تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هلس]:

صفحة 43 - الجزء 9

  وما عِندَه هَلْبَسِيسَةٌ، إِذا لم يَكُن عندَه شيءٌ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  ما فِي السَّمَاءِ هَلْبَسِيسَةٌ، أَيْ شيْءٌ من سَحَابٍ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

  [هلس]: الهَلْسُ، بالفَتْح: الخَيْرُ الكَثِيرُ، نَقَلَه الصّاغَانِيّ عن ابن فارِسٍ.

  والهَلْسُ: الدِّقَّةُ والضُّمُورُ في الجِسْم.

  وقال ابنُ دُرَيْد: الهَلْسُ: مَرَضُ السِّلِّ، كالهُلَاسِ، بالضَّمِّ.

  وفي التَّهْذِيب: الهَلْسُ والهُلَاسُ: شِدّةُ السُّلَالِ من الهُزَالِ.

  هُلِسَ، كعُنِيَ، هُلَاساً: سُلَّ، فهو مَهْلُوسٌ: مَسْلُولٌ، وقِيلَ: المَهْلُوسُ من الرِّجَالِ: الَّذِي يَأْكُلُ ولا يُرَى أَثَرُ ذلِك في جِسْمه. وقد هَلَسَه المَرَضُ يَهْلِسُه هَلْساً وهُلَاساً: هَزَلَه وضَمَّرَهُ، وقال ابنُ القَطّاع: أَذَابَه، و في الحديث: «نَوَازِعُ تَقْرَعُ العَظْمَ، وتَهْلِسُ اللَّحْمَ». والهَوَالِسُ: الخِفَافُ الأَجْسَامِ من الهُزَالِ، قال الكُمَيْتُ:

  ضَوَامِر أَمْثَال القِدَاح كأَنَّمَا ... يُعَالِجْنَ أَدْوَاءَ السُّلَالِ الهَوَالِسَا

  وامْرَأَةٌ مَهْلُوسَةٌ: ذاتُ رَكَبٍ، أَي حِرٍ، مَهْلُوسٍ، كأَنّمَا جُفِلَ لَحْمُه جَفْلاً، وذلِكَ إِذا قَلَّ لَحْمُه ولَزِقَ على العَظْمِ ويَبِسَ، وقد هُلِسَ هَلْساً.

  وعن ابن الأَعْرَابِيّ: الهُلُسُ، بضمَّتَيْن: النُّقَّهُ من الرِّجالِ، وأَيضاً الضَّعْفَى، وإِنْ لَمْ يَكُونُوا نُقَّهاً.

  والإِهْلَاسُ: ضَحِكٌ في، ونصّ الجوهَرِيّ: فِيه، فُتُور.

  وأَهْلَسَ في الضَّحِكِ: أَخْفَاهُ، وعبارةُ ابنِ القَطّاع: أَهْلَسَ الضَّحِكَ: أَخْفَاهُ قال الرّاجِز:

  تَضْحَكُ منّي ضَحِكاً إِهْلاسَا

  أَرادَ ذَا إِهْلاسٍ، وإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَه بَدَلاً من ضَحِكٍ.

  والإِهْلاسُ أَيْضاً: إِسْرَارُ الحَدِيثِ وإِخْفَاؤُه، يُقَال: أَهْلَسَ إِليه: إِذا أَسَرَّ إِليه حَدِيثاً، قاله الجَوْهَرِيُّ، وابنُ القَطّاعِ.

  والتَّهْلِيسُ، هكَذا في سائر النُّسَخِ، وفي بعْضٍ، والتَّهَلُّسُ الهُزَالُ، قال المَرّار:

  قَرِدٍ تَرَبَّعَها رَبِيعاً كُلَّه ... وشُهُودَ ذَاك الصَّفِّ غير مُهَلَّسِ⁣(⁣١)

  وقد تَهَلَّسَ، إِذا هُزلَ.

  ورَجُلٌ مُهْتَلَسُ العَقْلِ، ومَهْلُوسُه: مَسْلُوبُه وقِيلَ: ذَاهِبُه.

  وقد هُلِسَ عَقْلُه، وقال الجَوْهَرِيُّ: ويُقَال: السُّلَاسُ في العَقْلِ، والهُلَاسُ في البَدَنِ.

  وهَالَسَه مُهَالَسَةً: سَارَّهُ، نقله الجوهِرِيُّ، قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْر:

  مُهَالَسَة والسِّتْرُ بَيْنِي وبَيْنَه ... بِدَاراً كتَكْحِيلِ القَطَا جازَ بالضَّحْلِ

  قالَ الصّاغَانيّ: والتَّرْكِيبُ يدلُّ على إِخْفَاءِ شيْءٍ من كَلامٍ وغيرِه، وقد شذَّ عنه الهَلْسُ: الخَيْرُ الكَثِير.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  هَلَسَه الدَّاءُ يَهْلِسُه هَلْساً: خَامَرَه.

  وانْهَلَسَتِ النّاقَةُ: فَحَلَت وهُلِسُ الشَّيخُ هَلْساً، يَبِسَ من الكِبَرِ.

  ومن المَجَاز: ظَلامٌ مُهْلِسٌ، أَي ضَعِيفٌ، قال المَرَّارُ بن سَعِيد:

  طَرَقَ الخَيالُ فهَاجَنِي من مَهْجَعِي ... رَجْعُ التَّحِيَّةِ في الظَّلامِ المُهْلِسِ

  ويُرْوَى: كالحَدِيثِ المُهْلِسِ.

  وأَهْلَسَه المَرَضُ: أَذَابَه، عن ابنِ القَطّاع.

  وهُلَّسُ⁣(⁣٢)، كسُكَّر: مَدِينَةٌ في طَرَف الجَزيرةِ، ممّا يَلِي الرُّومَ، نَقله الصّاغَانِيُّ، وزاد ياقوت: وأَهْلُهَا أَرْمَن.


(١) في المطبوعة الكويتية: وشهور ذاك الصيف.

(٢) ضبطت في معجم البلدان بكسر أوله وثانيه، والسين مهملة.