَحُ مُسْلِمَ بنَ هِشَامٍ⁣(⁣١):

  لَقَدْ طَالَ مَا - يا آل مَرْوَانَ - أُلْتُمُ ... بِلَا دَمَسٍ أَمْرَ العُرَيبِ ولا غَمَلْ⁣(⁣٢)

  وفي صِفَةِ الدَّجَّالِ: «كَأَنَّما خَرَجَ مِنْ دِيمَاسِ». قال بعضُهم: الدَّيْمَاسُ، بالفَتْحِ ويُكْسَرُ، هو الكِنُّ، أَرادَ أَنَّه كان مُخَدَّراً لم يَرَ شَمْساً ولا رِيحاً.

  وقِيلَ: هو السَّرْبُ المُظْلِمُ. وقد جاءَ في الحَدِيثِ مُفَسَّراً أَنه الحَمَّامُ، قال شيخُنا: وزعم جَماعةٌ أَنَّه بلُغَةِ الحَبَشَة. وفي الرَّوْض الأُنُفِ: أَنَّه من الدَّمْسِ، وهو التَّغْطِيَة، وقَالوا: ياؤُه بَدَلٌ عن المِيمِ، وأَصْلهُ، دِمَّاسٌ، كما قالُوا في دِينَارٍ ونَحْوِه. جِ دَيَامِيسُ إِن فَتحْتَ الدَّالَ، مِثْل شَيْطَانٍ وشَيَاطِينَ ودَمَامِيسُ إِن كَسَرْتَهَا، مِثْل قِيرَاطٍ وقَرَارِيطَ، وسُمِّيَ بذلِك لظلْمَتِه.

  وانْدَمَسَ الرَّجُلُ: دَخَلَ فيه، أَي الدِيْماس.

  والدَّيْمَاسُ: سِجْنٌ للحَجَّاجِ بنِ يُوسُف الثَّقَفِيّ، سُمِّيَ به لظُلْمَتِه، على التَّشْبِيه.

  والدَّمْسُ، بالفَتْح: الشَّخْصُ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  وبالتَّحْرِيك: ما غُطِّيَ، كالدَّمِيسِ، كأَمِيرٍ.

  والدَّامُوسُ: القُتْرَةُ، كالنّامُوسِ.

  والدِّمَاسُ ككِتَابٍ: كُلُّ ما غَطَّاكَ من شيْءٍ ووَاراكَ.

  والدُّودَمِسُ، بالضَّمِّ: حَيَّةٌ، قاله أَبو عَمْرٍو. وقال اللَّيْثُ: ضَرْبٌ مِن الحَيَّاتِ مُحْرَنْفِشَةُ الغَلاصِيمِ⁣(⁣٣)، يُقَال: إِنَّهَا تَنْفُخُ نَفْخاً فتُحْرِقُ ما أَصَابَتْ. ج الدُّودَمِسَاتُ⁣(⁣٤) والدَّوَامِيسُ.

  ورَوَى أَبو تُرَابٍ لأَبي⁣(⁣٥) مالِكٍ: المُدَمَّسُ، كمُعَظَّمٍ، والمُدَنَّسُ، بمَعْنًى وَاحِد، وقد دَمَّسَ ودَنَّسَ. وتَدَمَّسَتِ المرأَةُ بكذا بمَعْنَى: تَلَطَّخَتْ.

  والمُدَامَسَةُ: المُوَارَاةُ، وقد دَامَسَهُ.

  ودُومِيسُ، بالضَّمِّ: ناحِيَةٌ بِأَرَّانَ، بَيْنَ بَرْذَعَةَ ودَبِيلَ.

  ومِن المَجازِ: يُقَال: جاءَنَا بأُمُورٍ دُمْسٍ، بالضَّمِّ، أَي عِظَامٍ، كأَنَّه جَمعُ دامِسٍ، مِثل: بازِلٍ وبُزْلٍ.


(١) في التكملة: مسلمة بن هشام بن عبد الملك.

(٢) في اللسان: «أمر القريب» وفي التهذيب: «أمر الغريب» وفيهما: غَمْلِ.

(٣) الغلاصيم واحدتها غلصمة: اللحم بين الرأس والعنق.

(٤) ضبطت بضم الدال الأولى عن التكملة، وفي اللسان والتهذيب بفتح الدالين.

(٥) عن التهذيب واللسان وبالأصل «لابن».