تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قبص]:

صفحة 328 - الجزء 9

  عن ابْنِ⁣(⁣١) مَسْعُودٍ، والمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وهُوَ وَالِد يَزِيدَ بْنِ قَبِيصَة [وقبيصة] * بنُ الدَّمُونِ أَخُو هُمَيْلٍ، ذَكَرَهُمَا ابنُ مَاكُولَا، أَنْزَلَهُمَا النَّبيُّ في ثَقيف، وقَبِيصَةُ بنُ المُخَارِقِ بنِ عَبْدِ الله بن شَدَّادٍ العَامِريُّ الهِلَالِيُّ، أَبو بِشْرٍ له وِفَادَةٌ، رَوَى له مُسْلم. قُلْتُ: وقد نَزَلَ البَصْرَةَ، ورَوَى عنه ابنُه قَطَنْ بنُ قَبِيصَةَ. وقَبِيصَةُ بن وَقَّاصٍ⁣(⁣٢) السُّلَميّ، نَزَلَ البَصْرَةَ، رَوَى عَنْه صَالح بنُ عُبَيْد، شيخُ أَبي هَاشِم الزَّعْفَرَانِيّ لا يُعْرَفُ إِلا بهذا الحَدِيث، ولم يَقُل فيه سَمِعْتُ النَّبِيَّ ، فلِذَا تَكَلَّمُوا في صُحْبَته لجَوَازِ الإِرْسَال. قُلْتُ: ولم يُخَرِّج حَدِيثَه غَيْرُ أَبِي الوَلِيدِ الطَّيَالِسِيّ: صَحابِيَّون.

  وفَاتَهُ: قَبِيصَةُ البَجَلِيُّ، رَوَى عنه أَبُو قِلابَةَ في الكُسُوفِ، وقَبِيصَةُ المَخْزُومِيّ، يُقَال هو الَّذِي صَنَعَ مِنْبَرَ النَّبِيّ ذَكَره بَعضُ المَغَارِبَة. وقَبِيصَةُ، وَالِدُ وَهْب، رَوَى عنه ابنُه: «العِيَافَة والطَّرْق والجِبْتُ من عَمَلِ الجَاهِلِيَّة». وقَبِيصَةُ، رَجُلٌ آخَرُ⁣(⁣٣)، رَوَى عنه ابنُ عَبّاسٍ، ذَكَرَهم الذَّهَبِيُّ وابنُ فَهْدٍ في مُعْجَمِ الصَّحابَةِ.

  وقَبِيصَةُ بنُ عُقْبَةَ السُّوَائيُّ الكُوفِيّ، خرَّج له البُخَارِيّ ومُسْلِم، تُوُفِّيَ بالكُوفَة سنة ٢١٥ وإِياسُ بنُ قَبِيصَةَ الطَّائيّ، الَّذي ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ، فَهُوَ ابْنُ قَبِيصَةَ بن الأسْوَدِ الَّذِي أَوْرَدَهُ المُصَنِّف، ¦، في أَوّلِ هذِه الأَسْمَاءِ.

  وقال ابنُ عَبّاد: القَبُوصُ، كصَبُورٍ، كما في العُبَابِ، وَوَقَع في التَّكْمِلَةِ: القَبِيصُ، كأَمِيرٍ: الفَرَسُ الوَثِيقُ الخَلْقِ. وقيل: هو الَّذِي إِذا رَكَضَ لم يُصِبِ⁣(⁣٤) الأَرْضَ إِلاّ أَطْرَافُ سَنَابِكِهِ من قُدُمٍ. قال الشاعر:

  سَلِيمُ الرَّجْعِ طَهْطَاهٌ قَبُوصُ

  وهو مَأْخُوذ من قَوْلِهِم: قد قَبَصَ الفَرَسُ، يَقْبِصُ، من حَدِّ ضَرَب: إِذا خَفَّ ونَشِطَ، وهو مَجازٌ، ولو قَالَ بَدَلَ خَفَّ ونَشِطَ: عَدَا ونَزَا، كانَ أَحْسَنَ، فإِنّ الخِفَّةَ والنَّشَاطَ من مَعانِي القَبَصِ، مُحَرَّكَة، وهو من باب فَرِح، كما حَقَّقه الجَوْهَرِيّ. وَسَيَأْتِي الكَلامُ عَلَيْه. وأَمّا الَّذِي من حَدّ ضَرَبَ فهو القَبْصُ بمَعْنَى العَدْوِ والنَّزْوِ، أَو بمَعْنَى الإِسْرَاع، كما سَيَأْتي أَيضاً.

  والقِبْصُ، بالكَسْرِ: العَدَدُ الكَثِيرُ عن أَبي عُبَيْدَةَ، وزادَ الجَوْهَرِيُّ: من النَّاسِ، ومنه الحَدِيثُ: «أَن عُمَرَ أَتَى النَّبِيَّ وعِنْدَهُ قِبْصٌ من النّاسِ»، أَي عَدَدٌ كَثِيرٌ. وقال الكُمَيْتُ:

  لَكُمْ مَسْجِدَا الله المَزُورانِ والحَصَى ... لَكُمْ قِبْصُه من بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرَا⁣(⁣٥)

  وهو فِعْلٌ بمْعنَى مَفْعُول من القَبْصِ. وفي العُبَاب والفَائِقِ: إِطْلاقُه على العَدَد الكَثِيرِ من جِنْس ما صَغَّروه من المُسْتَعْظَم.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: القِبْصُ: الأَصْلُ يُقَال: هو كَرِيمُ القِبْصِ. قُلْتُ: وسَيَأْتِي في النُّون أَيضاً القِنْصُ: الأَصْلُ، ومَرّ في السِّين المُهْمَلَة أَيضاً.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: القِبْصُ: مَجْمَعُ الرَّمْلِ الكَثيرِ، ويُفْتَحُ.

  يُقَال: هو في قِبْصِ الحَصَى وقَبْصِها، أَي فيما لا يُسْتَطاع عَدَدُه من كَثْرَته، هكذا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ في العُبَاب. والَّذي في كتَاب العَين: القِبْصُ: مُجْتَمَعُ النَّمْلِ الكَبير الكَثيرِ.

  يُقَالُ: إِنَّهُمِ لَفي قِبْصِ الحَصَى، أَيْ في كَثْرَتِهَا. وقولُه: ويُفْتَحُ، أَي في هذه اللُّغَةِ الأَخيرَة، هكذا سِيَاقُ عِبَارَته. والصَّوابُ أَنّه يُفْتَحُ فيه وفي مَعْنَى العَدَدِ الكَثير من النَّاسِ أَيْضاً، كما صَرَّح به ابنُ سِيدَه، فتَأَمَّلْ.

  والمِقْبَصُ، كمنْبَرٍ، وضُبطَ في نُسْخَةِ الصّحاحِ أَيضاً كمَجْلِسٍ: الحَبْلُ يُمَدُّ بَيْنَ يَدَيِ الخَيْلِ في الحَلْبَةِ، عِنْدَ المُسَابَقَةِ، وهو الْمِقْوَسُ، أَيضاً. ومنه قَوْلُهُم: أَخَذْتُهُ على المِقْبَص. وقال الشّاعِر:

  أَخَذْتُ فُلاناً على المِقْبَصِ

  قال الصّاغَانِيُّ: أَي على قَالَبِ الاسْتِواءِ، وقيلَ: بَلْ إِذا أَخَذْتَهُ في بَدْءِ الأَمْر.


(١) عن أسد الغابة وبالأصل «أبي مسعود».

(*) ساقطة من المطبوعة الكويتية.

(٢) في القاموس: «وابن قاص» تحريف.

(٣) في أسد الغابة: قبيصة غير منسوب ... يقال انه الهلالي وقال أبو نعيم إنه قبيصة بن المخارق.

(٤) في اللسان: «لم يمسّ» والأصل كالتكملة.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: من بين أثرى وأقترا، أي من بين مثر ومقتر، كما في اللسان وغيره».