تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع السين

صفحة 360 - الجزء 8

  وبَناتُ ماءٍ. وحَكَى الأَخْفَشُ: بَناتُ عِرْسٍ وبَنُو عِرْسٍ، وبَنَاتُ نَعْشٍ وبَنُو نَعْشٍ.

  والعِرْسِيُّ، بالكَسْر: صِبْغٌ من الأَصْبَاغِ، سُمِّيَ به لكَوْنِه كأَنَّهُ يُشْبِه لَوْنَ ابنِ عِرْسٍ، الدّابَّةِ.

  وعَرَسَ البَعِيرَ يَعْرِسُه ويَعْرُسُه عَرْساً، مِن حَدِّ ضَرَب وكَتَب: شَدَّ عُنُقَه إِلى ذِرَاعِه وهو بارِكٌ، وذلِك الحَبْلُ: عِرَاسٌ، ككِتَابٍ، يقال: العَرْسُ: إِيثاقُ عُنُقِ البَعِيرِ مع يَدَيْهِ جَمِيعاً، فإِنْ كانَ إِلى إِحْدَى يَدَيْهِ فهو العَكْسُ، واسمُ الحَبْلِ العِكَاسُ، وسَيَأْتِي في مَوْضِعِه.

  وعَرَسَ عَنِّي: عَدَلَ وتَأَخَّرَ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَرْسُ، بالفَتْح: عَمُودٌ في وَسَطِ الفُسْطَاطِ. والعَرْسُ أَيضاً: الإِقَامَةُ في الفَرَح. والحَبْلُ.

  وأَيضاً: الفَصِيلُ الصَّغِيرُ، ويُضَمُّ في هذِه، ج أَعْرَاسٌ، وبائِعُهَا عَرَّاسٌ ومُعَرِّسٌ، كشَدَّادٍ ومُحَدِّثٍ، ويُرْوَى أَيضاً مِعْرَسٌ، كمِنْبَرٍ، قالَ: وقالَ أَعْرَابِيٌّ: بِكَم البَلْهَاءُ وأَعْرَاسُهَا: أَيْ أَولادُهَا.

  والعَرْسُ: حَائِطٌ. يُجْعَلُ بينَ حائِطَيِ البَيْتِ الشَّتَوِيِّ لا يُبْلَغُ به أَقْصاهُ، ثمّ يُوضَعُ الجَائِزُ مِن طَرَف ذلِكَ الحائِطِ⁣(⁣١) الداخِلِ إِلى أَقْصَى البَيْتِ، ويُسَقَّفُ البَيْتُ كلُّهُ، فما كانَ بَيْنَ الحائِطَيْنِ فهو سَهْوَةٌ، وما كانَ تحتَ الجَائزِ فهو المُخْدَع، والصادُ فيه لُغَةٌ، وسيُذْكَرُ في مَوْضِعِه. زادَ الجَوْهَرِيُّ: لِيَكُونَ البيتُ أَدْفَأَ، وإِنَّمَا يَكُونُ، ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ وإِنّمَا يُفْعَلُ ذلِكَ بالبِلادِ البارِدَةِ، ويُسَمَّى بالفارِسِيَّة: بِيجَهْ، وذلكَ البَيْتُ مُعَرَّسٌ، كمُعَظَّمٍ، أَي عُمِل له عَرْسٌ، وقد عُرَّسَ تَعْرِيساً. قالَ الجَوْهَرِيُّ: وذَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ⁣(⁣٢) في تَفْسِيرِه شَيْئاً غيرَ هذا لم يَرْتَضِه أَبُو الغَوْثِ.

  والعَرَسُ، محرَّكةً: الدَّهَشُ، يقال: عَرِسَ، كفَرِح، بالسين والشين، عَرَساً فهو عَرِسٌ ككَتِفٍ.

  وفي حَدِيثِ حَسّان بنِ ثابِتٍ: «أَنّه كانَ إِذا دُعِيَ إِلى طَعامٍ قال: أَفِي خُرْسٍ أَو عُرْسٍ أَو إِعْذَار» العُرْسُ، بالضَّمِّ وبضَمَّتَين: مِهْنَةُ الإِمْلَاكِ والبِنَاءِ، وقِيلَ: طَعَامُه خاصَّةً، وقال أَبو عبيد، في قوله «عُرس»: يَعْنِي طَعَام الوَلِيمَةِ، وهو الّذِي يُعْمَلُ منه⁣(⁣٣) العُرسُ، يُسَمَّى عُرساً باسمِ سَبَبِه، قالَ الأَزْهَرِيُّ: العُرسُ: اسمٌ من أَعْرَسَ⁣(⁣٤) الرَّجُلُ بأَهْلِه، إِذا بَنَى عليها ودَخَلَ بِهَا، ثم تُسَمَّى الوَلِيمَةُ عُرساً، وهو أُنْثَى تُؤَنِّثُهَا العَرَبُ، وقد تُذَكَّر، قال الرّجِزُ⁣(⁣٥):

  إِنّا وَجَدْنَا عُرُسَ الحَنّاطِ ... لَئيمةً مَذْمُومَةَ الحُوَّاطِ

  نُدْعَى مع النَّسَّاجِ والخَيَّاطِ

  ج أَعْرَاسٌ وعُرُسَاتٌ، بضَمَّتَيْنِ.

  والعُرسُ أَيضاً: النِّكَاحُ، لأَنَّهُ المَقْصُودُ بالذَّاتِ من الإِعْراسِ.

  والعَرِسُ ككَتِفٍ: الأَسَدُ لِلُزُومِه افْتِراسَ الرِّجَالِ، أَو لِلُزُومِهِ عَرِينَه.

  والعُرَسَاءُ، كالشُّهَداءِ في جَمْع شَهِيدٍ: ع، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وضَبَطَه، وإِنَّمَا هو: العُرَيْسَاءُ، كما ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٦)، وذَكَرَه الصّاغَانِيُّ أَيضاً.

  وعَرِسَ الرجُلُ، كفَرِحَ، عَرَساً: بَطِرَ، فهو عَرِسٌ، يُروَى بالسِّينِ والشِّينِ جَمِيعاً.

  وعَرِسَ به عَرَساً: لَزِمَهُ، وعَرِسَ الصَّبِيُّ بأُمِّه عَرَساً: لَزِمَها وأَلِفَها، كأَعْرَسه.

  وعَرِسَ عَلَيَّ⁣(⁣٧) ما عِنْدَه: امْتَنَعَ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  والمِعْرَسُ، كمِنْبَرٍ: السّائِقُ الحاذِقُ السِّيَاقِ، إِذا نَشِطُوا سَارَ بِهِم، وإِذَا كَسِلُوا عَرَّس بهِم، أَي نَزَلَ بهم.

  والعِرِّيسُ، كسِكِّيتٍ، وبِهَاءٍ: الشَّجَرُ المُلتَفُّ، مَأْوَى الأَسَدِ في خيسِه، قال رُؤْبَةُ:

  أَغْيَالَهُ والأَجَمَ العِرِّيسَا

  وَصَفَ به، كأَنَّه قالَ: والأَجَمَ المُلْتَفَّ، أَو أَبْدَلَه لأَنَّه اسمٌ.


(١) الأصل واللسان وفي التهذيب: ذلك العرس.

(٢) الأصل واللسان وفي الصحاح: أبو عبيد.

(٣) اللسان: عند.

(٤) التهذيب واللسان: إعراسِ الرجلِ.

(٥) الأرجاز لدكين، انظر شرح شواهد الشافية ٩٩.

(٦) الجمهرة ٢/ ٣٣٢ وفي معجم البلدان: عُريشاء بلفظ التصغير.

(٧) في القاموس «على» وضبطت عن التكملة.