تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كرس]:

صفحة 443 - الجزء 8

  أَكاريسُ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: أَكارِسُ: جُمُوعٌ⁣(⁣١) كثيرَةٌ لا وَاحدَ لهَا من لَفْظهَا، وفي الأَسَاس: رَأَيْتُ أَكارِسَ من بَني فُلان.

  قلتُ: الّذي في نَصِّ أَبي عَمْرٍو أَنّ جَمْعَ الجَمْع أَكارِيسُ، وأَمّا أَكارِسُ فإِنَّما حُذِفَتْ ياؤُه للضَّرورة، كما في قول رَبيعَةَ بن جَحْدَر:

  أَلَا إِنَّ خَيْرَ النّاس رِسْلاً ونَجْدَةً ... بعَجْلَان قَدْ خَفَّتْ لَدَيْه الأَكَارِسُ

  فإِنَّه أَرادَ الأَكَارِيسَ فحَذَف للضَّرُورَة، ومِثلُه كثيرٌ.

  والكِرْسُ: ما يُبْنَى لِطُلْيَان الْمِعْزَى، مثْلَ بَيْتِ الحَمَامِ، من الطِّين المُتَلَبِّد، والجَمْع: أَكْراسٌ.

  وأَكْرَسَها: أَدْخَلهَا فيه لتَدْفَأَ.

  والكِرْسُ لُغَةٌ في الكِلْس، وهو الصَّارُوجُ، وليسَ بالجَيِّد، والصَّوَابُ بالّلام، وهُوَ في اللِّسَان بالراءِ.

  وكِرْسٌ: نَخْلٌ لبَني عَدِيٍّ، نقلَه الصّاغَانيُّ.

  والكِرْسُ: البَعرُ والبَوْلُ من الإِبلِ والغَنَمِ المُتَلَبِّدُ بَعْضُه على بَعْضٍ في الدّار والدِّمَن.

  وقالَ اللَّيْثُ: الكِرْسُ: وَاحِدُ أَكْرَاسِ القَلائد والوُشُح ونَحْوهَا، يُقَالُ: قِلَادَةٌ ذاتُ كِرْسَيْن وذاتُ أَكْرَاسٍ ثَلَاثَةٍ، إِذا ضَمَمْتَ⁣(⁣٢) بَعْضَها إِلى بَعْضٍ، وأَنشد:

  أَرِقْتُ لطَيْفٍ زَارَني في المَجَاسِدِ ... وأَكْرَاسِ دُرٍّ فُصِّلَتْ بالفَرَائدِ

  والكَرَوَّسُ، كعَمَلَّسٍ، وقد تُضَمّ الواوُ: الضَّخْمُ من كُلِّ شيْءٍ، وقيلَ: هو العَظيمُ الرَّأْسِ من النّاس وقيلَ: هو العَظيمُ الرَّأْسِ والكاهِلِ مَعَ صَلَابَة.

  والكَرَوَّسُ: الأَسْوَدُ، هكذا في سائر النُّسَخ، وهو غَلَطٌ، وصَوَابُه: الأَسَدُ العَظيمُ الرَّأْسِ، عن هِشَامٍ، كَمَا في العُبَاب.

  والكَرَوَّسُ: الجَمَلُ العَظِيمُ الفَرَاسِنِ الغَلِيظُ القَوَائم الشَّدِيدُها، عن أَبِي عَمْرٍو، وفي التَّهْذِيبِ: هو الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الرَّأْسِ والكَاهِلِ في جِسْمٍ، وقال ابنُ شُمَيْل: الكَرَوَّسُ: الشَّدِيدُ. وكَرْسَى، كسَكْرَى: ع بَيْنَ جَبَلَيْ سِنْجَارَ، مِن كَرَسَتِ الأَرْضُ إِذا تَدَانَتْ أُصُولُ شَجَرِهَا.

  والكُرْسِيُّ، بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ الياءِ، ورُبَّمَا قالُوا: كِرْسِيٌّ، بالكَسْر، - وهي لُغَةٌ في جَمْعِ هذا الوَزْنِ، نَحْو نُحْريّ ودُرِّيّ. وقالَ بَعْضُهُم: إِنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلى كِرْسِ المُلْكِ، أَي أَصْلِه، كقولهم: دُهْرِيّ -: السَّرِيرُ، هكذَا رَواهُ أَبُو عمْرْو⁣(⁣٣) عن ثَعْلَبٍ، بالوَجْهَيْنِ.

  وقالَ ابنُ عَبّاسٍ ®، في تَفْسِيرِ قولِه ø: {وَسِعَ} كُرْسِيُّهُ {السَّماواتِ وَالْأَرْضَ}⁣(⁣٤) قال: الكُرْسِيُّ: العِلْمُ، وهو مَجَازٌ، وقِيلَ: المُرَادُ بهِ المُلْكُ، نقلَه الزَّمَخْشَرِيُّ. وقال قومٌ: كُرْسِيُّه: قُدْرَتُه الّتِي بِهَا {يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ}، قالُوا: وهذَا كقَوْلِك: اجْعَلْ لهذَا الحائطِ كُرْسِيّاً، أَي اجْعَلْ له ما يَعْمِدُه⁣(⁣٥) ويُمْسِكُه ... وهذا قَرِيبٌ من قَوْلِ ابنِ عَبّاسٍ رَضِيَ الله تَعالَى عنهما؛ لأَنّ عِلْمَه الّذِي وَسِعَ السَّمواتِ والأَرْضَ لا يَخْرُجُ عَنْ هذا. قال الأَزْهَرِيُّ: والصَّحِيحُ عن ابنِ عَبّاس ما رَوَاه عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ⁣(⁣٦)، عن مُسْلِمٍ البَطِينِ، عن سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عن ابنِ عبّاسٍ، ®، أَنَّهُ قالَ: الكُرْسيُّ: مَوْضِعُ القَدَمَيْنِ، وأَمّا العَرْشُ فإِنَّه لا يُقْدَرُ قَدْرُه.

  قالَ: وهذه رِوايةٌ اتَّفَقَ أَهْلُ العِلْمِ على صِحَّتِهَا، قالَ: ومَن⁣(⁣٧) رَوَى عنه في الكُرْسِيّ أَنَّه العِلْمُ، فقد أَبْطَلَ. ج كَرَسِيُّ.

  وكُرْسِيُّ، بالضّمِّ: ة بطَبَرِيَّةَ، يُقَال: إِنّه جَمَعَ عِيسَى عَلَيْه الصلاةُ والسّلامُ الحَوَارِيِّينَ فيها⁣(⁣٨)، وأَنْفَذَهُمْ إِلَى النَّوَاحِي، وفيها مَوْضِعُ كُرْسِيٍّ زَعَمُوا أَنَّهُ صَلَوَاتُ لله عليهِ جَلَسَ عليه.

  وفي الصّحاحِ: الكُرَّاسَةُ، بالضَّمِّ، وَاحِدَةُ الكُرَّاسِ والكَرَارِيسِ قال الكُميْتُ:


(١) عن التكملة وبالأصل «جمع كثرة» وانظر الجمهرة ٢/ ٣٤٨.

(٢) التهذيب: إِذا ضُمَّت بعضها.

(٣) في التهذيب: «أبو عمر» والأصل كاللسان.

(٤) سورة البقرة الآية ٢٥٥.

(٥) الأصل واللسان وفي التهذيب: يعتمده.

(٦) عن التهذيب وبالأصل «الذهبي» تحريف.

(٧) عبارة التهذيب: «والذي روى عن ابن عباس في الكرسي أنه العلم، فليس مما يثبته أهل المعرفة بالأخبار» وفي اللسان نقلاً عنه كالمثبت بالأصل.

(٨) على هامش القاموس عن نسخة أخرى «بها».