تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عيص]:

صفحة 315 - الجزء 9

  وقال ابنُ بَرّيّ: عَوِيصُ الأَنْفِ: ما حَوْلَه. قالت الخِرْنِقُ:

  هُمُ جَدَعُوا الأَنفَ الأَشَمَّ عَوِيصُه ... وجَبُّوا السَّنامَ فالْتَحَوْه وغارِبَهْ

  وعَوِيصٌ، كقَمِيصٍ: عَلَمٌ. والعَوَاصُ والعَوِيصُ: حَاقُّ القَلْبِ، كذا في التَّكْملَة.

  وتَقُولُ: ذَهَبَت الأَمْوَالُ إِلاّ العَيَاصِي، وهِيَ البَقايَا، الوَاحدَة عَيْصُوَةٌ⁣(⁣١)، هكذا أَورَدَهُ الصَّاغَانِيّ في التَّكْمِلَة. وأَنا أَخْشَى أَنْ يكون مُصَحَّفاً من العَنَاصِي بالنّون جمع عنْصُوَةٍ، فانْظُرْهُ.

  وجاسِرُ بنُ ياسِرِ بنِ عَوِيصٍ الغَسَّانِيّ، كأَمِيرٍ، شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ.

  والأَعوَصُ: مَحَلٌّ باليَمَنِ، وهو مَسْكَنُ الفُقَهَاءِ بَنِي جمعان من بَنِي صَرِيفٍ.

  ومَسْلَمَةُ⁣(⁣٢) بنُ عَبْدِ المَلِك العَوْصِيّ، بالفَتْح: مُحَدِّثٌ، عن أَبِيه، عن الحَسَنِ بنِ صالِحِ بنِ حَيّ⁣(⁣٣). قُلتُ. وهو من عَوْصِ بن عَوْفِ بن عُذْرَةَ بنِ زَيْدِ اللاتِ بن رُفَيْدَةَ بنِ ثَوْرِ بنِ كَلْبِ بن وَبَرَةَ بطن من كلب. وعَوْصُ بن إِرَمَ بنِ سامِ بنِ نُوحٍ #، إِليه يُنْسَبُ قَحْطَانُ، هكذا قَيَّدَه الحافظ.

  [عيص]: العِيصُ، بالكَسْرِ: الشَّجَرُ الكَثيرُ المُلْتَفُّ، كما في الصّحاح. قال شَيْخُنَا: وقَيَّدَهُ بَعْضُهُم بأَنْ يَكُونَ من السَّرْوِ. والصَّوَابُ الإِطْلاقُ، انْتَهَى، هكَذَا هو السَّرْوُ، وهو خَطَأُ، وصَوَابُه السِّدْرُ المُلْتَفُّ الأُصُولِ، فإِنّه قَوْلُ الدِّينَوَرِيّ. وقيل: هو الشَّجَرُ المُلْتَفُّ النابِتُ بَعْضُه في أُصُولِ بَعْض.

  ج أَعْيَاصٌ وعِيصَانٌ.

  والعِيصُ: الأَصْلُ، ومنه المَثلُ: «عِيصُكَ مِنْكَ وإِنْ كانَ أَشِباً»، مَعْنَاه: أَصْلُك مِنْكَ وإِنْ كان ذَا شَوْكٍ داخِلاً بَعْضُهُ في بَعْضٍ، وهذَا ذَمٌّ، قالَه أَبُو الهَيْثَم. وأَنْشَدَ شَمرٌ:

  ولِعَبْدِ القَيْس عِيصٌ أَشِبٌ ... وقَنِيبٌ وهِجانَاتٌ ذُكُرْ

  ويروى: زُهُر، بدَلَ ذُكُرٍ، قال أَبُو الهَيْثم: وهذا مَدْحٌ أَرادَ به المَنَعَةَ⁣(⁣٤) والكَثْرَة، وقال شَمِرٌ: يُقَال: هو في عِيصِ صِدْقٍ، أَي في أَصْلِ صِدْق. وقال عُمَارَةُ: العِيصُ: ما اجْتَمَعَ بمَكَانٍ وتَدَانَى والْتَفَّ من السِّدْر، والعَوْسَج، والنَّبْع، والسَّلَم، ومن العِضَاهِ كُلّها، ومِثْلُه قَوْلُ أَبي حَنِيفَةَ وهو من الطَّرْفَاءِ الغَيْطَلةُ، ومن القَصَبِ الأَجَمَةُ، أو العيصُ: ما الْتَفَ مِنْ عاسِي الشَّجَرِ وكَثُرَ، مثْل السَّلَمِ، والطَّلْحِ، والسَّيَالِ، والسِّدْر، والسَّمُرِ، والعُرْفُط، والعِضَاه. قاله الكِلابِيُّ. وقال اللَّيْثُ: العِيصُ: مَنْبِتُ خِيَارِ الشَّجَرِ. وقيل: العِيصُ: أُصُولُ الشَّجَرِ.

  وذَنَبَانُ العِيصِ: ماءٌ بدِيَارِ بَنِي سُلَيْمٍ⁣(⁣٥).

  والعِيصُ: عُرْضٌ من أَعْرَاضِ المَدِينَةِ. على سَاكنها أَفضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام، وهو مَوْضِعٌ على ساحلِ البَحْر، له ذِكْرٌ في حَدِيثِ أَبِي بَصِيرٍ.

  والأَعْيَاصُ مِنْ قُرَيْشٍ: أَوْلَادُ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ الأَكْبَرِ ابن عَبْد مَنَافِ⁣(⁣٦)، وهُمُ العَاصُ وأَبُو العاصِ والعِيصُ، وأَبو العِيصِ⁣(⁣٧) وهُمْ إِخْوَةُ حَرْبٍ، وأَبي حَرْبٍ، وسُفْيَانُ، وأَبِي سُفْيَانَ، ويُقَال لِهؤُلاءِ العَنَابِسُ، كما تَقَدَّم. وقال أَبُو النَّجْم:

  لكِنْ أَخِلاَّئِي بَنُو الأَعْيَاصِ ... هُمُ النَّوَاصِي وبَنُو النَّوَاصِي

  مِنْهُمْ سَعِيدٌ وأَبُوهُ العَاصِي

  وقال اللَّيْثُ: أَعْياصُ قُرَيْشٍ: كِرَامُهُم، يَنْتَمُون إِلى عِيصٍ، وعِيصٌ في آبائهم. قال العَجّاج:

  حتى أَناخُوا بمُنَاخِ المُعْتَصِمْ ... من عِيصِ مَرْوَانَ إِلى عِيصٍ غِطَمّ

  صَعْبٍ يُنَجِّي جارَهُ من الغُمَمْ

  ويُقَال: ما أَكْرَمَ عِيصَهُ، وهُم آبَاؤُه، وأَعْمامُه، وأَخْوَالُه، وأَهْلُ بَيْتِه. قال جَرِيرٌ:


(١) في التكملة: عوصوة.

(٢) الذي في اللباب «العوصي» أن الذي روى عن عبد الملك ابنه: «سلمة».

(٣) عن اللباب «العوصي» وبالأصل «حسن».

(٤) كذا بالأصل والتهذيب، وفي اللسان: المنفعة.

(٥) زيد في معجم البلدان: وهو فوق السوارقية.

(٦) بالأصل «عباد مناف».

(٧) زيد في جمهرة ابن حزم ص ٧٨: والعُوَيص وأبو عمرو. واقتصر في الأساس على زيادة «العويص».