تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ربتس]:

صفحة 303 - الجزء 8

  ورَجَسَ البَعِيرُ: هَدَرَ وقِيلَ: الرَّجْسُ: الصَّوْتُ الشَّدِيدُ في الهَدِيرِ.

  ورَجَسَ فُلانٌ رَجْساً: قَدَّرَ المَاءَ، أَي ماءَ البِئْرِ، بالمِرْجاسِ، كأَرْجَسَ إِرْجاساً.

  وسَحَابٌ راجِسٌ ورَجَّاسٌ، ككَتَّانٍ، ومُرْتَجِسٌ: شَدِيدُ الصَّوْتِ، وكذلِكَ الرَّعْدُ، تقول: عَفَتِ الدِّيَارَ الغَمَائِمُ الرَّوَاجِسُ، والرِّيَاحُ الرَّوَامِسُ.

  وبَعِيرٌ رَجُوسٌ، كصَبُورٍ، ومِرْجَسٌ، كمِنْبَرٍ، ورَجَّاسٌ، ككَتَّانٍ: شَدِيدُ الهَدِيرِ.

  ونَاقَةٌ رَجْساءُ الحَنِينِ: مُتَتَابَعَتُهُ، حكاه ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد:

  يَتْبَعْنَ رَجْسَاءَ الْحَنِينِ بَيْهَسَا ... تَرَى بِأَعْلَى فَخِذَيْهَا عَبَسَا

  مِثْلَ خَلُوقِ الفارِسِيِّ أَعْرَسَا

  والرَّجَّاسُ كشَدَّادٍ: البَحْرُ، سُمِّيَ به لصَوْتِ مَوْجِه، أَو لارْتِجاسِه واضْطِرَابِه، كما سُمِّيَ رَجَّافاً؛ لارْتِجَافِه.

  ويُقَال: هُمْ في مَرْجُوسَةٍ مِن أَمْرِهِمْ، وفي مَرْجُوساءَ، أَي في اخْتِلاطٍ والْتِبَاسٍ ودَوَرَانٍ.

  والمِرْجاسُ، بالكَسْر: حَجَرٌ يُشَدُّ في طَرَفِ حَبْلٍ ثُمَّ يُدَلَّى* في البِئرِ فَتُمْخَضُ الحَمْأَةُ⁣(⁣١) حتَّى تَثُورَ ثُمَّ يُسْتَقَى ذلك الماءُ فتَنْقَى البِئْرُ، كذا في الصّحاح، ومنه قولُ الشاعِر:

  إِذَا رَأَوْا كَرِيهَةً يَرْمونَ بِي ... رَمْيَكَ بِالْمِرْجاسِ في قَعْرِ الطَّوِي

  أَو هو حَجَرٌ يُرْمَى فِيهَا لِيُعْلَمَ بِصَوْتهِ عُمْقُهَا وقَدْرُ قَعْرِها، أَوْ لِيُعْلَمَ أَفِيهَا ماءٌ أَمْ لا، نقلَه ابن الأَعْرَابِيّ. قال ابنُ سِيدَهْ: والمعروفُ الْمِرْداسُ. والرَّاجِسُ: مَنْ يَرْمِي بِه، كالمُرْجِسِ: والرِّجْسُ، بالكَسْرِ: القَذَرُ، أَو الشَّيْءُ القَذِرُ، ويُحَرَّكُ، وتُفْتَح الراءُ وتُكْسَرُ الجِيمُ، يقال: رِجْسٌ نِجْسٌ، ورَجِسٌ نَجِسٌ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَحْسَبُهُم قالُوا: رَجَسٌ نَجَسٌ، وقال الفَرَّاءُ: إِذا بَدَءُوا بالرِّجْسِ ثمّ أَتْبَعُوه النِّجْسَ كسروا النون⁣(⁣٢)، وإِذا بَدَءُوا بالنجسِ، ولم يَذْكُروا مَعَه الرِّجْسَ فتحوا الجِيم والنون.

  وقال ابنُ الكَلْبِيّ في قولهِ تعالى: {فَإِنَّهُ} رِجْسٌ {أَوْ فِسْقاً}⁣(⁣٣) وكذا في قولهِ تعالَى: {رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ}⁣(⁣٤) قال: الرِّجْسُ: المَأْثَمُ.

  وقال الزَّجَّاجُ: الرِّجْسُ: كُلُّ ما اسْتُقْذِرَ مِنَ العَمَلِ، بالَغَ الله تعالَى في ذَمِّ هذِه الأَشْيَاءِ فسَمَّاهَا رِجْساً.

  والرِّجْسُ: العَذَابُ.

  والعَمَلُ المُؤَدِّي إِلى العَذَابِ، وفي التَّهْذِيب: وأَمّا الرِّجْزُ: فالعَذابُ، والعَمَلُ⁣(⁣٥) الذي يُؤدِّي إِلى العَذَابِ، والرِّجْسُ: العَذَابُ، كالرِّجْز، قُلِبت الزَّايُ سِيناً، كما قِيل: الأَسْدُ والأَزْد. وجعله الزَّمَخْشَرِيُّ مَجازاً، وقال: لأَنَّه جَزاءُ ما استُعِيرَ له اسمُ الرِّجْسِ.

  وقال أَبو جَعْفَرٍ في قولِه تَعالى: {إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ} الرِّجْسَ⁣(⁣٦) أَي الشَّكَّ.

  وقالَ الفَرَّاءُ في قولِهِ تعَالى: {وَيَجْعَلُ} الرِّجْسَ {عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ}⁣(⁣٧): إِنَّهُ العِقابُ والغَضَبُ، وهو مَضارعٌ لقولِهِ: الرِّجْز قال: ولعلَّهما لغتان.

  ورَجُسَ كفرِح وكَرُمَ، رَجَساً ورَجَاسَةً ككَرَامَةٍ: عَمِلَ عَمَلاً قَبِيحاً. والرَّجْسُ، بالفتْح: شِدَّةُ الصَّوْتِ، فكأَنَّ الرِّجْسَ العملُ الذي يَقْبُحُ ذِكْرُه، ويَرْتفِعُ في القُبْح.

  وفي التَّكْمِلة: رَجَسَهُ عن الأَمرِ، يَرْجُسُه، بالضَّمّ، ويَرْجِسُه، بالكسْرِ. رِجْساً عاقهُ وعَزاه في العُبَابِ إِلى ابن عَبَّاد.

  والنَّرْجِسُ، بفَتْحِ النُّونِ وكَسْرِها، الأَخِيرُ نقله الصّاغانِيُّ عن أَبِي عَمْرٍو: من الرَّياحِينِ م، أَي معروفٌ، وهو مُعَرَّبُ:


(١) في القاموس: «الجِئة» وعلى هامشه عن نسخة أخرى «الجيئة» والأصل يوافق الصحاح واللسان.

(*) في القاموس: «فَيُدَلَّى» بدل: ثم يُدَلَّى.

(٢) بالأصل واللسان «كسروا الجيم» تحريف وقد نبه إلى هذا الخطأ بهامش اللسان، وما أثبتناه عن التاج «نجس» واللسان «نجس».

(٣) سورة الأنعام الآية ١٤٥.

(٤) سورة المائدة الآية ٩٠.

(٥) في التهذيب: أو العمل.

(٦) السورة الأحزاب الآية ٣٣.

(٧) سورة يونس الآية ١٠٠.