تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نيش]:

صفحة 218 - الجزء 9

  والكَلْبُ نَهَشَه: عَضَّهُ كنَهَسَه، قال الأَصْمَعِيُّ: وبِه فَسَّر أَبُو عَمْرٍو قولَ أَبي ذُؤَيْب:

  يَنْهَشْنَه ويَذُودُهُنّ ويَحْتَمِي

  وقالَ: أَيْ يَعْضَضْنَه.

  أَو نَهَشَهُ، إِذَا أَخَذَه بأَضْراسِهِ، ونَهَسَه بالسّينِ: أَخَذَه بأَطْرَافِ الأَسْنَانِ، نَقَلَه ثَعْلَب⁣(⁣١).

  ورَجُلٌ مَنْهُوشٌ: مَجْهُودٌ مَهْزُولٌ قال رُؤبَةُ

  كَمْ مِنْ خَلِيلٍ وأَخٍ مَنْهُوشِ ... مُنْتَعِشٍ بفَضْلِكُمْ مُنْتَعِشٍ

  وقَدْ نَهَشَه الدَّهْرُ فاحْتَاجَ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، أَيْ عَضَّه، وهو مجازٌ.

  وسُئِلَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ عن قَوْلِ عَلِيٍّ ¥ «كانَ النبيّ، ، مَنْهُوش القَدَمَيْنِ»، فقالَ: أَيْ مُعَرَّقهُمَا.

  ونُهِشَتْ عَضُداهُ، بالضَّمِّ: دَقَّتَا وقَلّ لَحْمُهما، عن ابنِ شُمَيْلٍ.

  ومِنَ المَجَازِ: رَجُلٌ نَهِشُ اليَدَيْنِ، ككَتِفٍ، وكَذَا نَهِشُ القَوَائِمِ، أَيْ خَفِيفُهُمَا⁣(⁣٢) في المَرِّ، قَلِيلُ اللَّحْمِ عليهِمَا، وكَذَا نَهِشُ المُشَاشِ، قالَ الرّاعِي، يَصِفُ ذِئْباً:

  مُتَوَضِّحَ الأَقْرَابِ فِيهِ شُكْلَةٌ ... نَهِشَ اليَدَيْنِ تَخَالُه مَشْكُولَا⁣(⁣٣)

  وقالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ:

  يَعْدُو بهِ نَهْشُ المُشَاشِ كَأَنَّه ... صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُه لا يَظْلَعُ

  وقد تَقَدَّم⁣(⁣٤).

  والنَّهَاوِشُ: المَظَالِمُ والإِجْحَافَاتُ بالناسِ، وبه فُسِّر

  الحَدِيثَ: «من أَصابَ مالاً من نَهَاوِشَ أَذْهَبَه الله تَعَالَى في نَهَابِرَ»⁣(⁣٥) ويُرْوَى: مَهَاوِش، وفي أُخْرَى: تَهَاوِش، وفي رِوَايَة: من اكْتَسَبَ.

  قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هكَذَا يُرْوَى: نَهَاوِشَ، بالنون، وهي مِنْ نَهَشَه، إِذا جَهَدَهُ، فَهُو مَنْهُوشٌ، وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ في تَفْسِيرِ الحَدِيثِ: كَأَنَّهُ نَهَشَ مِنْ هُنَا وهُنَا، قَالَ ابنُ سِيدَه: ولَمْ يُفَسِّر نَهَشَ، ولكِنّه عِنْدِي: أَخَذَ، وقَالَ ثَعْلَبٌ كَأَنّه أَخَذَهُ من أَفْوَاهِ الحَيّاتِ، وهُوَ أَنْ يَكْتَسِبَه من غَيْرِ حِلَّهِ، قال ابنُ الأَثِير: ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ من الهَوْشِ، وهو الخَلْطُ، قال: ويُقْضَى بزِيَادَةِ النُّونِ نظِير قَوْلِهم تَباذِيرَ وتَخَارِيب⁣(⁣٦) من التَّبْذِيرِ والخَرَابِ.

  والمُنْتَهِشَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الخَامِشَةُ وَجْهَهَا في المُصِيبَةِ، وقد لَعَنَهَا رَسُولُ الله في حَدِيثٍ تَقَدَّم ذِكْرُه⁣(⁣٧). والنَّهْشُ لَهُ: أَنْ تَأْخُذَ لَحْمَهُ بأَظْفَارِهَا، ومِنْ هذا قِيلَ: نَهَشَتْهُ الكِلابُ.

  وبَعِيرٌ نَهِشٌ، ككَتِفٍ: نَمِشٌ، عن ابنِ عبّادٍ، وذلِكَ إِذَا كَان في خُفِّه اثَرٌ يَتَبَيَّنُ في الأَرْضِ من غيرِ أُثْرَةٍ.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  يُقَالُ: إِنَّه لَمَنْهُوشُ الفَخِذَيْنِ، وقَدْ نُهِشَ نَهْشاً، وانْتَهَشَتْ أَعْضَاؤنَا⁣(⁣٨)، أَي هُزِلَتْ.

  والمَنْهُوشُ مِنَ الرِّجَالِ: القَلِيلُ اللَّحْمِ وإِنْ سَمِنَ، وقِيلَ: هُوَ الخَفِيفُ، وكَذلِكَ النَّهِشُ، والنَّهْشُ، والنَّهِيشُ، والمَنْهُوشُ من الأَحْراحِ: القَلِيلُ اللَّحْم.

[نيش]:

  * وممّا يسْتَدْرَك عَلَيْه:

  نِيشُ، بالكَسْرِ: مَدِينَةٌ بالرُّومِ، من أَعمالِ أَنْكُورِيَةَ.

فصل الواو مع الشين

  [وبش]: الوَبْشُ، ويُحَرَّكُ: النِّمْنِمُ الأَبْيَضُ يكونُ على الظُّفْرِ، قالَهُ اللَّيْثُ، وفي المُحْكَم: البَياضُ الَّذِي يَكُونُ


(١) الذي نقله صاحب اللسان عن ثعلب قال: النهش بإطباق الأسنان، والنهس بالأسنان والأضراس.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: خفيفها.

(٣) ديوانه ص ٢٤٠ وانظر تخريجه فيه، وفي الديوان: «شهبة» بدل «شكلة».

(٤) انظر مادة مشش.

(٥) النهابر: المهالك.

(٦) عن النهاية وبالأصل «نباذير ونخاريب».

(٧) انظر مادة مهش، وما علقناه في الحاشية على الحديث.

(٨) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أعضاؤنا، الذي في اللسان: أعضادنا».