تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حظرب]:

صفحة 432 - الجزء 1

  في حُظُنْبَائِي وأَوْصَالِي

  وَرَوَى الأَزْهَرِيّ عن الفراءِ: مِنْ أَمْثَالِ بَنِي أَسَدٍ «اشْدُدْ حُظُبَّى قَوْسَكَ» يُرِيدُ اشدد يا حُظُبّى قَوْسَك، وهو اسمُ رَجُل، أَي هَيِّئْ أَمْرَك، كذا في «لسان العرب».

  وقال اللحيانيّ: الحُنْظُبُ كقُنْفُذٍ⁣(⁣١): ذَكَرُ الجَرَادِ وذَكَرُ الخَنَافِسِ وقال الأَزهريّ عن الأَصمعيّ في تَرْجَمَةِ عنظَب: الذّكَرُ من الجَرَادِ هو الحُنْظُبُ والعُنْظُبُ، قال أَبو عَمرو: هو العُنْظُبُ فأَمَّا الحُنْظُبُ فالذَّكَرُ من الخَنَافِسِ: والجَمْعُ الحَنَاظِبِ، وفي حديث ابن المُسَيِّبِ سأَلَه رَجُلٌ فقالَ: قَتَلْتُ قُرَاداً أَو حُنْظُباً. فقال: تَصَدَّقْ بِتَمْرَة» الحُنْظُبُ بضمِّ الظاءِ وفَتْحِها: ذَكَرُ الخَنَافِسِ والجَرَادِ، وقال ابنُ الأَثِير: وقد يقال بالطَّاءِ، ونُونُه زائدةٌ عند سيبويهِ، لأَنه لم يُثبِت فُعْلَلاً بالفَتْحِ، وأَصليةٌ عند الأَخْفَشِ⁣(⁣٢)، وفي روايةٍ مَنْ قَتَلَ قُرَاداً أَوْ حُنْظُبَاناً وهُوَ مُحْرِمٌ تَصَدَّقَ بِتَمْرَةٍ أَو تَمْرَتَيْنِ» الحُنْظُبَانُ هو الحُنْظُبُ أَو ضَرْبٌ منه، كذا في النسخ، فالضمير راجع إلى الجرادِ، أَو أَنَّهُ إِلى ذَكرِ الخَنَافِسِ، والذي في لسان العرب وغيره من أُمَّهَاتِ اللغة أَنَّه في قولٍ: ضَرْبٌ من الخَنَافِس طَوِيلٌ قال حسّان بن ثابت:

  وأُمُّكَ سَوْدَاءُ نِوبِيَّةٌ ... كأَنَّ أَنَامِلَهَا الحُنْظُبُ

  أَو دَابَّةٌ مِثْلُه أَي مثلُ ذَكَرِ الخَنَافِسِ كالحُنْظَبِ بفَتْحِ الظَّاءِ، وهذه نقلها أَبو حَيَّانَ والحُنْظُبَاءِ بضم الظاءِ والحُنْظَبَاءِ بفتح الظاءِ، أَي مع المَدِّ فيهما، وقال اللِّحْيَانيّ: الحُنْظُبَاءُ: دَابَّةٌ مِثْلُ الخُنْفُسَاءِ، قال زِيَادٌ الطَّمَاحِيّ يَصِفُ كَلْباً أَسْوَدَ:

  أَعْدَدْتُ لِلْذِّئْبِ وليْلِ الحَارِسِ ... مُصَدَّراً أَتْلَعَ مِثْلَ الفَارِسِ

  يَسْتَقْبِلُ الرِّيحَ بِأَنْفٍ خَانِسِ ... في مِثْلِ جِلْدِ الحُنْظُبَاءِ اليَابِسِ

  والحُنْظُوبُ كزُنْبُورٍ هي المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ الرَّدِيئة القَلِيلَةُ الخَيْرِ قاله ابنُ مَنْظُورٍ وغيرُه.

  والحِنْظَابُ بالكَسْرِ هو القَصِيرُ الشَّكِسُ كَكَتِفٍ، هو الصَّعْبُ الأَخْلَاقِ، والحِنْظَابُ بنُ عَمْرٍو الفَقْعَسِيُّ [رئيس الخوارج] ( *) إِلى فَقْعَسِ بنِ طَرِيفِ بنِ عمرِو بنِ قُعَيْنِ بنِ الحارث بن ثَعْلَبَةَ بن دُودَانَ بنِ أَسدٍ وفي نسخة القَعْنَبِيّ:

  [حظرب]: حَظْرَبَ قَوْسَهُ إِذا شَدَّ تَوْتِيرَهَا، وحَظْرَبَ السِّقَاءَ: مَلأَهُ، فتَحَظْرَبَ: امْتَلَا، والمُحَظْرَبُ كالمُخَضْرَمِ: الشَّدِيدُ الفَتْلِ يُقَالُ: حَظْرَبَ الحَبْلَ والوَتَرَ: أَجَادَ فَتْلَهُ والمُحَظْرَبُ: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ الشَّكِيمَة، وقيلَ: شَدِيدُ الخَلْق والعَصَبِ مفْتُولُهُمَا ورَوَى الأَزهريّ عن ابن السكّيت أَنه هو الضَّيِّقُ الخُلُقِ، قال طَرَفَةُ بن العَبْدِ:

  وأَعْلَمُ عِلْماً ليْسَ بالظَّنِّ أَنه ... إِذَا ذَلَّ مَوْلَى المَرْءِ فَهْوَ ذَلِيلُ

  وأَنَّ لِسانَ المرْءِ ما لمْ يكنْ له ... حَصَاةٌ عَلى عَوْرَاتِه لدَليلُ

  وكَائِنْ تَرَى مِنْ لَوْذَعِيٍّ مُحَظْرَبٍ ... وليسَ لَهُ عِنْدَ العَزِيمَةِ جُولُ⁣(⁣٣)

  وضَرْعٌ مُحَظْرَبٌ: ضَيِّقُ الأَخْلَافِ.

  وتَحَظْرَبَ الرَّجُلُ: امْتَلأَ عَدَاوَةً أَو طَعَاماً وغَيْرَه، وقال اللِّحْيَانيّ: التَّحَظْرُبُ: امْتِلاءُ البطن، كذا في لسان العرب.

  [حظلب]: الحَظْلَبَةُ، أَهمله الجوهريّ، وقال الأَزهريّ عن ابن دريد: هو العَدْوُ، ويقال هو السُّرْعَةُ في العَدْوِ ونَقَله الصاغانيّ وأَبو حيّانَ هكذا.

  [حقب]: الحَقَبُ مُحَرَّكَةً: الحِزَامُ الذي يَلِي حَقْوَ البَعِيرِ، أَو هو حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ الرَّحْلُ في بَطْنِهِ أَي البَعِيرِ مِمَّا يَلِي ثِيلَهُ لِئلَّا يُؤْذِيَهُ التَّصْدِيرُ أَو يَجْتَذِبَه التصدِيرُ فيُقَدِّمَه.

  وحَقِبَ بالكَسْرِ كَفَرِحَ إِذَا تَعَسَّرَ عليه البَوْلُ من وُقُوعِ الحَقَبِ على ثِيلِه أَي وِعَاءِ قَضِيبِه، ورُبَّمَا قَتَلَه، ولا يقال: نَاقَةٌ حَقِبَةٌ، لأَن الناقةَ ليس لها ثِيلٌ، بلْ يقال: أَخْلَفْت عن البعيرِ، لأَنَّ بَوْلَهَا من حَيَائِهَا، ولا يَبْلُغُ الحَقَبُ الحياءَ، فالإِخْلَافُ عنه أَنْ يُحَوَّلَ الحَقَبُ فيُجْعَلَ ما بين⁣(⁣٤) خُصْيَتَي


(١) في نسخة أخرى: كقنفذ وجندب.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وأصلية عند الأخفش لأنه أثبت فعللاً كما في النهاية».

(*) سقط من المطبوعتين المصرية والكويتية وما أثبتناه من القاموس.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «في الصحاح بلمعي بدل لوذعي» والعزيمة بالأصل واللسان والمحكم، وفي الصحاح والتهذيب العزائم بالجمع.

(٤) اللسان: مما يلي.