تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نهرش]:

صفحة 217 - الجزء 9

  قالَ الفَرّاء: وأَهْلُ الحِجَازِ تَرَكُوا هَمْزَ التَّنَاوُشِ، وجَعَلُوه مِنْ نُشْتُ الشَّيْءَ، إِذا تَنَاوَلْتَهُ، وقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسَائِيُّ «التّناؤُش» بالهَمْزِ، وقَدْ تَقَدَّم، كالانْتِياشِ، والنَّوْشِ، ومِنْه حَدِيثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا، رَضِيَ الله تَعَالَى عنهُمَا: «فانْتَاشَ الدِّينَ بِنَعْشِهِ إِيّاه» أَيِ اسْتَدْرَكَه وتَنَاوَلَه وأَخَذَه مِنْ مَهْواتِه، وقَدْ يُهْمَزُ، كما تَقَدَّمَ.

  والتَّنَاوُشُ: الرُّجُوعُ، قَالَهُ ابنُ عَبّادٍ فِي تَفْسِيرِ الآية.

  وانْتاشَهُ من المَهْلَكَةِ انْتِياشاً: أَخْرَجَه مِنْهَا، وقِيل: اسْتَخْرَجَه.

  والمُنَاوَشَةُ: المُنَاوَلَةُ في القِتَالِ، وذلِكَ إِذا تَدَانَى الفَرِيقَانِ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.

  والمُنَاوَشَةُ: مِثْلُ المُهَاوَشَةِ، أَي المُقَاتَلَةِ، وأَمّا التَّنَاوُشُ فهُوَ تَنَاوُلُ بَعْضِهم بَعْضاً بالرِّمَاحِ، ولم يَتَدَانُوْا كُلَّ التَّدَانِي.

  وتَنَوَّشَ يَدَه بالمَنْدِيلِ، إِذا مَشَّها مِنَ الغَمَزِ⁣(⁣١)، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عَبّادٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  نُشْتُ من الطَّعَامِ شَيْئاً: أَصَبْتُ. ونُشْتُ الرّجُلَ نَوْشاً: أَنَلْتُه خَيْراً أَو شَرّاً، عن اللَّيْثِ، قَالَ في الصّحاحِ: نُشْتُه خَيْراً: أَنَلْتُه.

  والمُنْتَاشُ: المُسْتَخْرَجُ في قَوْلِ ابنِ هَرْمَةَ الشاعِرَ.

  والتَّنْوِيشُ⁣(⁣٢) للضِّيَافَةِ: الدَّعْوَةُ لِلْوَعْدِ وتَقْدِمَتِه، وبِهِ فَسَّرَ أَبُو مُوسَى، ¥ الحَدِيثَ: «يَقُولُ الله تَعَالَى: يا مُحَمَّدُ نَوِّش العُلَمَاءَ اليومَ في ضِيَافَتِي، نَقَلَه ابنُ الأَثِيرِ. والوَصِيَّةُ نَوْشٌ بالمَعْرُوفِ، أَيْ يَتَنَاوَلُ المُوصِي المُوصَى لَهُ بشَيْءٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُجْحِفَ بمَالِه.

  ونَاشَ بهِ يَنُوشُ: تَعَلَّقَ بهِ.

  وانْتَاشَهُ من الهَلَكَةِ: أَنْقَذَهُ.

  ونَاوَشَ الشَّيْءَ: خَالَطَه، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ.

  ونَاقَةٌ مَنُوشَةُ اللَّحْمِ، إِذا كانَت رَقِيقَتَه، هُنَا ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ، وقد تَقَدَّمَ لِلْمُصَنِّفِ، ¦ في الْهَمْزِ.

  ومُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الحَضِيرِيّ النَّوْشِيُّ، بالفَتْح، مِنْ أَهْلِ مَرْوَ، عن أَبِي الخَيْرِ بنِ أَبي عِمْرَانَ⁣(⁣٣)، وعَنْهُ ابن السَّمْعانِيّ، مات سنة ٤٢٠⁣(⁣٤)، هكذا ضَبَطَه ابنُ الفَرَضِيِّ.

  قُلْت: نَوْشُ، بالفَتْح، ويُقَالُ أَيْضَاً: نَوْجُ، بالجِيم عِوَضاً عن الشِّينِ: عِدَّةُ قُرًى بِمَرْوَ، مِنْهَا نَوْشُ بايَه⁣(⁣٥) ونَوْشُ كُنَار كان⁣(⁣٦) ونَوْش فَرَاهِينان⁣(⁣٧)، ونَوْش مُخْلَدَان. وشَيْخُ ابنِ السّمْعانِيّ نُسِب إِلى الثانِية.

  ونَوْشَانُ هُوَ أَبُو مُوسَى عِمْرَانُ بنُ مُوسَى بنِ الحُصَينِ بنِ نَوْشَانَ الفَقِيهُ الخبوشانيُّ⁣(⁣٨) والنَّوْشَانِيُّ الكاتِبُ بأُسْتُوَا، عن إِبراهِيمَ بنِ أَبِي طالِبٍ وغيرِه، مات سنة ٣٣٩.

  [نهرش]: نِهْرِشٌ، كزِبْرِجٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ، وهُوَ جَدُّ زَيْدِ بنِ ضُبَاثٍ، كغُرَابٍ، جاهِلِيّ أَحَدُ الرِّقَاعِ، وهُمْ مِنْ بَنِي جُشَمَ بنِ بَكْرِ بنِ وائِلِ بنِ قاسِطِ بنِ هِنْبِ بنِ أَفْصَى بنِ دُعْمِيِّ بنِ جِدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِيعَةَ.

  قُلْتُ أَوردَه الصّاغَانِيّ في «ض ب ث» استطراداً، وذَكَرَ أَخَوَيْه مُنَجَّى بنَ ضُبَاثٍ، وعَطِيَّةَ بنَ ضُبَاثٍ، والثّلاثَةُ سُمّوا الرِّقَاعَ؛ لأَنَّهُم تلفقوا كما تَلَفّقُ الرِّقاعُ، وسَيَأْتي في «ر ق ع» إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى⁣(⁣٩).

  [نهش]: نَهَشَه، كمَنَعَه يَنْهَشُه نَهْشاً: نَهَسَهُ، بالسِّين، وذلِكَ إِذَا تَنَاوَلَه بفَمِه لِيَعَضَّهُ فيُؤَثِّرَ فِيهِ ولا يَجْرَحَه.

  ونَهَشَه: لَسَعَه، وقالَ اللَّيْث: النَّهْشُ: دُونَ النَّهْسِ، وهُوَ تَنَاوُلٌ بالفَمِ إِلاّ أَنَّ النَّهْشَ تَنَاوُلٌ مِنْ بَعِيد، كَنَهْشِ الحَيَّةِ.


(١) الغمر بالتحريك زنخ اللحم وما يعلق باليد من دسمه.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والتنويش الخ عبارة اللسان كالنهاية: التنويش للدعوة: الوعد وتقدمته اه وهي ظاهرة».

(٣) في معجم البلدان «نوش»: سمع أبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار.

(٤) في معجم البلدان: سنة ٥٤٧.

(٥) عن معجم البلدان: وبالأصل: «بابه».

(٦) عن معجم البلدان وبالأصل «كنهاران».

(٧) عن معجم البلدان وبالأصل «فراهيان».

(٨) عن اللباب «النوشاني» وبالأصل «الجبوشاني».

(٩) لم يرد في مادة «ر ق ع».