تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع السين

صفحة 458 - الجزء 8

  الثِّيابَ يَرْجِعُ إِلى معْنَى كسِيتُ وفي مُقَابلة عَرِيتُ، جاءَ بوَزْنِه، وهي لَطِيفَةٌ.

  وأَلْبَسَه: غَطَّاه، يُقَال: أَلْبسَ السَّماءَ السَّحابُ، إِذا غَطّاها، ويُقَال: الحَرَّةُ: الأَرْضُ التي أَلْبَسَتْهَا⁣(⁣١) حِجَارَةٌ سُودٌ، قال أَبو عَمْرٍو: يُقَال للشيْءِ إِذا غَطّاه كُلَّهُ: أَلْبَسَه، كقولهم: أَلْبَسَنَا اللَّيْلُ، وأَلْبَسَ السَّماءَ السَّحابُ، ولا يكُونُ: لَبِسَنا الليْلُ، ولا لَبِسَ السمَاءَ السحَابُ.

  وأَمْرٌ مُلْبسٌ كمُحْسِنٍ، ومُلْتَبِسٌ، أَي مُشْتَبِهٌ، وقد الْتَبَسَ أَمْرُه وأَلْبَسَ.

  والتلْبِيسُ: التَّخْلِيطُ، مُشَدَّدٌ للمبَالَغَةِ، قال الأَسْعَرُ⁣(⁣٢) الجُعْفِيّ:

  وكَتِيبةٍ لَبَّسْتُهَا بِكَتيبَةٍ ... فيهَا السَّنَوَّرُ والمَغَافِرُ والقَنَا

  والتَّلْبِيسُ: شِبْهُ التَّدْلِيسِ.

  ويُقَال: رجلٌ لَبَّاسٌ، كشَدَّادٍ: كَثِيرُ اللِّباسِ، أَو كثِيرُ اللُّبْسِ، وقد سُمِّيَ به. ولا تَقُلْ: مُلَبِّسٌ، كمحَدِّثٍ، فإِنهُ لُغَةٌ العَامَّةِ.

  وتَلَبَّس بالأَمْرِ والثوْبِ⁣(⁣٣): اخْتَلَطَ، وفي الحديث: «ذَهَبَ ولم يَتَلَبَّسْ منْهَا بِشَيْءٍ» يَعْنِي مِن الدُّنْيَا.

  ويُقَال أَيضاً: تَلَبَّسَ في الأَمْرِ: اخْتَلَط وتَعَلَّقَ، وأَنشَدَ أَبو حَنيفةَ:

  تَلَبَّسَ حُبُّها بِدَمِي ولَحْمِي ... تَلَبُّسَ عِطْفَةٍ بِفُروعِ ضَالِ

  وتَلَبَّسَ الطعَامُ باليَدِ: التَزَقَ، ومنه الحديث: «فيأْكُلُ فَما يَتَلَبَّسُ بيَدِه طَعَامٌ» أَي لا يَلْزَقُ به؛ لِنظَافَةِ أَكْلِه.

  ولابَسَه، أَي الأَمْرَ، إِذا خَالَطَهُ.

  ولابَسَ فُلاناً حَتَّى عَرَفَ دِخْلَتَه: باطِنَهَ.

  وفي الحَدِيثِ في المَوْلدِ، والمَبْعَثِ: «فَجَاءَ المَلَكُ فشَقَّ عَنْ قَلْبه، قالَ: فَخِفْتُ أَن يَكُونَ قد التُبِس بِي»، أَي خُولطْتُ في عَقْلِي، من قَوْلِك: في رَأْيه لَبْسٌ أَي اخْتِلاطٌ، ويقَالُ للمَجْنُون مُخَالَطٌ.

  والتَبَسَ عليه الأَمْرُ، أَي اخْتَلَط واشْتَبَه.

  * ومما يُسْتَدْرَك عليه:

  تَلَبَّسَ بِلِباسٍ حَسَنٍ، ولِبَاساً حَسَناً وعليه مَلَابِسُ بَهِيَّةٌ.

  واللُّبُسُ، بضمَّتَيْنِ: جَمْعُ لَبِيس، يُقَالُ: مِلْحَفَةٌ لَبِيسٌ، ومَزَادَةٌ لَبِيسٌ، وجَمْعُها لَبَائِسُ قال الكُمَيْتُ يَصِفُ الثَّوْرَ والكِلابَ:

  تَعَهَّدَها بالطَّعْنِ حَتَّى كأَنمَّا ... يَشُقُّ برَوْقَيْهِ المَزَادَ اللَّبَائِسَا⁣(⁣٤)

  يعني الّتي استُعْمِلَتْ حتَّى أَخْلَقَتْ، فهو أَطْوَعُ للشَّقِّ والخَرْقِ.

  ودارٌ لَبِيسٌ: خَلَقٌ، على التشْبِيهِ بالثَّوْبِ المَلْبُوسِ الخَلَقِ، قال:

  دارٌ لِلَيْلَى خَلَقٌ لَبِيسٌ ... لَيْسَ بِهَا مِنْ أَهْلِهَا أَنِيسُ

  وحَبْلٌ لبِيس: مسْتَعْمَلٌ، عن أَبِي حَنيفَةَ.

  وَرَجُلٌ لَبِيسٌ: ذو لِبَاسٍ، حكاه سيبويَه.

  ورجُلٌ لَبُوسٌ: كَثيرُ اللِّبَاسِ.

  ولَبِسْتُ الثوْبَ لَبْسَةً وَاحدَةً.

  ولِبَاسُ النَّوْرِ: أَكِمَّتُهُ.

  ولِبَاسُ كُلِّ شيْءٍ: غشَاؤُه.

  ولَابَسَ عَمَله والْتَبَسَ بهِ وتَلَبَّسَ.

  وفي أَمْرِه لُبْسٌ، بالضّمِّ، أَي شُبْهَةٌ⁣(⁣٥).

  وفي فُلانٍ مَلْبَسٌ، أَي مُسْتَمْتَعٌ، وهو مَجَازٌ.

  وفُلانٌ جِبْسٌ لِبْسٌ، بكسرهما، أَي لَئِيمٌ.


(١) التهذيب واللسان: لبستها.

(٢) بالأصل «الأشعر» بالشين خطأ.

(٣) في القاموس: «وبالثوب» ومثله في اللسان.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «أنشده في الأساس:

تتبّعها بالطعن شزراً كأنما ... يجبّس روقاه المزاد اللبائسا

(٥) في الأساس: وفي أمره لُبس ولُبسة بالضم إذا لم يكن واضحاً.