تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رذس]:

صفحة 305 - الجزء 8

  تَشُقُّ مُغَمِّضاتِ اللَّيْلِ عَنْهَا ... إِذَا طَرَقَتْ بمِرْدَاسٍ رَعُونِ

  يقال: رَدَسَ برَأْسِه، إِذا دَفَعَ به. والرَّعُون: المُتَحرِّكُ.

  ورَدَسَ بالشَّيْءِ⁣(⁣١): ذَهَبَ بهِ، ويُقَالُ: ما أَدْرِي أَينَ رَدَسَ، أَي أَين ذَهَبَ.

  ومِن بَنِي الحارِث بنِ بُهْثَةَ بنِ سُلَيْمٍ: عَبَّاسُ بنُ مِرْدَاس بنِ أَبي عامِرِ بنِ جارِيَةَ السُّلَمِيُّ وإِخْوَتُه: هُبَيْرَةُ، وجَزْءٌ، ومُعَاوِيَةُ، وعَمْرٌو، بنو مِرْدَاسٍ، وأُمُّهُم جَميعاً غَيْرَ العَبّاسِ وَحْدَه: خَنْسَاءُ بِنْتُ عَمرٍو الشاعِرَةُ. وكان مِرْدَاسٌ صديقاً لحَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ، فقتلَهما الجِنُّ مَعاً. وقيل: إِنَّ ثلاثةً ذَهَبُوا على وُجُوههِم فهامُوا، فلم يُسْمَع لهُمْ بأَثَرٍ: مِرْدَاسٌ، وطالِبُ بنُ أَبِي طالِبٍ، وسِنَانُ بنُ حارِثَةَ المُرِّيُّ.

  والعَبّاسُ صَحابِيُّ شاعِرٌ شُجَاعٌ سَخِيٌّ، وكُنْيتُه أَبو الهَيْثَمِ، وقيل: أَبُو الفَضْلِ، أَسْلَمَ قُبَيْلَ الفَتْحِ. وفي اللِّسَانِ: وأَمّا قولُ العَبّاسِ بنِ مِرْداسٍ السُّلَمِيِّ:

  وَمَا كَانَ حِصْنٌ ولَا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْدَاسَ فِي المَجْمَعِ

  فكَانَ الأَخْفَشُ يَجْعَلُه من ضَرُورةِ الشِّعْرِ، وأَنْكَرَه المُبَرِّدُ، ولم يُجَوِّزْ في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ تَرْكَ صَرْفِ ما يَنْصَرِفُ. وقال: الروايةُ الصَّحِيحَةُ:

  يَفُوقَانِ شَيْخِيَ فِي مَجْمَعِ

  ورَجُلٌ رِدِّيسٌ، كسِكِّيتٍ ورَدُوسٌ، مِثْل صَبُورٍ: دَفُوعٌ، وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: رَدُوسٌ، أَيْ نَطُوحٌ مِرْجَمٌ.

  والمُرَادَسَةُ: المُرَاياةُ⁣(⁣٢)، هكذا في سائِرِ النُّسَخِ بالتَّحْتِيَّة، وهكذا في العُبَابِ، ويُمْكِنُ أَن يكونَ: المُرَاماة، بالمِيم.

  يقال: رَادَسْتُ القَوْمَ مُرَادَسةً، إِذا رَامَيْتَهُمْ بالحَجَرِ.

  وتَرَدَّسَ مِن مَكانِه: أَي تَرَدَّى، عنِ ابنِ عَبَّادٍ، نقلَه الصّاغَانِيُّ.

  وجَزِيرَةُ رُودِسَ، بضمِّ الراءِ وكَسْرِ الدّالِ: ببَحْرِ الرُّومِ حِيَالَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وهي التي يَذْكُرُهَا بَعْدُ، وإِهمالُ الدالِ هو المَشْهُور.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه:

  قَوْلٌ رَدْسٌ، كأَنَّهُ يَرْمِي به خَصْمَه، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ لِلْعُجَيْرِ السَّلُولِيّ:

  بقَوْلٍ⁣(⁣٣) وَرَاءَ البابِ رَدْسٍ كَأَنَّهُ ... رَدَى الصَّخْرِ فَالْمَقْلُوبَةُ الصِّيدُ تَسْمَعُ

  والرَّدْسُ: الضَّرْبُ، قاله شَمِرٌ. ورَدَسَهُ رَدْساً، كدَرَسَهُ دَرْساً: ذَلَّلَهُ.

  ومِرْداسُ بنُ عَمْرٍو الفَدَكِيُّ⁣(⁣٤)، ويقال: فيه: ابنُ نَهِيكٍ.

  ومِرْداسُ بنُ عُرْوَةَ، ومِرْداسُ بنُ عُقْفَانَ بنِ سُعَيْمٍ، ومِرْداسُ بنُ قَيْسٍ الدَّوْسِيُّ. ومِرْداسُ بنُ مالِكٍ الأَسْلَمِيُّ ومِرْداسُ بنُ مالِكٍ الغَنَوِيُّ. ومِرْدَاسُ بنُ عُقْفانَ العَنْبَرِيّ⁣(⁣٥).

  ومِرْدَاسُ بنُ مرْدَاسٍ ومِرْدَاسُ بنُ مُوَيْلِكٍ⁣(⁣٦): صَحَابِيُّونَ⁣(⁣٧).

  [رذس]: رُوذِسُ، بضَمِّ الرّاءِ وكسرِ الذّالِ المُعْجَمَة، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَوْرَدَهُ صَاحِبُ اللِّسَانِ بعد «روس» وهي جَزِيرَةٌ لِلرُّومِ تجَاهَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، على لَيْلَتَيْنِ* مِنْهَا، غَزَاهَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ في خِلافَتِه. وكَأَنَّ المصنِّفَ ¦ قَلَّدَ الصّاغَانِيَّ في ذِكْرِهَا هنا، ولها ذِكْرٌ في الحَدِيثِ. وضَبَطَه بعضُهُم بالفَتْحِ وإِعْجَامِ الشِّينِ. وإِذا كانَت الكَلِمَةُ رُومِيَّةً فالصّوَابُ أَنْ تُذْكَرَ بعدَ تركيبِ «روس، كما فعله صاحِبُ اللِّسَانِ. والمصنِّفُ ذَكَرَهَا في مَوْضِعَيْن، وهو إِطَالَةٌ من غير فَائدَةٍ، مع قُصُورٍ في ضَبْطِه.

  [رسس]: الرَّسُّ: ابْتِدَاءُ الشَّيْءِ، ومنه رَسُّ الحُمَّى، ورَسِيسُهَا، عن أَبي عُبَيْدٍ، وهو بَدؤُهَا، وأَوَّلُّ مَسِّهَا، وذلِك إِذا تَمَطَّى المَحْمُومُ مِن أَجلِها وفَتَر جِسْمهُ وتَخَثَّر، قال الأَصْمَعِيُّ: أَوَّلُ ما يَجِدُ الإِنْسَانُ مَسَّ⁣(⁣٨) الحُمَّى قَبْلَ أَنْ تَأْخُذَه وتَظْهَرَ، فذلك الرَّسُّ، والرَّسِيسُ أَيْضاً.


(١) العبارة في القاموس: وبالشيء: ذهب به، والمرداس: الرأس.

(٢) في القاموس: المراماة.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «يقول».

(٤) وقيل إنه فزاري، انظر أسد الغابة.

(٥) في أسد الغابة: مرداس بن أبي مرداس وهو مرداس بن عقفان التميمي العنبري.

(٦) في أسد الغابة أنه مرداس بن مالك الغنوي، عن ابن الكلبي، وانظر فيه تمام نسبه.

(٧) بالأصل «صحابيان» خطأ، فجميع من تقدم صحابي وفاته، كما في أسد الغابة: مرداس بن مروان بن الجذع بن يزيد

(*) في القاموس: «على ليلة» بدل «ليلتين».

(٨) عن اللسان وبالأصل «من».