تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قلهبس]:

صفحة 427 - الجزء 8

  والقُمَّسُ، كسُكَّر: الرجُلُ الشَّرِيفُ، كذا نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ، وهو قولُ ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ:

  وعَلِمْتُ أَنِّي قَدْ مُنِيتُ بِنِئْطَلٍ ... إِذْ قِيلَ: كانَ مِنَ آلِ دَوْفَنَ قُمَّسُ

  وفسَّره بالسَّيِّد. والجَمْعُ: قَمَامِسُ، وقَمَامِسَةٌ، أَدْخَلوا الهاءَ لتَأْنِيثِ الجَمْعِ.

  والقَمَامِسَةُ: البطَارِقَةُ، نقله الصاغانيّ عن ابن عبَّادٍ ولم يَذْكُرْ وَاحِده، وكأَنَّه جَمْع قُمَّسٍ، كسُكَّرٍ.

  والقَوَامِسُ: الدَّوَاهِي، ولم يَذكُرْ له وَاحِداً، وكأَنَّه جَمْعُ قَامِسَةٍ، سُمِّيَتْ لأَنَّهَا تَقْمِسُ في الإِنْسَانِ، أَي تَغُوصُ به فلا يَنْجُو.

  وقُومَسُ، بالضَّمّ وفَتْحِ المِيمِ وضبَطَه الصّاغَانِيُّ بكسر الميمِ⁣(⁣١)، وهو المَشْهورُ على أَلْسِنتِهم: صُقْعٌ كَبِيرٌ بَيْنَ خُرَاسانَ وبِلادِ الجَبَلِ، قال أَحَدُ الخَوَارِج:

  ومَا زَالَتِ الأَقْدَارُ حَتَّى قَذَفْنَنِي ... بِقُومَسَ بَيْنَ الفَرَّجَانِ وصُولِ⁣(⁣٢)

  وقُومَسُ: إِقْلِيمٌ بالأَنْدَلُسِ، مِن نواحِي قَبْرَةَ، سُمِّيَ باسمِ هذا البَلدِ، لِنُزولِ أَهْلِه به.

  وقُومَسَةُ، بهاءٍ: ة، بأَصْفَهَانِ.

  وقُومَسَانُ: ة بهَمَذانَ.

  ويقال: قَامَسَهُ مُقَامَسَةً، إِذا فَاخَرَهُ بالقَمْسِ، أَي الغَوْصِ، فقَمَسَهُ، أَي غَلَبَهُ.

  ومِن المَجَازِ: يُقَال: هُو إِنَّمَا يُقَامِسُ حُوتاً، إِذا ناظَرَ أَو خَاصَمَ قِرْناً، وقال مالِكُ بنُ المُتَنَخَلِ الهُذَلِيُّ:

  ولكِنّما حُوتاً بِدَجْنَى أُقَامِسُ

  ودَجْنَى: مَوْضِعٌ. وقِيلَ: مَعْنَاه أَي يُنَاظِرُ مَن هُو أَعْلَمُ مِنْه. وانْقَمَسَ النَّجْمُ: غَرَبَ، أَي انْحَطَّ في المَغْرِب، قال ذُو الرُّمَّةِ يذَكُرُ مَطَراً عند سُقُوطِ الثُّرَيّا:

  أَصابَ الأَرْضَ مُنْقَمَسَ الثُّرَيَّا ... بسَاحِيَةٍ وأَتْبَعَهَا طِلَالا

  وإِنّمَا خَصَّ الثُّرَيَّا لأَنَّه زُعِمَ أَنَّ العَرَبَ تقولُ: ليس شيءٌ⁣(⁣٣) من الأَنْوَاءِ أَغْزَرَ مِنْ نَوْءِ الثُّرَيَّا. أَراد أَنَّ المَطَرَ كان عِنْدَ نَوْءِ الثُّرَيَّا، وهو مُنْقَمَسُهَا لِغَزارَةِ ذلِك المَطَرِ⁣(⁣٤).

  والقامُوسُ: البَحْرُ، عن ابنِ دُرَيْد، وبه سَمَّى المُصنِّفُ، ¦، كِتابَه هذا، وقد تقدَّم بيانُ ذلِك في مقدِّمة الكِتاب. أَوْ أَبْعَدُ مَوْضِعٍ فيهِ غَوْراً، قاله أَبُو عُبَيْدٍ في تَفْسِيرِ الحَدِيثِ المُتَقدِّمِ.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  قَمَسَتِ الأَكَامُ في السَّرَابِ، إِذا ارْتَفَعَتْ فَرَأَيْتَهَا كأَنَّهَا تَطْفُو، قال ابنُ مُقْبِلٍ:

  حَتَّى اسْتَبَنْتُ⁣(⁣٥) الهُدَى والبِيدُ هاجِمَةٌ ... يَقْمُسْنَ في الآلِ غُلْفاً أَو يُصَلِّينَا

  وقالَ شَمِرٌ: قَمَسَ الرَّجُلُ في الماءِ، إِذا غابَ فيه.

  وانْقَمَسَ في الرَّكِيَّةِ، إِذا وَثَبَ فيها.

  وقَمَسْتُ به في البئْرِ: إِذا رَمَيْت.

  وفي حَدِيث وَفْدِ مَذْحِجٍ: «في مَفازَةٍ تُضْحِي أَعْلامُهَا قَامِساً، ويُمْسِي سَرَابُها طامِساً» أَي تَبْدُو جِبالُها لِلْعَيْن ثمّ تَغِيبُ، وأَرادَ كلَّ عَلَمٍ من أَعْلامِهَا، فلذلِكَ أَفْرَد الوَصْفَ ولم يَجْمَعْه. قال الزَّمَخْشَرِيُّ: ذكرَ سِيبَوَيْه أَنّ أَفْعَالاً يكونُ للوَاحِدِ وأَنَّ بعضَ العَرَبِ يَقُول: هو الأَنْعَامُ، واستشهد بقولِه تعالى: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمّا فِي بُطُونِهِ}⁣(⁣٦) وعليه جاءَ قولُه: «تُضْحِي أَعْلامُهَا قَامِساً» وهو هنا فاعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُول.

  وفُلانٌ يَقْمِسُ⁣(⁣٧) في سربهِ، إِذا كان يَخْتَفِي مَرَّةً ويَظْهَرُ مَرَّةً.


(١) وضبطه ياقوت بالنص بالكسر أيضاً.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بين الفرجان كذا بالتشديد في اللسان ليستقيم الوزن، وهو باسكان الراء في معجم ياقوت والقاموس وكذا اللسان في مادة ف ر ج». وفي معجم البلدان «الفَرْجان» تثنية الفرج ... والجمع الفروج فعلى هذا الضبط يقتضي القول «بين الفرجين ..» وانظر معجم ما استعجم «الفرّجان».

(٣) عن اللسان وبالأصل «بشيء».

(٤) الأصل واللسان وفي التهذيب: النوء.

(٥) عن الديوان وبالأصل «حتى استتبت».

(٦) سورة النحل الآية ٦٦.

(٧) عبارة اللسان: وفلان يقامس في سره إذا كان يحنق مرة ويظهر مرة» ونبه بهامشه إلى رواية الشارح.