تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الصاد المهملة مع السين

صفحة 335 - الجزء 8

  والمُضَرَّسُ، كمُعَظَّمٍ: نَوعٌ من الوَشْيِ، قالَ ابنُ فارِسٍ: فيه صُوَرٌ كأَنَّهَا أَضْراسٌ، يقال: رَيْطٌ مُضَرَّسٌ، أَي مُوَشًّى به أَثَرُ الطَّيِّ، قال أَبو قِلَابةَ الهُذَليُّ:

  رَدْعُ الخَلُوقِ بجِلْدِهَا فَكَأَنّهُ ... رَيْطٌ عِتَاقٌ في الصِّوَان مُضَرَّسُ

  ويُرْوَى: «في المَصَانِ». وهو كُلُّ مَكَانٍ صُنْتَ فيهِ ثَوْباً.

  وفي شَرْحِ ديوانِ هُذَيْل: المُضَرَّسُ: الذِي طُوِيَ مُرَبَّعاً.

  وقِيلَ: المُضَرَّسَةُ: ضَرْبٌ منَ الثِّيَابِ فيها خُطوطٌ وأَعلامٌ.

  ومن المَجَاز: تَضَارَسَ البنَاءُ ومثلُه في الأَسَاسِ، والَّذِي في المُحْكَم تَضَرَّسَ البِنَاءُ: لم يَسْتَوِ، زاد الزَّمَخْشَرِيُّ: ولم يَتَّسِقْ، وزاد ابنُ سِيدَه: فصارَ فيهِ كالأَضْرَاسِ.

  ومن المَجَازِ: ضَارَسُوا⁣(⁣١) مُضَارَسةً وضِرَاساً، كذا في التَّكْمِلَةِ، وفي المُحْكَمِ: تَضَارَسُوا: تَحارَبُوا وتَعَادَوْا، وهو من الضَّرَسِ، وهو غَضَبُ الجُوعِ.

  ورَجُلٌ أَخْرَسُ أَضْرَسُ، إِتْبَاعٌ له.

  ورَجُلٌ ضَرِسٌ شَرِسٌ: بمَعْنى صَعْبِ الخُلُقِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، عن اليَزِيدِيِّ.

  قالَ الصّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدلُّ على قُوَّةٍ وخُشُونَةٍ. ومِمَّا شَذَّ عنه الضِّرْس: المَطْرَةُ القَلِيلةُ، فقد يُمْكِن⁣(⁣٢) أَن يُتَمَحَّلَ له قِياسٌ.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  أَضْراسُ العَقْلِ والحُلُمِ أَرْبَعَةٌ يَخْرُجْنَ بعدَ اسْتِحْكامِ الأَسْنَانِ.

  والضَّرْسُ، بالفتح: أَن تُعَلِّمَ قِدْحَكَ بأَنْ تَعَضَّه بأَضْرَاسِكَ، كذا في المُحْكَم، وقال الأَزْهَريُّ: بأَسْنَانِكَ، وزاد ابنُ سِيدَه: فتُؤثِّرَ فيه، قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:

  وأَصْفَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ ... بِه عَلَمَانِ مِنْ عَقَبٍ وضَرْسِ⁣(⁣٣)

  وقِدْحٌ مُضَرَّسٌ، كمُعَظَّمٍ: غيرُ أَمْلَسَ، لأَنَّ فيه كالأَضْراسِ.

  والتَّضْرِيسُ في اليَاقُوتَةِ واللُّؤْلُؤَةِ: حَزٌّ فِيها ونَبْرٌ كالأَضْرَاسِ، وهو مَجَازٌ، وقال الأَزْهَرِيُّ: هو تَحْزِيزٌ ونَبْرٌ يكونُ في ياقُوتةٍ أَو لُؤْلُؤةٍ أَو خَشَبَةٍ.

  وضَرَسَتْهُ الخُطُوبُ ضَرْساً: عَجَمَتْه، على المَثَلِ، قال الأَخْطَل:

  كلَمْحِ أَيْدِي مَثاكِيلٍ مُسَلِّبَةٍ ... يَنْدُبْنَ ضَرْسَ بَنَاتِ الدَّهْرِ والخُطُبِ

  أَرادَ الخُطُوبَ، فحَذَف الواوَ، وقد يكونُ من باب «رَهْنٍ ورُهُنٍ» كذا في المُحْكَم.

  ورجُلٌ ضِرْسٌ، بالكَسْر، وضَرِسٌ، ككَتِف: مُضَرَّسٌ، إِذا كانَ قد سَافَرَ وجَرَّبَ وقاتَلَ.

  والضَّرِيسُ، كأَمِيرٍ: الحِجَارَةُ التي كالأَضْرَاسِ، ومنه: ضَرِيسٌ طُوِيَتْ بالضَّرِيسِ. والضِّرْسُ، بالكَسْر: القِدُّ وجَرِيرٌ ضَرِسٌ: ذو ضِرْسٍ، وناقَةٌ ضَرُوسٌ: لا يُسْمَع لِدِرَّتِها صوتٌ. والضِّرْسُ، بالكَسْر: السَّحابَةُ تُمْطِرُ لا عَرْضَ لَهَا.

  والضَّرْسُ، بالفتح: عَضُّ العَذْل، وسُوءُ الخُلُقِ، وامتِحَانُ الرجُلِ فيما يَدَّعِيهِ من عِلْمٍ أَو شَجَاعَةٍ، الثلاثَةُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  والضِّرْسُ، بالكَسْر: الفَنْدُ في الجَبَلِ.

  وضارَسْتُ الأُمُورَ: جَرَّبْتُهَا وعرَفتُهَا، كذَا في التَّهْذِيبِ والتَّكْمِلَةِ، وضَرِسَ بنو فُلانٍ بالحَرْبِ، كفَرِحَ، إِذا لَمْ يَنْتَهُوا حَتَّى يُقَاتِلُوا، قالَه الأَزْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ.

  وفي الأَسَاسِ: ومن المَجَازِ: اتَّقِ النّاقَةَ بجِنِّ ضِرَاسِهَا.

  قلت: نَقَلَ الصّاغَانِيُّ عن الباهِلِيِّ: الضِّرَاسُ بالكَسْرِ: مِيسَمٌ لَهُم وفي التَّهْذِيبِ: لأَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ:

  أَتانِيَ في الصّبْعَاءِ⁣(⁣٤) أَوْسُ بنُ عامِرٍ ... يُخَادِعُنِي فِيهَا بِجِنِّ ضِرَاسِهَا


(١) عن القاموس وبالأصل «تضارسوا».

(٢) بالأصل: «فقد يمكن أن يقال له قياسي» وما أثبت عن المطبوعة الكويتية نقلاً عن العباب.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «أورده الجوهري:

وأسمر من قداح النبع فرعٍ

قال ابن بري: صواب إنشاده:

وأصفر من قداح النبع صُلبٍ

قال: وهو كذا في شعره لأن قداح الميسر توصف بالصفرة والصلابة «كذا باللسان».

(٤) في التهذيب: «الضبغاء» وفي اللسان: «الضبعاء».